«درويات لحماية النساء المصريات»، هكذا عنونت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» البريطانية تقريرها عن انتشار مجموعات من المتطوعين تصدت فى حملة ضد ما سمته «وباء» التحرش الجنسى فى مصر. ونقلت الصحيفة عن مراسلها بروزو داراجاهى أن الشباب الذين يرتدون سترات صفراء مكتوبا عليها «حزب الدستور» كانوا ينتشرون فى محطات المترو للحيلولة دون ركوب الرجال فى العربات المخصصة للنساء.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هؤلاء الشباب يبدو أنهم يقدمون شكلا من أشكال «الشرطة العلمانية الليبرالية الخاصة»، بعدما رصدوا التهاون الأمنى فى التعامل مع حالات التحرش اللفظى والجسدى الصارخ فى البلاد والمتزايد ضد النساء فى الأماكن العامة.
وتابعت «الفاينانشيال تايمز» قائلة إن «هؤلاء الشباب يسعون على ما يبدو للحفاظ على الأخلاقيات العامة، والتصدى لتلك الحالات التى تحاول ثنى المرأة عن المشاركة فى الحياة العامة».
ورأى مراسل الصحيفة أن تلك الدوريات تأتى متماشية مع ومدفوعة بروح الثورة العام الماضى، التى يخشى الشباب أن ينظر إليها البعض أنها المتسببة فى حالة الفوضى التى أسهمت فى زيادة وتيرة التحرش الجنسى.
ونقلت الصحيفة البريطانية تصريحات عن نهال سعد زغلول، الناشطة فى جمعية «بسمة» الداعية لتلك المبادرة أيضا، قالت فيها « المشكلة تكمن فى أن 50% من المصريين يخافون من ال50% الآخرين؛ مما يمنع النساء من الخروج للعمل».
كما نقلت الصحيفة أيضا تصريحات من محمد الخطيب، الناشط فى مشروع «هاراسماب» أو «خريطة التحرش» قال فيها «التحديق فى النساء والغمز والصفير ولمس بعض أجزاء جسم المرأة تُعَدّ من الأنشطة التى يقوم بها الصبية كى يشعروا أنهم رجال».
واختتم مراسل الصحيفة تقريره بقوله إن «أزمة المصريين أن معظم المتحرشين ينكرون أن ما يقومون به يعد تحرشا ويعدُّونه نوعا من المزاح، ولا يعتبرون قولهم كلمات نابية أو ذات إيحاءات جنسية للنساء يعد خطأ أو أمرا منافيا للقانون».