حماس تتهم السلطة الفلسطينية بالتنسيق مع إسرائيل لإعتقال قادتها في الضفة الغربية محمود عباس اتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إيران بعرقلة توقيع وثيقة القاهرة للمصالحة الفلسطينية، معتبرا أن طهران هي السبب في فشل المحادثات بين حركتي فتح وحماس. وقال عباس، خلال زيارته إلى تونس التي استمرت ليومين وخلال اجتماع يوم الجمعة، إن "إيران لا تريد أن توقع حماس وثيقة المصالحة في القاهرة". وأضاف عباس "بعدما أعطوا موافقتهم في مرحلة أولى على هذا الاتفاق"، قدم قادة حركة حماس "ذرائع حتى لا يوقعوا الاتفاق"، موضحا أن النقطة المهمة في الاتفاق تتعلق بتنظيم أنتخابات رئاسية وتشريعية في يونيو. وأكد عباس أن هدف "القيادة الفلسطينية هو إبعاد شعبنا عن الوصاية الإيرانية". وكانت مصر قد أرجأت إلى أجل غير مسمى توقيع أتفاق المصالحة الفلسطينية بعدما رفضت حركة حماس توقيعه في الموعد الذي كانت القاهرة حددته وهو 15 أكتوبر 2009. وتوترت العلاقات بين القاهرة وحركة حماس منذ ذلك الحين ووصلت الأمور إلى حد الأزمة مع قيام مصر ببناء سور فولاذي تحت الأرض على طول الحدود بينها وبين قطاع غزة. وردا على اتهامات عباس، قال القيادي البارز بحركة حماس صلاح البردويل "نحن لسنا بصدد توزيع اتهامات على دول وجهات، فالمسؤول عن تعطيل المصالحة عدم وجود إرادة لدى عباس، وقدرة لحسم الأمر، فحركة فتح تارة تحتمي بأعذار وادعاءات مغلوطة، وأحيانا تحتمي بالورقة المصرية، وتقول نحن فعلنا ما علينا وهذه هي المصالحة". وتابع "فتح والسلطة تمارسان كل أنواع القمع والإقصاء في الضفة الغربية، وهي تريد مصالحة شكلية لا تغضب إسرائيل، ولا تريد مصالحة تعطي مجالا لحماسة كي تشارك بثقلها في الملف الفلسطيني ومنظمة التحرير، وهذا هو السبب الجوهري في تعطيل المصالحة". وكشف البردويل أن ليبيا تجري اتصالات مع مصر حاليا حتى تأخذ بملاحظات حماس على ورقة المصالحة التي وضعتها مصر في أكتوبر الماضي. وأضاف البردويل "لا يوجد أي جديد الآن في ملف المصالحة إلا جهود واتصالات ليبية، حتى تلين مصر مواقفها وتأخذ بملاحظاتنا"، مؤكداً أنهم لم يبلغوا حتى الآن بما وصلت إليه الجهود الليبية هذه، موضحا أن ليبيا ستبلغهم بذلك عندما تنجح جهودها، "ومن المفترض أن يكون هناك نجاح". كما نفي الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية هذه الاتهامات، ونقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية (ارنا) عنه قوله أن "موقف إيران المبدئي من القضية الفلسطينية هو تلاحم الفصائل الفلسطينية واتحادها امام مخططات الكيان الصهيوني، ومن ثم العمل الفاعل لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة". على صعيد آخر اعتبرت حركة حماس ان اعتقال ماهر عودة احد القادة البارزين في جناحها العسكري في الضفة الغربية هو ثمرة التنسيق الامني "الخطر" بين السلطة الفلسطينية واسرائيل, مشددة على ان هذا التنسيق الامني يشكل عقبة كبيرة امام جهود المصالحة الوطنية . ورأى المتحدث باسم حماس فوزي برهوم أن اعتقال عودة يشكل جزءا من المنهج الاسرائيلي لقمع حماس و"المقاومة" في الضفة, معتبرا ان استمرار التنسيق الامني "وأد" للمصالحة لانه يأتي في اطار استئصال حماس وتقوية حركة فتح