عواصم عالمية:- شددت الولاياتالمتحدة علي رفضها وانتقادها لدعوة قس مغمور احراق مصاحف السبت القادم في ذكري هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وفي الوقت الذي توالت فيه ردود فعل غاضبة ومستنكرة لهذه المبادرة المسيئة للإسلام والمسلمين حول العالم لم يخرج أي رد فعل من حكام الدول العربية سوى من الرئيس اللبناني. وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها من ردود فعل عالمية على قرار متطرفين مسيحيين باحراق مصاحف، على عزلة هذه المجموعة الصغيرة. وقال المتحدث باسم الوزارة فيليب كراولي "نامل ان ياخذ العالم في الاعتبار ان الامر بمثابة عمل مجموعة هامشية صغيرة جدا وانها لا تمثل وجهات نظر الولاياتالمتحدة ولا الامريكيين في مجملهم". وكانت وزير ة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد نددت باعتزام الكنيسة والقس تيري جونز المغمور بإحراق مئات المصاحف علنا، معتبرة إياه عملا "مشينا ومخزيا". واقر كراولي ايضا بقلق الولاياتالمتحدة حيال العسكريين والدبلوماسيين و"المواطنين الأمريكيين الذين يتنقلون في العالم والذين قد يجدون انفسهم في غمرة رد فعل مأساوي لما قد يحدث في نهاية هذا الأسبوع". وعلى الرغم من الانتقادات من كل حدب وصوب، أكدت كنيسة "دوف وورلد اوتريتش سنتر" الصغيرة في جنوب شرق ولاية فلوريدا أكدت عزمها المضي قدما في إحراق مئات المصاحف علنا السبت المقبل في الذكرى التاسعة لاعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة التي قتل فيها نحو 3000 شخص. وتأسست كنيسة "دوف وورلد اوتريتش سنتر" العام 1986 وهي كنيسة بروتستانتية صغيرة لا يزيد عدد اتباعها عن 50 شخصا وتصف الاسلام بانه "دين شيطاني" يسعى الى الهيمنة على العالم علي حد زعمها. وعلق البيت الأبيض على الأمر بالقول ان مبادرة الكنيسة تشكل مصدر قلق وتضع القوات الأمريكية في خطر، مؤيدا بذلك مخاوف الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الدولية في أفغانستان. واعلن القس تيري جونز لشبكة "سي ان ان" الاخبارية انه "يأخذ على محمل الجد" المخاوف التي اعرب عنها بترايوس، لكنه قال انه "ينوي باصرار" المضي في تنفيذ ما توعد به. وتأتي خطط هذه الكنيسة وسط موجة من العداء للاسلام بسبب مشروع لبناء مركز ثقافي اسلامي في نيويورك في مكان قريب من موقع هجمات 11 سبتمبر 2001. من جهته، اعرب الامين العام للحلف الاطلسي اندرز فوغ راسموسن عن استيائه من "عواقب وخيمة محتملة على امن قوات الحلف" في افغانستان حيث ضمت تظاهرة من دون عنف حوالى 200 رجل الاثنين في كابول وسط هتافات "الموت لامريكا!" و"يحيا الاسلام!". وأدان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مشروع مجموعة امريكية باحراق مصاحف، معتبرا ان مثل هذه الاعمال لا يمكن ان تحظى بدعم "اي ديانة". وقال بان كي مون في بيان "ان الامين العام يشعر بقلق شديد ازاء المعلومات التي تتعلق بمجموعة دينية صغيرة تنوي احراق مصاحف. ان مثل هذه الاعمال لا يمكن ان تحظى بدعم اي ديانة". من جهتها، وصفت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عزم الكنيسة الامريكية الصغيرة على احراق مصاحف بالمشين معتبرة انه تصرف "خاطىء". واعلن ممثل الاممالمتحدة الخاص في افغانستان ستيفان دي ميستورا انه اذا ما حصل عمل مشين كهذا، فانه سيعزز ذرائع الذين يعارضون السلام والمصالحة في افغانستان". أما وكالة تنسيق المساعدة لأفغانستان فلفتت باسم منظمات أفغانية وأجنبية غير حكومية عدة في إطار أفغانستان حيث يبقى الوضع هشا، فان مثل هذه المبادرة قد تؤدي الى قتل مدنيين أبرياء وعمال إنسانيين". و من جهتها، أدانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون المبادرة واكدت احترام كل المعتقدات الدينية، كما ادانها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى بشدة واعتبرها مشروعا يقوم به شخص "متطرف". ووفي غضون ذلك، اكدت ايران ان تنفيذ المشروع سيثير ردود فعل "لا يمكن السيطرة عليها"، بينما اعتبر عصام العريان القيادي في جماعة الإخوان المسلمين ان ذلك سيزيد من الحقد حيال الولاياتالمتحدة في العالم المسلم. وحذر العالم الازهري البارز الشيخ عبد المعطي البيومي عضو مجمع بحوث الازهر من انه في حال نفذت الكنيسة خطتها القاضية بحرق مئات المصاحف فان هذا الامر قد يؤدي الى "تخريب" العلاقات بين واشنطن والعالم الاسلامي. من جانبه، ندد الفاتيكان "بالمبادرة التي وصفها بالمسيئة حيال كتاب تعتبره طائفة دينية مقدسا"، معربا عن "قلقه العميق"، وذلك في بيان للمجلس البابوي للحوار بين الاديان. وقال وزير الدفاع الكندي بيتر ماكاي ان "هذه "الشتيمة لكل المؤمنيين" قد تعرض للخطر الجنود الكنديين المنتشرين في افغانستان. وكانت لبنان الدولة العربية الوحيدة التي صدر عنها بيان، حيث ادان الرئيس اللبناني ميشال سليمان عزم كنيسة امريكية معادية للاسلام احراق مصاحف السبت، معتبرا ان ذلك "مناف لتعاليم الديانات السماوية".