نظمت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين داخل نقابة الصحفيين حفل تكريم للروائي والأديب العالمي علاء الأسواني، بعد حصوله على جائزة "الإنجاز" من جامعة "إلينوي" بشيكاغو، والتي قد أتم فيها الدراسات العُليا، والتى تمنحها إدارة الجامعة لخريجيها الذين قدموا إنجازاً في أي مجال، وهي الجائزة التي اعتبرها الأسواني "غالية وعزيزة" لأن خريجى الجامعة أكثر من 660 ألف خريج وهو الخريج رقم 43 الذي يحصل عليها، وهو أول عربي وأول مصري يحصُل عليها. أدار الندوة الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس والكاتبة الصحفية نور هدى ذكي والكاتب الصحفى جمال فهمي. إفتتح الحفل الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس وألقى كلمته التي رحب فيها بالأديب علاء الأسواني، وتساءل عن علاقة الطب بالأدب حيث أن عدد كبير من الأدباء والكتاب المصريين أطباء، وأشار إلى إنه يرى تشابها كبيرا بين والده الكاتب إحسان عبد القدوس وبين علاء الأسواني حيث أنهم معارضون سياسيون ومدافعون عن المرأة وحُريتها وعن منظومة الحُرية بشكل عام بأنواعها، وأنهم كانوا ثائرين على العادات والتقاليد ومتمسكين بثوابت المجتمع. من جهته قال الأسواني أنه نشأ في بيت يحيط به الأدب والكتابة حيث أن والده هو الأديب عباس الأسواني، وأن العديد من الكتاب والأدباء والشُعراء كانوا متواجدين في بيتهم وتأثر بهم بطبيعة الحال، وعندما توفى والده كان في سن التاسعة عشر وقد كان قد حدد ميوله بأنه يريد أن يصبح كاتباً، وكان والده نصحه بمهنة أخرى بجانب الأدب فإمتهن طب الأسنان، وعن بدايته فى الكتابة فقد نشر أول قصة له في روز اليوسف وهو فى السنة الثانية فى الجامعة، وحاول ثلاث مرات نشر أعمالاً له في الهيئة العامة للكتاب عام 90 و94 و98 ولم يحاول ثانية وقرر عدم النشر في الهيئة، حيث -على حد قوله- أنهم ينشرون إما لكاتب معروف أو يملك "واسطة" لكى يُنشر له وأنه لم يكن يملك أياً منهم عندما حاول أول مرة. واستطرد قائلاً ان قد بيعت له أكتر من مليون نسخه من روايته "عمارة يعقوبيان" بلُغات غير عربية، وأنه لم يحصد أي جوائز من الدولة ومن مصر ولكنه حصل على التقدير حيث أنه الاهم من أي جائزة لأن الجوائز تذهب لمن يستحقها ومن لا يستحقها، أما التقدير فيذهب فقط لمن يستحقه. وقال أن في الخارج الجوائز تحترم الكُتاب، ولا يوجد من يقدم أعماله للجان الجوائز، ففي الخارج هناك لجان متابعة تبحث عن الأعمال او تقدمها دور النشر، أما ان يقدم الكاتب أعماله للجان الجوائز فذلك يحدث فقط في مصر فقط، وذلك يحدث في الخارج عندما يكون أول عمل للكاتب وذلك حتي ينشر، لكن بمجرد صدور أي عمل لأي كاتب هناك لجان مختصة تقرأ وتُرشح وتقدم الأعمال للجوائز. وأشار الأسوانى إلى أن الديموقراطية هى الحل ولا بد من إصلاح ديموقراطى،وقال أن رئيس جامعة إلينوى مثلا يتم إختياره عبر عدة مجالس وبالإنتخاب وأن هناك لجان تراقبه قبل