أكد الروائي العالمي الدكتور علاء الأسواني أنه لم تحظ جريدة في مصر بمثل الإجماع الذي حظيت به جريدة الدستور من كافة الطوائف السياسية تضامنا مع أزمتها، معربا عن فخره بموقف صحفيي الجريدة المشرف الذين يدافعون عن حقوق كل المصريين في الحرية وإبداء الرأي وليس عن حقوقهم الشخصية فقط. وقال الأسواني، الذي حضر إلى مقر اعتصام صحفيي الدستور بنقابة الصحفيين مساء الخميس معلنا تضامنه الكامل معهم: لو أن من خطط لتدمير الدستور كان يتوقع رد فعل الصحفيين ومن تعاطف معهم، لفكر ألف مرة قبل إقدامه على هذه الخطوة، لأن الدستور – حسب قوله – لم تكن مملوكة لعصام إسماعيل فهمي أو لإبراهيم عيسى، بل للمصريين بأكملها. وتساءل الأسواني حول قانونية الاستغناء عن عيسى، وهل من حق الملاك الاستغناء عنه بهذا الشكل التعسفي، مؤكدا أن ما حدث مع إبراهيم عيسى غير قانوني وغير شرعي، كما تساءل عن قانونية امتناع الصحفيين عن العمل إذا تغيرت السياسة التحريرية مما يترتب عليه بطلان الإنذارات بالفصل التي أرسلها الملاك. وأكد الأسواني بعدما طالبه صحفيو الدستور بتكثيف مقالات الرأي حول قضيتهم لمناصرتهم كتضامن عملي منه، أنه تحدث عن أزمة الدستور في صحف ألمانية وأمريكية كالتايم والنيوزويك وأنه يسعى بشتى الطرق لتوصيل رسالة الدستور إلى الصحف العالمية، مشددا على أن الأزمة الحالية توفر إمكانية لحماية الصحفيين دوليا يجب استغلالها، مشيرا إلى أن قضية الدستور كانت أساس المحاضرة التي ألقاها بجمعية المصريين الأمريكية في شيكاجو والتي تمحورت حولها أغلب أسئلة المحاضرة، وعرض كل أعضاء الجمعية تقديم المساعدة والعون والتأييد للصحفيين في موقفهم. وكما نبه إلى أهمية الإنترنت وقدرته على توصيل وتوضيح رسالة الجريدة وأزمة صحفييها، كما سيساعد على نشر القضية عالميا. وحذر الأسواني الصحفيين من سعي بعض الجهات والأفراد لإنهاء الأزمة بنفس الشكل الذي انتهت به أزمة جريدة الشعب، عن طريق نشر معلومات مغلوطة بادعاء أن الأمور حلت وأن الصحفيين قد وافقوا على العودة للعمل، حتى تهدأ المسألة وتصبح فلكلور احتجاجي، فيضعف الصحفيون مع مرور الوقت ويعودوا فعليا إلى العمل. مشيرا إلى أن هناك ضغوط أمنية كبيرة تمارس على بعض الجهات الإعلامية للتعتيم على قضية الدستور وتجاهلها، حتى أن بعض الصحف يمنع فيها نشر أي خبر عن أزمة الدستور قبل الموافقة عليه من قبل جهات معينة! وشدد على أن معظم المهمة يقع على عاتق نقابة الصحفيين التي يجب أن تخوض معركة لدعم الصحفيين وموقهم، لأن الملاك يحتمون بكل أجهزة الدولة وخاصة الأجهزة الأمنية، متعجبا من موقف النقيب الذي قال عنه: يوما أراه يرفض مقابلة رضا ويوما أراه يقبل رأسه! مؤكدا على أن اختيار النقابة كمقر للاعتصام قرار زكي لا يجب التفريط فيه، لأنه وضع النقابة والنقيب أمام مسئولياتهما. وقال إن صمود الصحفيين بهذا الشكل المشرف الذي أذهل الصحفيين في أمريكا وغيرها من دول العالم، هو اختيار عملي قبل أن يكون اختيار أخلاقي ووطني، حيث أن كل الإغراءات التي يقدمها ملاك الصحيفة لدفع الصحفيين للعودة إلى العمل لن تؤدي إلى شيء وستضيع على الصحفيين فرصة الحصول على حقوقهم باحترام، لأن هدف الملاك من شراء الجريدة قد تحقق، ولن يهتموا بعدها بمصير الصحفيين كما يدعون، لأن الملاك قد قبضوا مقابل قضائهم على الجريدة بالفعل، فرجل الأعمال رضا إدوارد هو تلخيص لعقلية رجل الأعمال الذي يريده النظام، فهو ملكي أكثر من الملك، مؤكدا أن بيد صحفيي الدستور أن يحولوا أزمتهم من سابقة سلبية إلى سابقة إيجابية بصمودهم. وشدد على ضرورة تمسك الصحفيين بموقفهم وألا يتخلوا عن الصمود في وجه الملاك، منبها إلى أن أي صحفي ينشق عن زملائه في هذه الأزمة سيسقط سقطة كبيرة جدا، وهناك أشياء مخزية بالدستور المزيف. وكشف أن هناك معلومات مؤكدة وصلت له أثناء رحلته الأخيرة لأمريكا تفيد بأن الحكومة المصرية سعت للتفاوض مع مسئولي موقع الفيس بوك وبعض المواقع العالمية الأخرى لتحجيم دورها وتمكين الحكومة المصرية من التحكم في ما ينشر بها من مواد، إلا أن جميع المواقع رفضت ذلك. وأكد الأسواني أنه سيشارك في الوقفة الاحتجاجية التي سينظمها صحفيو الدستور أمام ضريح الزعيم سعد زغلول يوم السبت القادم في تمام الساعة الخامسة مساء حاملين الشموع، كما أنه وعد بدعوة بعض الشخصيات العامة للتضامن مع الصحفيين في وقفتهم.