لم يتوقع أكثر المتفائلين والحالمين أن تأتي نهاية القذافي بهذه السرعة ، فالرجل الذي قال عن ثوار شعبه أنهم جرذان ، واتهمهم بأخذ حبوب من شباب مصري وتونسي ، كان وحتى وقت قريب مازال يهدد ويتوعد بالدمار والتخريب لكل من عارضوه. ولكن ما دلالات هذا مشهده وهو مقتولا على الثورات العربية المشتعلة من المحيط إلى الخليج ، وكيف تنظر الشعوب العربية إلى ما حدث مع القذافي .. عبد الرقيب منصور- رئيس تكتل الثورة اليمنية في مصر- قال ل "الدستور الأصلي" أن ليبيا لها ظروفها وملابساتها الخاصة حيث أنها بلد عربي غني بالنفط وبالتالي فإن تدخل النيتو جاء سريعا جدا ، وحتي الجامعة العربية فقد اتخذت قرارا سريعا بتعليق عضوية ليبيا في الجامعة وهو ما لم تفعله مع غيرها من الثورات، ولكن هذا لا يمنع أن الشعب الليبي كان له مصلحة حقيقية في التخلص نهائيا من نظام القذافي الذي استباح ليبيا وثروتها ، وبالتالي فإن المصالح الغربية قد تقاطعت مع مصالح الشعب الليبي وهذا التدخل يتحمل مسئوليته القذافي نفسه الذي حاول ضرب شعبه بالطيران ليقف في وجههم. ورأى منصور أن دلالة هذا الحدث كبيرة جدا على معنويات الشعوب العربية الثائرة في اليمن والبحرين وسوريا حيث سيقوي هذا الحدث الشعوب العربية ويجعل موقفها أقوى من موقف الطغاة والمستبدين الذين يقفون بوجه إرادة شعوبهم. لافتا إلى الدعم الكبير للثورة اليمنية بهذا السقوط خاصة أن مجلس الأمن سيعقد جلسة خاصة بالشأن اليمني قريبا جدا وقد يجبر صالح على الرحيل دون ضمانات لعدم ملاحقته إلى جانب الدعم المعنوي الكبير للثوار في ساحات التغيير والحرية باليمن. عبد الإله الماحوزي- الناشط السياسي البحريني- قال ل"الدستور الأصلي" إن موت القذافي يعني بالنسبة له انتصار إرادة الشعوب العربية الحرة على كل الطغاة حيث أنه اعتقد أنه قادر على قتل شعبه وسحقه وكأنه يعيش وحيدا في هذا العالم. وأضاف الماحوزي " موت القذافي يعني أن الأنظمة الديكتاتورية إذا صارعت شعوبها فسوف تهزم في النهاية". وأكد الماحوزي أن الشعب البحريني سوف يزيد إصراره على الوقوف بوجه الطغاة والقوات السعودية التي تحاول قتله وقمعه ولن ينحني أمام أي شئ ، فكلما سقط ديكتاتور زادت الشعوب إصرارا على المقاومة والصمود.