علم( الدستور الأصلي) أن ليبيا طلبت الجمعة وبشكل مفاجئ عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية والدفاع العرب لبحث ما وصفته بالتطورات الخطيرة على صعيد القضية الفلسطينية والجمود الراهن الذي يعترى عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط. واقترح موسى كوسا وزير الخارجية الليبي في رسالة رسمية وجهها إلى عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية أن يعقد الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية في العاصمة الليبية طرابلس في الفترة من الخامس عشر إلى العشرين من الشهر الجاري. وقام عبد المنعم الهونى مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية بتسليم المذكرة الليبية إلى أحمد بن حلى نائب موسى الذي غادر القاهرة أمس متوجها إلى تونس في بداية جولة تشمل الجزائر أيضا. وحذرت المذكرة الليبية التي اطلعت ( الدستور الأصلي) على فحواها من استمرار الموقف العربي بدون تغيير خاصة بعد إعلان الولاياتالمتحدة فشلها في جهود استمرت أسبوعين لإقناع إسرائيل بتجديد قرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية. ودعت ليبيا الدول العربية إلى عقد اجتماع فوري لمناقشة ما وصفته بهذه التطورات الخطيرة من أجل إعادة النظر في كيفية التعامل مع المساعي الأمريكية لحلحلة عملية السلام المتعثرة في منطقة الشرق الأوسط. وقال مسؤول في البيت الأبيض قبل يومين ، إنه «بعد التشاور مع الطرفين، توصلنا إلى استنتاج أن تمديد وقف (الاستيطان) لا يشكل الأساس الأمثل لاستئناف المفاوضات المباشرة في الوقت الراهن». وأضاف «في الأيام والأسابيع المقبلة، سنتحدث مع الطرفين عن المشكلات الرئيسية للنزاع ومع الدول العربية وبقية الشركاء الدوليين حول سبل خلق أساس قوي يتيح تحقيق هدف التوصل إلى اتفاق - إطار حول كافة مسائل الوضع الدائم». واشرف الرئيس الأميركي باراك اوباما على استئناف المحادثات المباشرة في واشنطن في سبتمبر إلا أنها عادت وتوقفت بعد بضعة أسابيع عند انتهاء العمل بقرار تجميد الاستيطان ورفض الجانب الفلسطيني العودة إلى طاولة المفاوضات دون وقف الاستيطان. وطالبت المذكرة الليبية أيضا بعقد اجتماع للجنة الخماسية الوزارية التي تضم العراق وقطر ومصر والكويت واليمن المكلفة بدراسة المشاريع المقدمة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك في ضوء المقترحات التي قدمتها عدد من الدول العربية إلى القمة العربية التي عقدت خلال شهر أكتوبر( تشرين أول) الماضي في مدينة سرت الليبية. وتهدف ليبيا إلى احتواء الانتقادات التي وجهتها عدة دول عربية للتسريع بإنشاء الاتحاد العربي الذي تطالب به ليبيا كبديل عن الجامعة العربية التي ستتحول إلى مفوضية على غرار النمط الأوروبي. وأبلغ المستشار هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ( الدستور الأصلي ) أن الأمانة العامة للجامعة العربية قامت بالفعل بتوزيع الطلب الليبي على كافة الدول العربية عبر مندوبياها الدائمة في انتظار المشاورات والملاحظات بشأنه. واعتبر يوسف أن الطلب الليبي بعقد اجتماع طارئ لوزراء الدفع والخارجية العرب ليس مفاجئا, وإنما تم إثارته من قبل خلال المناقشات التي دارت في القمة العربية التي عقدت مؤخرا في مدينة سرت بليبيا. وأضاف "الموضوع لم يتم الاتفاق عليه, لكنه أثير خلال القمة العربية الأخيرة وبالتالي سننتظر ردود الدول العربية على طلب ليبيا قبل إعلان خطة التحرك المقبلة. وتقول مصادر عربية مطلعة ل( الدستور الأصلي) أنه ليس من المتوقع أن تبدى الدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية حماسها لعقد اجتماع مشترك هو الأول من نوعه لوزراء الخارجية والدفاع العرب في التوقيت الذي حددته ليبيا بسبب ضيق الوقت. ولفتت إلى أن أي اجتماع على هذا المستوى غير المسبوق ينبغي أن يسبقه مشاورات وتحضيرات تضمن تحقيق الأهداف المرجوة منه خاصة في ظل الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط.