أدان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء مشروع مجموعة امريكية باحراق مصاحف، معتبرا ان مثل هذه الاعمال لا يمكن ان تحظى بدعم "اي ديانة". من جانبه"، أعرب ستيفان دي مستورا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان عن القلق البالغ والغضب بشأن إعلان قس أمريكي عزمه على حرق نسخ من المصحف في ذكرى هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر . وذكرت اذاعة الاممالمتحدة في موقعها الالكتروني ان دي مستورا قال أن ممارسة حرية التعبير يجب ألا تخلط بنية الإساءة إلى دين ومعتقدات الملايين، مضيفا أن ارتكاب مثل ذلك الفعل البغيض سيسهم في تعزيز حجج المعادين للسلام والمصالحة في أفغانستان. على صعيد متصل، حذر مسؤولون دينيون وسياسيون كبار في الشرق الاوسط,بمن فيهم مسؤولو الازهر في القاهرة, من ان حرق نسخ من القرآن الذي تنوي مجموعة انجيلية امريكية القيام به, سيؤثر كثيرا على واشنطن. وحذر العالم الازهري البارز الشيخ عبد المعطي البيومي عضو مجمع بحوث الازهر الاربعاء من انه في حال نفذت كنيسة امريكية خطتها القاضية بحرق مئات المصاحف فان هذا الامر قد يؤدي الى "تخريب" العلاقات بين واشنطن والعالم الاسلامي. وقال الشيخ بيومي, الذي وصفه الرئيس الامريكي باراك اوباما في ندائه للمصالحة مع العالم الاسلامي بانه "منارة للعلم", انه "لو عجزت الحكومة الامريكية عن وقف هذا سوف يكون (حرق المصحف) احدث صيحة في الارهاب الديني ومعنى ذلك تخريب العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم الاسلامي". وفي غزة, اعتبرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان مشروع احراق مصاحف عمل "استفزازي" وطالبت الادارة الامريكية باتخاذ اجراءات لايقافه. وفي الاردن, اعتبر حزب جبهة العمل الاسلامي, الذراع السياسية للاخوان المسلمين وابرز احزاب المعارضة, ان مشروع احراق مصاحف يشكل "اعلان حرب على الشعوب الاسلامية". ووصف الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى هذا العمل ب"المتطرف", داعيا الاميركيين الى معارضة خطط القس الاميركي. وصرح عمرو موسى في القاهرة "هناك اغلبية متصاعدة في الولاياتالمتحدة ضد موقف هذا (القس) المتطرف". واضاف "نريد ان نرى التفاعل الاميركي المثقف ضد هذا الاسلوب التخريبي لهذا المتطرف". في ايران وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمنبارست في ندوة صحافية في طهران ان هذا العمل سيثير "مشاعر حادة". ونصح "البلدان الغربية منع استغلال حرية التعبير لاهانة الكتب المقدسة". وحذر آية الله لطف الله صافي قلبيكاني في قم "البابا والرؤساء المسيحيين الاخرين من انه اذا حصل هذا التصرف غير الانساني والوحشي في اميركا, سيستحق الرئيس اوباما عندئذ الملاحقة, اما الكاهن فينبغي اعتقاله واغلاق كنيسته". من جانبه، اعلن المجلس البابوي للحوار بين الاديان التابع للفاتيكان في بيان ان مشروع احراق المصحف سيشكل "اهانة خطرة ازاء كتاب مقدس بنظر اتباعه". وقال المجلس البابوي انه "تلقى بقلق كبير خبر مشروع +يوم احراق القران+ في 11 ايلول/سبتمبر". واضاف "لا يمكن معالجة اعمال عنيفة تدعو الى الاسف" على غرار اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة, بمشروع مماثل لمجموعة مسيحية متطرفة في فلوريدا. واعلنت كنيسة "دوف وورلد اوتريتش سنتر" البروتستانتية الصغيرة المعادية للاسلام في جينسفيل (فلوريدا, جنوب شرق الولاياتالمتحدة) عزمها على احراق مئات المصاحف علنا السبت في الذكرى التاسعة لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة. وتتخوف الولاياتالمتحدة من ان تزيد خطوة هذه الكنيسة الاميركية المخاطر التي يمكن ان يتعرض لها جنودها في افغانستان.