أكمنة مفاجئة وتمركز مدرعات عسكرية على الطرق الرئيسية.. إعادة انتشار لعناصر الشرطة مدعومة بآليات حديثة.. حملات تفتيش مفاجئة وسط تحصينات أمنية مشددة.. مظاهر عدة رصدها مراسل الدستور الأصلي اليوم الأحد تقوم بها الجيش والشرطة في منطقة سيناء (شمال شرق)، وهو ما اعتبرته مصادر سياسية مطلعة "مؤشرات واضحة تؤكد اتخاذ الأجهزة الأمنية قراراً بالتصعيد الامني ضد الجماعات المسلحة في سيناء".
وأضافت المصادر - التي رفضت الكشف عن اسمها لحساسية منصبها - لمراسل الأناضول: "بعد عودة حوادث الاعتداء على عناصر شرطة في سيناء مؤخرا، رفضت الأجهزة الأمنية اقتراح شيوخ سلفيين بوساطة جديدة بين الجيش والشرطة من جهة والجماعات المسلحة من جهة أخرى، خصوصا أن هناك وساطات سابقة فشلت".
ورصد مراسل الأناضول قيام الشرطة المصرية بإعادة انتشارها في مدينة العريش، بوسط سيناء، مدعومة بآليات حديثة من نوعها، بالإضافة إلى تحرك مجموعات منفصلة من مدرعات وسيارات شرطية مدرعة اليوم الأحد، تجوب مختلف شوارع المدينة، وأخرى ثابتة تركز بعضها على المحاور الرئيسية ومداخل ومخارج المدينة، وأمام البنوك والفنادق والمقرات الحكومية.
وتمركزت كذلك- بحسب مراسل الأناضول- مدرعات للجيش ودبابات ببعض محاور المدينة الرئيسية، وبجوار أكمنة شرطية على طريق العريش الدائري .
وقاد كبار الضباط في مديرية أمن شمال سيناء منذ مساء أمس حملات أمنية مكثفة نصبوا خلالها أكمنة مفاجئة على الطرق الرئيسية، مكونة من مجموعات كبيرة من قوات الأمن وسط تحصينات مشددة.
وفي إطار هذه التحصينات ارتدى أفراد الأمن دروعاً مضادة للرصاص، وأحاطت بهم من على بعد مدرعات للجيش.
وقام رجال الأمن في هذه الأكمنة بتوقيف المارة في الشوارع لتفتيشهم ومراجعة أوراقهم.
كما شنت الأجهزة الأمنية حملات استهدفت أحياء عشوائية بجنوب وشرق المدينة، والنزل السياحية الخاصة على شاطئ البحر والخالية من ساكنيها في هذا الوقيت من العام.
وعلمت الأناضول من مصادر أمنية مسئولة إن هذه التشديدات الأمنية "بمثابة رسالة طمأنة لأهالي سيناء أن الأمن حاضر، ولن يسمح بأي اختراقات أمنية، ولن ينصاع لمخططات المسلحين بطرد الشرطة من شوارع سيناء وترك الفوضى تعم أركانها" .
في السياق ذاته كثفت أجهزة الأمن من اتصالاتها بشيوخ قبائل بدوية ورموز الجماعات الدينية السلفية، لجمع معلومات أمنية بشأن العناصر المسلحة الخطرة في مناطقهم، بحسب المصدر ذاته.
ويأتي هذا التصعيد على خلفية هجوم شنه مسلحون مجهولون على نقطة شرطة مطلع الأسبوع الماضي وأسفر مقتل 3 وإصابة آخر من عناصر الشرطة، فضلاً عن الهجوم على سيارة قائد أمني الثلاثاء الماضي، بأحد شوارع العريش الرئيسية، وإصابته والاستيلاء على سيارته.
وتشهد سيناء حالة انفلات أمني منذ اندلاع ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، إلا أن تلك الحالة تزايدت في الأشهر الأخيرة حيث وقعت العديد من الحوادث الأمنية مؤخراً أبرزها الهجوم الذي استهدف قوات من الجيش والشرطة في رفح في أغسطس/ آب الماضي وراح ضحيته 16 جنديًّا، علاوة على تفجير خط أنابيب الغاز الموصل لإسرائيل والأردن والذي يمر في سيناء أكثر من 15 مرة منذ اندلاع الثورة.
وعقب هجوم أغسطس/آب شن الجيش المصري بالتعاون مع الأجهزة الأمنية العاملة في سيناء حملة أمنية موسعة لتطهير سيناء من البؤر المسلحة، وتراوحت هذه الحملة صعوداً وهبوطاً في المواجهات بين الطرفين، وتخللتها وساطات من قبل شيوخ السلفية وجماعة الإخوان المسلمين لتهدئة المواجهات بين الأجهزة الأمنية والمسلحين المحسوبين على التيار الجهادي السلفي، أثبتت حوادث الأسبوع الماضي أنها لم تؤت ثمارها.