جلست مذهولاً لما يحدث علي الشاشة لا أصدق كيف يحدث هذا وكثرت التساؤلات هل نحن فعلاً هكذا.... هل المصريون هكذا كيف يمكن لمقدم برنامج شهير أن يجمع تبرعات لإقامة منازل جديدة لمتضرري السيول في أسوان بمثل هذا الحجم.....!!!! كانت أحاسيسي مملوءة بالفخر والاعتزاز والدهشة علي نجاح الإعلامي الكبير عمرو أديب في جمع تبرعات عينية في المأكل والملبس والمعيشة لضحايا السيول لنشاهد حالة توحد غير عادية للمصريين ليبذل الجميع قصاري جهده لتصل إعاناته إلي بنك الطعام المصري لإيصاله إلي متضرري السيول في سيناءوأسوان وفي أثناء عرض مشاهد جمع التبرعات ولحظة خروجها من المخازن ومنظرها وهي مكدسة في الشوارع كل ذلك يعطيك إحساسًا كبيرًا بالفخر بأنك مصري وتنتمي إلي هذا البلد بشعبه العملاق. الجميع يعمل بجد في جمع المعونات والجميع أيضاً متحمس بشدة لدرجة ملحوظة ومذيع كبير مثل عمرو أديب يتابع من خلال برنامجه الشهير «القاهرة اليوم» ويطالب الناس بكثرة التبرعات بأسلوب عفوي مصري عادي كمثل أي طالب للمعونة في أي مكان في حواري وشوارع مصر...!!! الحقيقة أن الإندهاش كان مسيطراً علي الجميع في أثناء متابعة تلك اللحظات.... ثم ما هي إلا أيام قليلة ويبدأ هذا الرجل من خلال برنامجه في طرح مبادرة ثانية أكثر أهمية وصعوبة وهي بناء 600 منزل لمتضرري السيول بأسوان وتصورت وأنا أشاهده في هذه الحلقة من برنامجه «القاهرة اليوم» أنه قد ينجح في جمع تبرعات ل10 منازل مثلاً وخاصة أن المنزل يتكلف 30 ألف جنيه ولم أصدق نفسي وأنا أري التبرعات تنهال علي الرجل بدرجة مفزعة كل دقيقة وكل ثانية يخرج علينا مشاهد مصري محترم يتبرع بمنزل أو اثنين وتنهال التبرعات لتصل في بعض الأحيان إلي 10، 20، 100 منزل لمتبرع واحد، شيء عظيم وليس نادرا، مصر مملوءة بمثل هؤلاء العظام الذين يقدمون من أموالهم للفقراء والمحتاجين ولكن ربما المشكلة أن الكثيرين منهم دائما يعملون بعيداً عن الإعلام... نشوه ما فعله حسن شحاتة ورفاقه في أنجولا بحصولهم علي كأس أفريقيا لكرة القدم للمرة السابعة والثالثة علي التوالي تقاربها وتنازعها نشوة الفرحة برجال الخير وهم يتصلون بعمرو أديب وهم يتبرعون لمتضرري السيول بالملايين، نعم الملايين. لقد نجح عمرو أديب في جمع الملايين لهذه المهمة الوطنية الكبري التي جعلت وزيرًا مثل بطرس غالي وهو مشهور بالبخل وجمع المال أن يتصل بالبرنامج ويعلن أن الدولة ستدفع جنيها مقابل كل جنيه يدفعه مواطن في تلك الحملة.. شيء رائع وعظيم أن تكون مصر بتلك العظمة، شيء عظيم أن نزيل الغبار من عليها لتظهر للعالم في شكلها الأصلي الذي يؤكد أنها أمة عظيمة ومحترمة وتظهر عظمتها وقوتها عندما تثق في قدرتها وتثق فيمن أعد الخطة وأشرف عليها.. الناس وثقت في عمرو أديب، ذلك الإعلامي الكبير صاحب الصوت القوي في الحق وصاحب الحضور الإعلامي غير العادي علي ساحة التليفزيون... الصوت الذي دائماً يدافع عن الحق والمظلومين بكل حدة وشجاعة والصوت المصري الساخر مما يحدث في بلاده من إهمال ونكبات ليضحك الجميع وهم يشاهدون وبداخلهم يبكون علي حالهم وحال بلادهم... عندما وثقت الناس في هذا الرجل وعندما قدم لهم رجال محترمون وجديرون بالإشادة مثل المهندس الإستشاري العالمي ممدوح حمزة ورئيس مجلس إدارة بنك الطعام الأستاذ المحترم نيازي عرف الناس أنهم أمام مشروع وطني محترم نجح عمرو أديب في توفير اعتمادات مالية عن طريق التبرعات لبرنامجه وصلت إلي حد بناء منازل لأكثر من 1200 منزل.... الحقيقة أن هذا يدعو إلي الفخر والاعتزاز ويؤكد لنا معدن المصريين الجميل والعظيم والمشكلة الحقيقية لما يحدث لنا من نكبات أن الإدارة سيئة والناس لا تثق في الحكومة وأن الخير في بلدنا كثير وأن الطيبة في بلدنا أيضاً كثيرة ولكن لا يوجد الموجه الجيد ولا يوجد الشخص القادر علي انتزاع الثقة من الناس بقوة. عندما يجد الناس القدوة والمثل يثقون فيه علي الفور ويعطونه كل ما يملكون من أجل الصالح العام تحية إلي برنامج «القاهرة اليوم» وتحية إلي بطله عمرو أديب ولطاقم البرنامج جميعاً علي ما قدموه وما يقدمونه من لحظات ودقائق وساعات عظيمة لنا نؤكد من خلالها أن مصر مازالت بخير... ومن أندر ما سمعت أخيراً وما أعلنه الإعلامي الكبير عمرو أديب أن برنامج «القاهرة اليوم» لم يتم اختياره من ضمن ثلاثين برنامجا شهيرا يتمتع بنسبة مشاهدة كبيرة وهذه أسخف نكتة سمعتها إلي الآن ويكفي هذه النكتة السخيفة تعليق عمرو أديب الساخر عليها في برنامجه.