انتهت الذكرى الأولى لثورة الخامس والعشرين من يناير كما ارادها كل من شارك فيها .. فالثوار طالبوا باسقاط حكم العسكر .. والاخوان احتفلوا فى الميدان .. والعسكر كما هم فى اماكنهم .. والشعب المصرى انهى حالة الرعب والخوف المسيطرة عليه قبل ايام من الذكرى بتنفس الصعداء . الحدث الفارق فى الفترة مابين الخامس والعشرين والثامن والعشرين من يناير هو وقوف الإخوان والثوار وجه لوجه امام المنصة الإحتفالية لجماعة الأخوان المسلمين .. وبقدر ما زادنى هذا الموقف من احباط متمثل فى تشوية إضافى للثورة وعدم استكمال الموجة الثالثة للثورة المصرية .. غير اننى لن اتحدث عن هذا الامر المُحبط .. وعما حدث .. حتى لا تتفاقم الأزمة .. فنهاية الامر عدونا واحد .. وهو المجلس العسكرى .. فليعود الجميع الى الرَكب لنهتف سويا يسقط يسقط "حكم" العسكر . اما ما يجب ان اتحدث عنه رغم عدم اهميته بالنسبة للكثيرين .. هو تصريحات اللواء عتمان مدير الشئون المعنوية التى سبقت الذكرى الاولى لثورة يناير بشهر تقريباً .. والتى زف لنا فيها نبأ اقامة المجلس العسكرى احتفالات ضخمة بمناسبة مرور "العيد" الاول للثورة _من وجهة نظرهم _ وان سيادة اللواء شخصياً كتب خصيصاً لهذة المناسبة كلمات اغنية سيشدوا بها احد المطربين .. فى تغيير تام "للكارير" الخاص بسيادة اللواء .. اهنئه عليه .. واضاف السيد اللواء ان القوات المسلحة ستحتفل بالثورة وشعبها بتوزيع " كوبونات " باسقاطها على الشعب فى الميادين العامة .. ليخربش كل منا كوبونه .. تطلع غسالة .. تطلع مكنسة .. يطلع رشاش .. انت ونصيبك بقه .. وجاءت اللحظة الحاسمة .. واحتشدت الآلاف فى الميادين .. ونظر الجميع الى السماء .. "إن تيجى طيارة .. ابداً" .. ويطلع الموضوع فى الاخر كله "فشنك" .. لتثبت ياسيادة اللواء انك وجنرالات المجلس العسكرى " اى كلام " .. اين اشيائى .. اين كوبوناتى يا سيادة اللواء!! عسكر كاذبون هذا ما انتظره آلاف المواطنين ولم يجدوه .. اما ما انتظرته الملايين الجالسة فى منازلها وهى ترتعد خوفاً .. لم يحدث ايضا .. نياهاهاها .. فالجميع اتخذوا اماكنهم امام شاشات التلفاز ليشاهدوا اول مخطط حرق للعاصمة والمحافظات يعلن عنه قبل شهر من تاريخ حدوثه - تماما كما شاهدوا الثورة التى أعلن عنها الشباب قبل حدوثها بأيام وجلسوا يتابعونها فى حلقات متصلة لمدة 18 يوم - مخطط اتهم فيه المجلس العسكرى كل من يمت بصلة للثورة انه ضليع فى تنفيذه .. مخطط لم يعلن المجلس العسكرى ايا من تفاصيله .. مخطط لم يتم القبض فيه على اى احد .. مخطط الفى فور فانديتا .. مما جعل كل اصدقائى فى العمل من غير المناصريين للثورة يسألونى يومياً .. انتوا هتعملوا ايه صحيح يوم 25 !! انتوا صحيح هتحرقوا البلد زى المرة اللى فاتت !! انتوا هتفتحوا السجون تانى !! انتوا هتستخدموا المولوتوف تانى !! .. وكنت ارد عليهم بابتسامة ثم ابدأ فى اقناعهم بشىء لم استطع اقناعهم به على مدار عام كامل .. اننا لم نتسبب فى كل ما حدث حتى نفعل ما تقولون .. الا ان الانتظار كان حلاً جيداً للجميع .. حتى جاءت اللحظة الحاسمة التى ستُحرق فيها مصر بأكملها .. فخرجت الالاف الثائرة لتطالب باستكمال الثورة فى صورة انبهر بها المتابعين لها اكثر من المشاركين فيها انفسهم .. لأجد اتصال من صديقى قُبيل اذان المغرب يوم الخامس والعشرين ليقول لى " طب مش كنت تقولى انكوا مش هتحرقوا البلد عشان انزل معاكم " .. وكعادة المجلس العسكرى يطلع الموضوع "فشنك" .. اين مولوتوفى يا سيادة اللواء !! عسكر كاذبون ولأننى من الجيل الذى تعود ان يتمرد ويطالب بحقه ويثور لياخذ حقه بالقوة السلمية .. اطالب بحقى ونصيبى من الكوبونات التى وعد بها السيد "الفنان" اسماعيل عتمان .. واطالب ايضا بتقديمه للمحاكمة العسكرية بتهمة بث إشاعات تثير الرعب فى نفوس المواطنين .. او ان يعلن على الملأ تفاصيل المخطط "الفشنك" ويقدم كل من يثبت تورطه فيه للمحاكمة العاجلة . اكتب ما سبق وانا اشعر بحزن شديد ان تصل حالات قيادات جيشنا العظيم الى هذا الحد من السذاجة "وقله القيمة" .. وكنت اتمنى الا يدخل قادة الجيش المصرى فى مثل هذه الامور المدنية التى لا يمتلكون خبرة التعامل معها .. ونبح صوتنا منذ بداية المرحلة الانتقالية فى هذا الامر .. ولم يسمعنا احد .. وبما ان هؤلاء الجنرالات يديرون البلد سياسياً الان فلهم عندنا النقد ولنا عندهم تقبل النقد . فبأى منطق سنكتب دستورنا تحت قيادة عسكر كاذبون .. كيف سنكتب دستورنا تحت قيادة لواء اخر يعترف انه من كان يبث اشاعات القبض على احمد عز .. ولواء اخر يتهم شباب الثورة بالعمالة والخيانة .. ولواء اخر ينسب الثورة للجيش .. ومجلس عسكرى عاجز عن ادارة المرحلة الانتقالية لدرجة انه حولها الى مرحلة "انتقامية " .. متباطىء متواطئ فى محاكمة رموز النظام السابق .. مجلس عسكرى لم يوفر لنا لا الكوبونات ولم يكشف لنا أين نخبىء المولوتوف !! يسقط يسقط "حكم" العسكر