انقذت ليبيا السلطة الفلسطينية من الانتقادات الحادة التي تواصلت منذ تأجيل مناقشة تقرير جولدستون في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حيث دعت طرابلس مجلس الأمن الدولي إلي عقد جلسة طارئة للنظر في التقرير الذي اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال عدوانها الأخير علي غزة. وأعلن المندوب الدائم لليبيا لدي الأممالمتحدة عبدالرحمن شلقم أن بلاده تقدمت بطلب عاجل لعقد اجتماع لمجلس الأمن. وأضاف في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الليبية أن ليبيا وبعدما حدث في جينيف، وعدم اتخاذ مجلس حقوق الإنسان لقرار، اتخذت قراراً بدعوة مجلس الأمن لعقد هذا الاجتماع الطارئ بحكم موقعها. ورحبت السلطة الفلسطينية وحماس بالخطوة الليبية إذ قال مسئول فلسطيني إن الرئيس محمود عباس رحب بقرار ليبيا وقرر إيفاد وزير الخارجية رياض المالكي إلي نيويورك لحضور جلسة مجلس الأمن. وفي غزة.. قال طاهر النونو، المتحدث باسم حكومة حماس في بيان إن الحكومة تشيد بالطرح الليبي لملف تقرير جولدستون أمام مجلس الأمن. ويأتي قرار ليبيا في وقت لاتزال فيه تداعيات قرار تأجيل مناقشة التقرير في مجلس حقوق الإنسان مستمرة حيث رفض مندوب فلسطين في مجلس حقوق الإنسان إبراهيم خريشة تحمل مسئولية قرار التأجيل. وأكد خريشة: لم أتخذ القرار بنفسي بل كنت أنفذ تعليمات الجهات المعنية، التي رفض تحديدها، إن كانت مؤسسة الرئاسة أم وزارة الخارجية. وتمسك خريشة بموقفه السابق، وهو أن قرار التأجيل لم يكن خطأ، وأنه لو لم يحصل ذلك لأصبح مصير تقرير جولدستون كمصير تقرير الأب ديزموند توتو حول مجزرة بيت حانون عام 2005. فيما اعتبر مقرر الأممالمتحدة الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية ريتشارد فولك أن موقف السلطة الفلسطينية من تقرير جولدستون مؤكداً أن السلطة الفلسطينية التي يفترض أنها تمثل الشعب الفلسطيني هي التي قامت بإنقاذ إسرائيل من الإدانة عبر تأجيل التصويت علي التقرير. علي صعيد عملية السلام وصل مساء أمس إلي إسرائيل جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي الخاص إلي الشرق الأوسط، لإجراء محادثات مع المسئولين الإسرائيليين والفلسطينيين لبحث التطورات الخاصة باستئناف عملية السلام. وسيجتمع ميتشيل اليوم مع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بينما سيجتمع غداً مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو علي أن ينتقل بعد ذلك إلي الأراضي الفلسطينية. وبالتزامن مع زيارة ميتشيل تعتزم إسرائيل وضع حجر الأساس لبناء حي جديد في مستوطنة نوف تسيون في القدسالشرقية. كما واصلت إسرائيل محاصرة المسجد الأقصي وقررت إبعاد الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر وإبعاده عن مدينة القدس لمدة شهر واعتقال 20 فلسطينياً. وفي السياق ذاته طالبت مندوبية فلسطين لدي الجامعة العربية في رسالة بعثتها أمس للأمين العام عمرو موسي، والمندوبين الدائمين للدول العربية لدي الجامعة بالدعوة إلي عقد مؤتمر عربي لدعم صمود مدينة القدس.