الغضب يتصاعد في العالم الإسلامي والقلق يسيطر علي واشنطن مبارك: الدعوة لإحراق المصحف عنصرية بغيضة وتؤدي لتصاعد الإرهاب والعنف أوباما: حرق القرآن خطة (مدمرة وخطيرة) قد تثير موجة عنف أكد الرئيس حسني مبارك إدانته لدعوة إحدي الكنائس الأمريكية لإحراق نسخ من المصاحف باعتبارها دعوة عنصرية بغيضة معادية للإسلام والمسلمين. وفي رده علي سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط أمس، أعرب الرئيس مبارك عن قلقه مما ستثيره هذه الدعوة العنصرية البغيضة من ردود أفعال عنيفة في العالمين العربي والإسلامي، ومحذراً مما ستؤدي إليه من تصاعد الإرهاب والتطرف والعنف المتبادل علي اتساع العالم. وكانت حالات الغضب والاحتجاج قد تصاعدت داخل العالم الإسلامي بسبب دعوة القس الأمريكي تيري جونز راعي كنيسة (دوف وورلد أوتريتش سنتر) في ولاية فلوريدا لإحراق المصحف الشريف غداً السبت تزامناً مع ذكري هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الوقت الذي خيمت فيه مشاعر القلق علي الأجواء السياسية بواشنطن. فقد حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أن دعوة حرق نسخ من المصحف الشريف قد تسفر عن "أعمال عنف خطيرة" ضد القوات الأمريكية في أفغانستان وباكستان. وقال أوباما في تصريحات لشبكة (إي بي سي) إنها خطة مدمرة وتناقض بشكل كامل قيم أمريكا، إن هذه الخطوة ستكون "منجم استقطاب للقاعدة"، وذلك في إشارة إلي أن التنظيم المتشدد قد يستغل هذه الواقعة في تجنيد واستقطاب أعضاء جدد." وقال أوباما "بصفتي قائدا أعلي للقوات المسلحة في الولاياتالمتحدة، أود فقط أن يفهم أن هذا العمل المثير الذي يسعي له قد يعرض رجالنا ونساءنا الجنود في العراق وأفغانستان لخطر بالغ."وأعرب أوباما عن أمله في أن يتفهم القس تيري جونز أن ما ينوي القيام به "عمل مدمر"، متمنيا أن يعيد التفكير في حرق المصاحف. وكان الجنرال ديفيد بترايوس قائد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) والقوات الأمريكية في أفغانستان حذر من أن حرق المصاحف قد يثير غضب العالم الإسلامي، وقد يكون له مردود انتقامي من القوات الأمريكية وحلفائها. وفي السياق ذاته أمرت الخارجية الأمريكية سفاراتها في جميع أنحاء العالم بمراجعة إجراءاتها الأمنية،في أعقاب تأكيد القس الأمريكي تيري جونز المضي قدما في خططه الرامية إلي حرق نسخ من القرآن الكريم غداً "السبت". وقالت مؤسسة الحريات الدينية للعسكريين، وهي جماعة معنية بترويج التسامح الديني بالجيش الأمريكي، إنها ستشتري نسخة جديدة من القرآن مقابل كل نسخة يتم إحراقها. وقالت الجماعة إنها ستتبرع بالنسخ التي سيتم شراؤها لصالح الجيش الوطني الأفغاني، مشيرة إلي أنها تسعي إلي فعل أي شيء للوقوف في وجه القس تيري جونز. من جانبه، قال القس تيري جونز، راعي كنيسة "دوف وورلد أوتريتش"، إنه "يدرس الخيارات" في هذا الموضوع، بعد تصاعد التحذيرات من اعتزامه حرق المصحف. وعلي صعيد متصل أكد رئيس المعهد العالمي للفقه الإسلامي في واشنطن الدكتور جمال البرازنجي أن هناك تحركات قانونية وسياسية ودينية لمنع جريمة الاعتداء علي المصحف الشريف وفيما يتعلق بردود الأفعال داخل العالم الإسلامي فقد جدد الأزهر الشريف ادانته ورفضه الشديدين لدعوة القس الأمريكي إلي حرق المصحف الشريف. مشددا علي أن المسلمين لن يقبلوا أي إساءة إلي المصحف الشريف، كما أكد الأزهر الشريف أمس الخميس علي بيانه السابق في هذا الصدد والذي يعتبر ان مثل هذه الدعوة تصدر عن تعصب مقيت وجهل بالإسلام وقيمه. كما أدانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي دعوة القس الأمريكي لإحراق القرآن الكريم، محذرة من خطورة ذلك علي العلاقات بين الشعوب في العالم. جاء ذلك في بيان أصدره الأمين العام للرابطة الدكتور عبد الله التركي أمس "الخميس" وصف فيه الإقدام علي إحراق القرآن الكريم بأنه عدوان وقح علي رسالة الإسلام واعتداء سافر علي مسلمي العالم البالغ عددهم مليار ونصف المليار من الناس.