استمرت الدعاية الانتخابية بمحافظة شمال سيناء من جانب المرشحين بالنسبة للقوائم الحزبية أو الفردي وسط استعدادات أمنية مكثفة تتم من جانب أجهزة الأمن وقوات الجيش لتأمين العملية الانتخابية خاصة في ظل حالة الانفلات الامني التي تشهدها سيناء منذ فترة طويلة. وتتركز عمليات الدعاية الانتخابية بشمال سيناء على المسيرات التي يتم تنظيمها بالسيارات وتشارك فيها المئات من السيارات وتطوف الشوارع الرئيسية بسيناء، وهي تحمل مكبرات الصوت التي تردد الهتافات المؤدية للمرشحين والأحزاب. وتشهد محافظة شمال سيناء أيضا كثافة غير عادية في مجال الدعاية الانتخابية سواء من حيث اللافتات وجولات المرشحين على الدواوين والأفراح والمآتم والمناسبات السعيدة وتصل في بعض الأحيان إلى زيارة المرضى وعمل زيارات مكوكية على المصالح الحكومية، وأيضا الاستجابة لرغبات البعض في إجراء المناظرات الانتخابية كما حدث من قبل حركة ثوار سيناء وحملة دعم البرادعي بشمال سيناء والتي نظمت عدد من المناظرات شارك فيها العديد من المرشحين. وبدأ حزب الحرية والعدالة والذي ينافس في الانتخابات بقوة من خلال قائمة تضم على رأسها الدكتور "سليمان صالح" - أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة - الذي ينتمي إلى قبيلة البياضية التي تتركز الكتلة التصويتية داخل مدينة بئر العبد. وكثف مرشحو الحزب الذين لديهم مخاوف من عدم حصولهم على أصوت البدو اللقاءات الانتخابية لدواوين العائلات والقبائل البدوية والحضر والوافدين لطلب الدعم والتحالف مع الحزب في الانتخابات. وعقد الحزب أكثر من ستة مؤتمرات على مدار يومين بدواوين بعض القبائل بالعريش منها آل حجاب وتجمع الصعايدة بالعريش وقبيلة الدواغرة ببئر العبد وبعض اللقاءات بمدن وأحياء مختلفة بالمحافظة. كما عقد الحزب مساء أول أمس - الاثنين - مؤتمرا جماهيريا بحضور بعض المرشحين للتعريف ببرنامجه الانتخابي بحي الكوثر بمدينة الشيخ زويد وبعدها بمدينة رفح الحدودية، وتناول المرشحون خلال هذه المؤتمرات بعض القضايا التي تهم هذه المدن الحدودية المهمشة وتقديم وعود للأهالي بحل جميع مشاكلهم من قبل الحزب في حال انتخابهم وفوزهم. ويعتمد حزب النور والحرية والعدالة على توزيع الهدايا خاصة النتائج والأجندات الخاصة بالعام الجديد على المنازل بمدينة العريش. ويرى الكثير من أبناء سيناء أن اختيارات القوائم الحزبية لم يكن موفقا في معظم الأحيان مما يجعل المنافسة تنحصر بين عدد قليل منهم، فليس لديهم خبرة ولا قدرات ثقافية وسياسية إلا عدد محدود منهم الدكتور "سليمان صالح" - أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة - وعلى رأس قائمة الحرية والعدالة و"عبد الرحمن الشوربجي" فردي حرية وعدالة والذي يحظى بنوع من التأييد لدى أبناء شمال سيناء وقد الانتخابات البرلمانية مرتين سابقتين وتعرض لعمليات تزوير كما أنه يعد واحدا من المناوئين للحكومة السابقة. وتراهن الأحزاب بشكل كبيرة على الكتل التصويتية لسكان الحضر في المدن والمراكز المختلفة فعلى الرغم أن البدو يشكلون 75% من عدد سكان شمال سيناء إلا أن البعض يرى أن عدد كبير منهم غير مسجل رسميا كمواليد وبالتالي سيحرمون من التصويت، بالإضافة إلى حوالي 2000 فرد من شباب البدو تجرى لهم حاليا عملية إسقاط لتهربهم من التجنيد. ويتم حاليا الاستعداد بقوة لتأمين الانتخابات بشمال سيناء خاصة أن تأمينها يحتاج إلى أعداد كبيرة من قوات الجيش والشرطة بسبب حالة الانفلات الأمني التي تعيشها المحافظة منذ فترة. ومن المنتظر أن يتم الدفع بأكثر من 5 آلاف جندي وضابط من الشرطة والقوات المسلحة مدعومة بالعربات المدرعة لتأمين العملية الانتخابية، كما ستقوم طائرات بنقل الصناديق الانتخابية التي تقع في مناطق حدودية بعيدة لضمان تأمينها ووصولها بأمان إلى مقر لجنة الفرز بالعريش.