كشف ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي السابق في مذكراته التي صدرت منذ أيام أن أول رحلة خارجية له خارج الولاياتالمتحدة كانت لمصر وكانت لحضور جنازة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.وكان تشيني يعمل حينئذ في مكتب دونالد رمسفيلد أحد مستشاري الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون. رمسفيلد الذي أصبح فيما بعد وزيرا للدفاع طلب من تشيني أن يكون معهم في هذه الزيارة. وحسب ما جاء في الكتاب "في زمني" فان نيكسون قام بتشكيل وفد رسمي للمشاركة في جنازة عبد الناصر شمل رمسفيلد واليوت ريتشاردسون وزير الصحة والتعليم أنذاك وروبرت ميرفي الدبلوماسى المعروف وجون ماكوي المحامي الشهير. ميرفي كان أحد الدبلوماسيين الأمريكيين الذين كانوا يعرفون جيدا عبد الناصر وعلى دراية كاملة بالمنطقة .أما ماكوي فكان نائبا لوزير الحربية ( أثناء الحرب العالمية الثانية) ثم مديرا للبنك الدولي. ويقول تشيني بأنه كان لا يملك جواز سفر وبالتالي أعطت له الخارجية ورقة رسمية – بتاريخ 30 سبتمبر 1970- تؤكد فيها أن تشيني يعمل في الحكومة الأمريكية وانه ولد في لنكولن –نبراسكا. وحسب ما كتبه تشيني فان الوفد الأمريكي أقام في جناح بفندق شبرد وأنه شخصيا مع بعض أفراد الوفد – بعد ذهاب الكبار للمشاركة في مراسم الجنازة تابعوا الأحداث من شرفة الفندق. كما يذكر تشيني أنه ذهب الى منطقة الأهرامات في اليوم التالي بصحبة رامسفيلد وركبا الجمال. الكتاب الجديد "في زمني" – مذكرات شخصية وسياسية يقع في 565 صفحة ويتضمن حياة تشيني السياسية الممتدة على امتداد أربعين عاما . تشيني ( 70 سنة) كان رئيسا للديوان في عهد الرئيس فورد ووزيرا للدفاع (في عهد بوش الأب) وفي حرب الخليج الأولي. والكتاب يتضمن تفاصيل لقاءاته مع الرئيس مبارك والملك السعودي فهد قبل بدء عملية تحرير الكويت .ثم أصبح تشيني نائبا للرئيس (في عهد بوش الابن)وعاصر هجمات 11 سبتمبر وحرب أفغانستان وغزو العراق. ومعروف أن تشيني في مهمته الأخيرة لعب دورا أساسيا وهاما في تشكيل سياسات واشنطن الخارجية والداخلية على السواء. لدرجة أنه وصف بأنه كان هو "الرئيس الفعلي". شارك تشيني في كتابة مذكراته ابنته ليز التي لعبت دورا هاما في السياسة الخارجية أثناء تولي والدها لمنصب نائب الرئيس وارتبط اسمها بملفات "دمقرطة الشرق الأوسط" و"تفعيل المرأة العربية والمسلمة". وبالتالي كثرت زياراتها للدول العربية ومشاركتها لمؤتمرات عقدت فيها ولقاءاتها مع قادة المنطقة. تشيني في تصريحات له صاحبت صدور الكتاب قال "أنا لم أتغير انما العالم قد تغير". وأشار الى أن كتابه سوف يثير قلاقل ويطيح برءوس عديدة في واشنطن. ولوحظ أن تشيني في كتابه "وجه انتقادات قاسية" الى كل من كولن باول وزير الخارجية الأسبق وكوندوليزا رايس وزيرة الخارجية السابقة مشككا في أدائهما وقدرتهما على القيام بمهامهما. كما أن جورج تينيت مدير السي أي ايه السابق كان له نصيب وافر من سهام تشيني "السامة". باول لم يتردد في الرد . فعلت مثله رايس. ومنذ أيام أعلن عن صدور مذكرات رايس فى شهر نوفمبر المقبل. وسوف يحمل ردودا لاتهاماته الباطلة – كما قيل. غلاف الكتاب