أصداء واسعة لقيتها كلمة الدكتور محمد البرادعى رئيس حزب الدستور والمنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطنى، التى ألقاها مساء أمس الخميس، وطالب خلالها الرئيس محمد مرسى بالعمل بدستور 71 كحلٍّ مؤقت وإلغاء الاستفتاء، مشيرا إلى أن نتائج الاستفتاء خلال المرحلة الأولى، تؤكد عدم وجود غالبية للرئيس أو الحزب الحاكم فى الشارع المصرى، ولن تحقق الاستقرار كما حدث فى فرنسا عام 46 وظلت بعدها سنوات طويلة دون استقرار بسبب وجود دستور لم يتوافق عليه الشعب. البرادعى فى كلمته الموجهة للشعب المصرى، أضاف أن المعارضة المصرية متفائلة، وأنه لا رجوع عن مطالبها. خبراء سياسيون وصفوا كلمة الدكتور محمد البرادعى، بأنها «كلمات صادقة تؤكد أن المعارضة لم ولن تتنازل عن مطالبها حتى آخر لحظة»، وأنه طرح «رؤية يصطف حولها ويتفق معها رموز القوى الوطنية وشباب الثورة فى الشارع المصرى»، وتؤكد توحد قوى المعارضة وتطرح حلولا للخروج من الأزمة الحالية، كما تؤكد أن المعارضة تفتح الأبواب للحل والسلطة تغلقها.
الخبير السياسى والنائب البرلمانى السابق الدكتور وحيد عبد المجيد وصف كلمة الدكتور البرادعى بأنها «تدل على أن المعارضة المصرية تفتح الباب دائما لتجاوز الأزمة الحالية من خلال طرح حلول تقابلها السلطة الحاكمة بغلق كل الأبواب وإقصاء المعارضة واتهامها، بدلا من الدخول فى حوار وطنى جاد تخرج عنه نتائج فاعلة للعبور من المرحلة الحالية».
عبد المجيد أشار إلى أن السلطة الحاكمة الآن تعمل على تحقيق مصالح ضيقة، وهى مصالح «جماعة» بعينها، أما طرح المعارضة دائما فيعمل للصالح العام، وهذا ما تؤكده تصريحات الرموز الوطنية مثل الدكتور محمد البرادعى، وهو ما يؤكده أيضا رموز السلطة.
أما الباحث السياسى الدكتور يسرى العزباوى، فقال إن كلمة البرادعى التى وجهها إلى جموع المصريين تؤكد أنها تحمل رؤية موحدة مع رموز القوى الوطنية كافة، تحمل مطالب واضحة قابلة للتحقيق فى محاولات مستميتة حتى آخر فرصة للخروج من الأزمة الحالية، لافتا إلى أن البرادعى طالب فى استفتاء مارس 2011 التصويت ب«لا» على التعديلات الدستورية، بهدف وضع دستور جديد لمصر الثورة يحقق الاستقرار، لا سيما أن التصويت ب«لا» على مشروع الدستور الحالى سوف يحقق الاستقرار أيضا.
العزباوى أشار إلى أن البرادعى أكد ضرورة الحوار وأن المعارضة لا تريد «سلطة» ولا تريد رحيل الدكتور مرسى كما يزعم أنصاره، مضيفا أن البرادعى يطرح «حلولا جذرية» للخروج من الأزمة الحالية وينوه إلى خطورة الأوضاع خصوصا الأوضاع الاقتصادية، لافتا إلى أن السلطة الحاكمة تستمر فى مقابلة هذه الحلول بالتعنت والتجاهل كما كان يفعل نظام مبارك، وأن هذا الأسلوب قد يؤدى إلى رحيل الرئيس، لا سيما أن الشارع والمعارضة الآن أقوى من السلطة الحاكمة.