أردت بكتابة هذا المقال تحت نفس اسم مقال الزميل ابراهيم عيسى رئيس التحرير "الشرعى" لجريدة الدستور أن أؤكد أن وجود ابراهيم عيسى خارج الصحيفة حاليا لا يعنى انتهاء التجربة الفريدة التى حفرت نفسها بقوة على جدار مهنة الصحافة السامية، ولا أعنى هنا أن الدستور "الصحيفة الحالية" ستستمر ولكن أعنى أن المدرسة المتفردة ستستمر طالما مازال 120 صحفيا فى الدستور يتنفسون ويعملون بمهنة الصحافة. والحق أقول أننى كنت أسمع الكثير من كلمات الاطراء على موهبة صحفيي الدستور وجرأتهم وتفردهم وتميزهم فى العمل الصحفى وكنت كثير ما أعتبر هذه الاطراءات نوعا من المبالغة والمجاملة من زملاء وقراء، ولم أكن اعر هذه الأوصاف انتباها كبيرا نظرا لسعيي الدائم – مثل كل زملائى- الى تحقيق قدر أكبر من المكاسب المهنية من خلال تحسين مستوى الآداء المهنى وهو ما كان الزميل ابراهيم عيسى دائما يدفع الصحفيين العاملين معه اليه. الا أن قراءتى فى الفترة الأخيرة لصحيفتى المسروقة وأعمال الزملاء – غير الموهوبين وغير المهنيين – المنشورة بشكل يومى فيها دعتنى الى مراجعة رأيى فى آراء من امتدحوا صحفيي الدستور، فما قرأته طان فضيحة بكل المقاييس، بداية من هؤلاء الذين يشوهون الحقائق لصالح قوى يعرفها الجميع، ودليلى على ذلك مانشيت خرجت به الصحيفة عن تورط الموساد ومخابرات عربية فى دعم التظاهرات ضد البابا، وهو المانشيت الذى انتقده الزميل الرائع محمود بدر قائلا "مجلة الكرازة نفسها تتكسف تنشر المانشيت ده". وهلم جرا من المخالفات الصريحة لكل قواعد المهنية والحرفية، تنشر الصحيفة صورة فى الصفحة الأولى لمظاهرات الطلبة ونفس الصورة فى الصحفة الثالثة لمظاهرات العمال، وتنشر الصحيفة تقريرا عن أزمة ارتفاع الأسعار تنشر فيه رأيا للدكتور سيد البدوى حول أزمة الدستور، وهو ما أؤكد الآن أنه دافع حقيقى لى كى أعتذر لزملائى الذين ظلمتهم ولم أعتبرهم الأفضل والأمهر والأكثر مهنية وحرفية وموهبة، ولعل ذلك مرجعه أننى اعتبر أن مستوانا المهنى هو الطبيعى الذى يجب أن يتوفر فى كل صحفى يتخذ من الصحافة معنته وحرفته الوحيدة. وأنتهز هذه الفرصة لأهنئ كل زملائى فى الجريدة بفوز ثلاثة من صحفيي الدستور "الأصليين" والمعتصمون بنقابة الصحفيين حاليا بثلاث جوائز مختلفة في جائزة التفوق لعام 2010، وهي الجائزة التي تمنحها نقابة الصحفيين سنويا في عدة تخصصات صحفية، وهم ولاء الشيخ وفاز بالمركز الأول عن التغطية الأخبارية لقضية دول حوض النيل، وصفية حمدي وفازت بشهادة تقدير في مجال الصحافة الاقتصادية عن موضوع "الوزراء والمناقصات"، ومحمد هشام عبيه وفاز بشهادة تقدير في فرع جائزة أحمد رجب للكتابة الساخرة عن موضوع بعنوان "كابوتشي كابوتشي". وأهنئ أيضا رئيسى – الشرعى - ابراهيم عيسى لفوز أبنائه بما هو أكبر من الجائزة، وهو احترام العالم لكل صحفيي الدستور الذين ينظر لهم الجميع الآن على أنهم الرجال الحقيقيون فى وطن يكاد أن يخلو من صفة الرجولة بعد تخنيث القيادات وتحويلهم الى رجال مستأنسى الفحولة.