الاضطهاد والأزمات تشرد190 مليون مهاجر خارج أوطانهمالهجرة ليست ظاهرة بين الشمال والجنوب فقط.. ولكنها تحدث أيضا بين الدول الغنية توقع برونسون ماكينلي المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة زيادة أعداد المهجرين الذيشن يعيشون خارج أوطانهم الأصلية إلي أكثر من190 مليون مهاجر علي مستوي العالم بواقع شخص مهاجر من بين35 شخصا. وأشار في حوار لالأهرام خلال زيارته لدبي مؤخرا, إلي أن التحويلات ستلعب الدور الأساسي في قضايا وحركات الهجرة نظرا لحاجة دول المهاجرين الأصلية لتلك التحويلات. وأضاف أن المنظمة حاليا بأمكانها امداد المهاجرين بالمعلومات عن طريق استثمار أموالهم وتكاليف تحويلات الأموال, مما سوف يساعد البنوك المحلية لوضع قاعدة معلومات أساسية عن التحويلات المالية, وفيما يلي نص الحوار: * ما أكثر مشكلات الهجرة احتقانا علي مستوي العالم, وأين تقع؟ { مشكلات الهجرة في العالم لاترتبط بمنطقة أو اقليم او شريحة محددة, بل هي قضية ساخنة في الكثير من مناطق العالم وليس في منطقة واحدة, وان كانت مشكلات الحد من العمالة الخارجية القادمة من شمال إفريقيا والمتجهة إلي أوروبا هي أكثرها احتقانا وتشكل صداعا في مجال الاتحاد الأوروبي باعتبار ان الاتحاد الأوروبي يسعي إلي تعزيز اطاره الجغرافي والثقافي والاجتماعي وأيضا الاقتصادي. * تردد بعض التقارير ان العمالة الآسيوية تواجه صعوبات في دول الخليج بما فيها الإمارات, كيف ترون ذلك؟ { سمعت مايتردد من صعوبات تواجه العمالة الآسيوية وتعاني منها العمالة الوافدة في دول الخليج العربي وأيضا في دولة الإمارات, وقد تكون هناك مشكلات هنا أو هناك, إلا أنني بالنسبة للإمارات أشعر بارتياح للنظم والقوانين التي تنظم أداء العمالة الوافدة في دولة الامارات العربية المتحدة, وأعتقد انها تشكل البينة الأفضل مقارنة بالعديد من الدول والمناطق في العالم, وبالرغم من وجود بعض الضغوط في بعض القطاعات مثل العمل في المنازل أو قطاع التشييد والبناء فإن المناخ الذي تعمل فيه العمالة المهاجرة في الإمارات مناخ جيد وملائم ولا غبار عليه.. والمعروف أن الوافدين يشكلون قرابة75% من إجمالي عدد السكان في الإمارات, البالغ عددهم أربعة ملايين, وتمكن الشبكة المتطورة من إجراء التحويلات المالية لكل الوافدين إلي دولهم الأم وبأقل التكاليف. * كم تقدر حجم الأموال والتحويلات المالية لأولئك الذين اضطروا إلي مغادرة بلادهم { وفقا لاحصاءات البنك الدولي فإن حجم التحويلات المالية للمهاجرين لأقاربهم في العام الماضي بلغ167 مليار دولار وهذا الرقم أقل من الحقيقة لأن بعض البلدان لاتملك احصاءات حقيقية أو نظاما لتسجيل التدفقات المالية ولذلك يمكن اضافة5% علي الرقم167 مليار دولار. وباتت التحويلات المالية تلعب دورا في مشاريع التنمية والنمو في الدول المستقبلة لها بسبب ازدياد أرقامها, حيث تؤثر التحويلات المالية في التنمية بشكل طبيعي, لأنها تسمح للعائلات بإنفاق المزيد من الأموال لتحسين مستواها التعليمي والاجتماعي, اضافة إلي أن بعض هذه التحويلات لايرسل للأفراد فقط وإنما لجماعات أو هيئات ويكون عبارة عن تبرعات. * في ظل تزايد أعداد المهاجرين نشطت كيانات مالية منها البريد لخدمة تحويلاتهم, هل يسهم البريد العربي في هذا الاتجاه؟ { هناك العديد من المؤسسات وشركات تحويل الأموال توفر خدمات نقل وتحويل الأموال, اضافة إلي شركات الخدمات البريدية التي بإمكانها القيام بدور حيوي, لاسيما في الدول النامية, واعتماد وسائل التكنولوجيا الحديثة لتقديم خدمات تحويل الأموال, ويجب ابلاغ المهاجرين الذين يقومون بتحويل الأموال ومتسلمي هذه الحولات بهذه الخدمات حال توافرها, حيث تشارك نحو40 دولة, بما فيها دول كبيرة مثل الصين في الشبكة المالية الدولية التي يديرها اتحاد البريد العالمي, ويتوقع أن يرتفع هذا العدد إلي60 دولة في نهاية هذا العام, ويعمل الاتحاد في تطوير الشبكات المالية في العالم العربي, وترتبط حاليا كل من دولة الامارات العربية المتحدة ودول, الجزائر وجيبوتي ومصر والمغرب وتونس بالشبكة المالية التابعة لاتحاد البريد, كما ستنضم المملكة العربية السعودية خلال فترة قصيرة مقبلة. *.. ولكن قد تشكل هذه التحويلات حلولا عملية للمناطق الفقيرة؟ { نعم, فان هذه التحويلات المالية للمهاجرين تسهم في تقليل نسبة الفقر في جواتيمالا بنسبة20% وفي أوغندا11% وفي بنجلاديش نحو6%, كما تتدفق التحويلات المالية في أغلب الأحيان إلي الأسر والعائلات الفقيرة والمهمشة, وتشكل نسبة كبيرة من إجمالي دخل الأسر, كما أن تلك التحويلات تسد العجز الناجم عن البطالة والمرض والتقاعد والهجرة وانخفاض الأجور أو تلف المحاصيل, أيضا فإن المهاجرين يلجأون إلي قنوات غير شرعية لتحويل الأموال بسبب ارتفاع تكاليف التحويل الرسمية التي تصل في بعض الأحيان إلي20% من إجمالي المبلغ المحول, كما يمكن أن يصل معدل تصريف العملات إلي6% وهناك أكثر من190 مليون مهاجر في العالم, أو مانسبته واحد من بين كل35 شخصا, وينتقل مايقارب ال50% من المهاجرين من دولة نامية إلي دولة نامية أخري, وتتراوح تحويلاتهم المالية بين30 و45% من التحويلات بين الدول الواقعة في النصف الجنوبي للكرة الأرضية.