أنطونيوتاجاني : أوروبا تحتاج إلى التعامل مع الهجرة بطريقة موحدة الهجرة الغير شرعية كعشرات الآلاف من المهاجرين الذين عبروا البحر الأبيض المتوسط في الأشهر الستة الأخيرة أو منذ بدأ الربيع العربي، جاء يوهانس يبحث عن حياة أكثر أمنا وازدهارا. الشاب الإريتري ذو ال25 عاما عاش في ليبيا لمدة 4 سنوات ، وكان يخطط للبقاء، لكن العنف أجبره على الفرار في ليلة باردة مظلمة وعبر زورق المهربين إلى رحلة بحرية محفوفة بالمخاطر صوب أوروبا. تقديرات المنظمة الدولية للهجرة تشير إلى أن مليون شخص تدفقوا من ليبيا وحدها منذ بدأت الثورة، إنتهى المطاف بمعظمهم في الدول المجاورة مثل مصر وتونس أو الجزائر، ولكن الباقين منهم ومعهم آلاف التونسيين الذين استغلوا الإنفلات في بلادهم بعد سقوط بن علي إتجهوا شمالًا إلى أوروبا ليثيروا أزمة هناك. الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا بحسب آخر التقديرات تجاوزت ذروتها التي بلغتها عام 2008. وتقول المنظمة البحرية الدولية إن42000 مهاجر عبروا بالفعل هذا العام الى ايطاليا ومالطا وحدها، ليتجاوزوا مجموع 40000 هاجروا للبلدين في 2008. هذه الموجة وضعت جبالا من الهموم على أوروبا بل ودفعت قادتها لوضع قيود على حرية الحركة بين دول الاتحاد. الجدل الأوروبي حول أفضل السبل للتعامل مع تدفق الهجرة تطور إلى نزاع وتوتر في العلاقات كما حدث في أبريل بين الجارتين إيطاليا وفرنسا، فبعدما سلمت ايطاليا وقتها تصاريح لطالبي اللجوء والمهاجرين لأسباب اقتصادية، تسمح لهم بحرية السفر من خلال الاتحاد الأوروبي انتقمت فرنسا في المقابل واغلقت حدودها. لكن المفوض الأوروبي للصناعة والابتكار أنطونيو تاجاني يعتقد أن أوروبا تحتاج إلى التعامل مع الهجرة بطريقة موحدة كما هو الحال مع أزمة الديون اليونانية ويعتبر أن "النهج القومي" في هاتين المشكلتين لا يكون فعالا إلا على المدى القصير. منع المهاجرين تماما رغم ذلك قد يكون قرارا "قصير النظر" للقارة الأوروبية التي تعاني من شيخوخة سكانها وتضاؤل أعداد العمال دافعي الضرائب، ووفقا لتقرير المفوضية الأوروبية لهذا العام فإن تعداد سكان الاتحاد الأوروبي ممن هم في سن العمل سيبدأ في الانكماش مع حلول عام 2014، وسوف يكون هناك 2 فقط من العمال مقابل كل شخص متقاعد بحلول عام 2060 وتزايد أعداد المتقاعدين المستحقين للرعاية مع عجز الميزانيات الفادح معضلة تواجهها حكومات الاتحاد الأوروبي حاليا بمحاولة رفع سن التقاعد وإعادة هيكلة المعاشات. "الهجرة، خصوصا من غير دول الإتحاد الأوروبي ، يمكن أن توفر الراحة (مؤقتا) من شيخوخة السكان ، لأن معظم الناس الذين يهاجرون في المقام الأول من الشباب" ، هكذا يقول تقرير المفوضية ويضيف أن الاتحاد الأوروبي ينبغي أن تقدم ميزات على التجارة وتأشيرات العمل المشروعة لأبناء بلدان شمال أفريقيا حافزا لوقف الهجرة غير الشرعية.