فجأة.. ودون أي مقدمات, عاد فيروس شلل الأطفال للظهور مرة أخري, علي الرغم من إعلان خلو مصر منه, باعتراف منظمة الصحة العالمية, ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة والأمومة( اليونيسيف). حيث تم العثور علي فيروس وافد من باكستان في مياه الصرف الصحي بمنطقتي الهجانة والسلام بالقاهرة, مما يهدد باحتمالات انتقاله, وإصابة الأطفال المصريين به. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هي أعراض الإصابة بالفيروس وكيف يمكن الوقاية منه ؟.. وما هي خطط التطعيمات التي وضعتها وزارة الصحة؟.. وكيف تري منظمة الصحة العالمية شلل الأطفال في مصر.. وما مدي مخاطر انتشاره؟ وبشكل عام, فإن الخطر من عودة مرض شلل الأطفال إلي مصر مرة أخري موجود وقائم, لكنه بعيد, هكذا قال لي الدكتور علاء علوان مدير منظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط, والسبب في ذلك يرجع إلي حملات التطعيم المكثفة التي تطلقها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية, وتكمن المخاطر من عودته في وجود الإصابة في3 دول هي باكستان, وافغانستان, ونيجيريا, علي الرغم من النجاح الباهر الذي حققه البرنامج العالمي لاستئصال شلل الأطفال في مصر والشرق الأوسط, بل والعالم أجمع, باستثناء هذه الدول الثلاث, مشيرا إلي أن الصين سجلت حالة إصابة بشلل الأطفال في العام الماضي بسبب عدوي وافدة من باكستان. الخطر قائم وعلي ذلك, فإن الدكتور علاء علوان يحذر عبر الأهرام من مخاطر وصوله للعالم الإسلامي, حيث يمكن أن تظهر حالات إصابة بشلل الأطفال في اي دولة مادام الفيروس موجودا في الدول الثلاث( باكستان, وأفغانستان, ونيجيريا), ومن ثم فإن الرصد المستمر للفيروس يشكل اهمية كبير علي خط المواجهة, ومن الواجب هنا أن اشيد ببرنامج الترصد المصري الذي لولاه لما استطعنا العثور علي فيروس شلل الأطفال في مياه المجاري بمنطقتي الهجانة ودار السلام. مؤكدا أنه لم يتم تسجيل حالة بالفيروس في مصر حتي الآن, بالرغم من العثور عليه في مياه الصرف الصحي بمنطقتي الهجانة ودار السلام. حملات تطعيمية فيما يؤكد الدكتور عبدالعاطي عبد العليم وكيل وزارة الصحة للشئون الوقائية أن حملات التطعيم ضد شلل الأطفال قد انطلقت مؤخرا في منطقتي الهجانة, والسلام2.1 بعد اكتشاف الفيروس بمياه الصرف الصحي فيهما, وسوف تنطلق حملات مماثلة للتطعيم في القاهرة, والجيزة, والقليوبية خلال الفترة من10- حتي12 مارس, فيما ستنطلق الحملة القومية للتطعيم ضد شلل الأطفال علي مستوي الجمهورية في منتصف إبريل المقبل, مؤكدا عدم ظهور حالات إصابة بالفيروس بين الأطفال حتي الآن. وعلي الرغم من إعلان منظمة الصحة العاليمة خلو مصر من فيروس شللالأطفالمنذ عام2006, فإن وزارة الصحة تقوم بتنظيم حملات قومية سنوية لترصد للفيروس بيئيا, لاكتشافه في حالة ظهوره عن طريق تحليل مياه المجاري, وقد ترتب علي ذلك اكتشاف فيروس شلل أطفال باكستاني في منطقتي الهجانة والسلام وهي المناطق التي تشتهر بوجود بعض الوافدين من الدول الآسيوية مثل, باكستان, ولا علاقة له بالفيروس الذي تم القضاء عليه نهائيا في مصر, كما تم تكثيف الإجراءات الوقائية في المطارات, وتطعيم جميع الوافدين من باكستان, كما أن مصر تتبع نظام الترصد البيئي, بتحليل عينات من الصرف الصحي بشكل دوري للتأكد من خلو مصر من المرض, مضيفا أنه يمكن لمن يهمهم الأمر الحصول علي أية معلومات تتعلق بشلل الأطفالمن خلال الخط الساخن رقم105 أو زيارة أقرب مكتب أو وحدة صحية. الشلل.. أعراضه ومخاطره وشلل الأطفال كما تقول الدكتورة صافيناز المراغي أستاذ طب الأطفال بكلية طب قصر العيني- هو مرض شديد العدوي يصيب الأطفال من سن يوم حتي سن خمس سنوات, وتتمثل أعراضه الأولي في الحمي والإجهاد والصداع والقيء وألم, وضعف في الأطراف, قد ينتهي بالشلل.. وفي الحالات المتأخرة يمكن أن يؤدي شلل الأطفال إلي الوفاة إذا اصاب الجهاز التنفسي ولم يتم وضع الطفل المصاب علي جهاز التنفس الصناعي, وينتقل فيروس شلل الأطفال من براز طفل حامل للفيروس إلي الأطفال غير المحصنين بالطعم الواقيويتكاثر في الأمعاء, وغالبا ما يرجع ذلك إلي تدني مستوي النظافة البيئية والشخصية, او بسبب ضعف الجهاز المناعي حيث يهاجم الفيروس الجهاز العصبي ويمكن أن يسبب شللا كاملا وسريعا في احد الاطراف, وتشمل التطعيمات الخاصة بالمرض خمس جرعات.