ناشد البابا تواضروس الثاني - بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية - الشعب المصري جميعًا بنبذ العُنف بكافة صوره، والصلاة من أجل السلام لبلادنا العزيزة مصر، بل والصلاة من أجل كل المسئولين فيها لكي ما يمنحهم الله الحكمة في إدارة شئون البلاد. جاء هذا خلال محاضرته الأسبوعية اليوم الأربعاء من الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية، والتي تعد المحاضرة الأولى لقداسته منذ أن شغل منصب "البطريرك الثامن عشر"، وذلك بعد نياحة قداسة البابا شنودة الثالث في 17 مارس العام الماضي، الذي كان له الفضل في تأسيس هذا الاجتماع منذ عام 1978 عندما بدأه بمحاضرة على طلبة الكلية الإكليريكية بالقاهرة. وقال البابا تواضروس "في ظل ما تشهده بلادنا من مشاهد عُنف مختلفة، فباسم الكنيسة ننبذ كل عُنف وكل صورة يظهر فيها شعب مصر وكأنه يتقاتل، فنحن نصلي من أجل السلام في بلادنا مصر، ونشارك بقلوبنا في كل المجهودات المبذولة والتي تبذل من أجل السلام الاجتماعي ومن أجل استقرار الأحوال في بلادنا العزيزة". وأكد على أن الكنيسة تشارك بروح الصلاة، لأننا نؤمن أن بقوة الصلاة يُمكن أن يتغير الحال في مجتمعنا من العُنف والخلافات إلى مجتمع حُب وسلام. وناشد البابا تواضروس الجميع المُشاركة في الصلاة من أجل أن يحفظ الله بلادنا غالية التي هي عزيزة علينا، خاصة وأن كل اخواننا المصريين لهم مكانة خاصة في قلوبنا، فنحن نصلي من أجل اخوتنا الذين هم في المسئولية أن يُعطيهم الحكمة، وأن يُعطيهم فرصة لتدبير الأمور، ويحيا شعب مصر في سلام ولكي ما يفكروا في مصر هذا البلد العظيم الذي نفتحر بالانتماء إليه. وأضاف البابا "نحن نشارك في هذا الوطن كمواطنين حقيقيين في هذا البلد، باعتبار أن الكنيسة مؤسسة روحية من واجبها أن تخدم هذا المجتمع لأنها توجد على أرض هذا الوطن، ولكنها هي مازالت بعيدة تمامًا عن السياسة، ولكن إذا احتاج الأمر أن نعلن محبتنا فالكنيسة لا تتخلى عن هذا الدور". وصرح البابا في نهاية محاضرته، بأن الكنيسة ستجتمع غدًا الخميس في مشيخة الأزهر مع فضيلة الإمام الأكبر بحضور كافة الرموز المدنية، لكي تقدم وثيقة مُشتركة تعبر فيها عن نبذ هذا العُنف، وتدعو لحوار جاد وحياة جديدة بعد مرور سنتين من ثورة 25 يناير 2011، ولكي نبدأ في الانطلاق ونترك كل الخلافات والاختلافات والضعفات، وكذلك ترك المُطالبات إلى حين لكي ما نحافظ جميعًا على وطننا ونصل به إلى بر الأمان. جميعًا على وطننا ونصل به إلى بر الأمان.