وبعد أن يتولى منصبه لتقيمه، وإبعاده عن منصبه من الممكن أن يتم بإجراءات غير معقدة، أما مثلا رئيس جامعة عين شمس فيتم اختياره طبقا لدرجة ولاءه للنظام وتقارير الأمن عنه، ففى الخارج رئيس الجامعة يعمل على إرضاء الطلبة والأساتذة أما هنا فيعمل على إرضاء الأمن. وقال أنه قد تأثر بكتاب وأدباء كثيرون جداً، وعلى رأسهم دويستوفسكى، حيث أنه أعظم روائي في العالم وكل من يأتى بعده فهو متأخر عنه بكثير، وقال أنه لا يمكنه أن يتصور كاتب لا يتقن لغات أجنبية، وأن نجيب محفوظ إذا لم يكن مصرياً كان حصل على نوبل منذ فترة كبيرة تحديدا من بعد الثلاثية فهى وحدها تكفى ولكن الأدب الجيد يفرض نفسه فى النهاية. وقال أن في مصر فقط يوجد الكاتب الذي يقول أن ليس له علاقة بما يدور حوله، وذلك لا يجوز حيث أن الأدب والفن رسالتهم هى الدفاع عن الإنسانية والإنسان، وذلك كان موجود فى مصر ولم يعد. ثم قدمت له اللجنة شهادة التقدير وقاموا بعرض فيلم وثائقى عن الأديب علاء الأسوانى مدته عشر دقائق. وتحدثت الكاتبة نور هدى ذكي وقالت أن هناك تشابه كبير بين الأسوانى والكاتب والمفكر والأديب الكبير جلال أمين، والذي أنضم للمنصة ليلقي كلمته وقال أنه سعيد بذكر إسمه عدة دقائق مُقترناً بعلاء الأسوانى وسعيد جداً بالتكريم والحفل، واستطرد قائلا أن الكلام لا يفيد في الحديث عن هذا المُبدع الذي قد إكتشف مؤخراً أنه مصنوع من معدن خُلُقى نفيس، وتساءل هل هذا المعدن "أسواني"، وقد تبين ذلك من مواقفه وكتاباته ومقالاته، وأضاف أن علاء قد خلق عداءات في العديد من الجبهات المختلفة منها أعداء النجاح وايضا الدولة وخاصة وزير الثقافة ومؤخراً إسرائيل، حيث رفضه التام للتطبيع بأي شكل من الأشكال وخاصة بعد الواقعة الأخيرة عندما قام ناشر إسرائيلى بترجمة رواية له للعبرية ونشرها بدون أخد إذنه، واستطرد أن هناك ثلاثة سُبل لتحقيق نجاح جماهيري وهى أن يكتب الكاتب كلاما غير مفهوم فى مجتمع نصفه أُمي وربعهُ "متعلم نُص تعليم"، أو أن يكون له علاقات متعددة وكثيرة بوسائل الإعلام ويتردد على الندوات حتى يضمن نشر صوره كثيراً والحصول على لقب الكاتب الكبير و"هم لا كبار ولا حاجة"، أو أن يكون لهم صفحة ثقافية في جريدة ما ويحدث تبادل للمنافع بأن يتم مدحه فيمدح، أما علاء الأسوانى فليس ضيفا دائما في الندوات وليس له صفحة ثقافية في جريدة ولكن لأنه كاتب مبدع حقيقي حقق شعبية جماهيرية كبيرة، وأضاف أمين أن الدولة في مأزق لأن ليس بمقدورهم الآن أن يلقوا بالقبض على علاء الأسوانى ولكنهم منعوا عنه جوائز الدولة، ويتعمدون التعتيم الكامل على إنجازاته والجوائز التى يحصدها في الخارج مهما كانت رفيعة وقيمة وثمينة، ولكن الوسائل التكنولوجية الحديثة مثل الإنترنت وموقع الفيس بوك تخطت هذه الأزمات. ثم تحدث الإعلامى الكبير حمدي قنديل، وقال أنه قد عرف الأسوانى مؤخراً في "هوجة التغيير"، وأن لو كانت لنا وزارة ثقافة حقا وترعى الثقافة بحق لكان الأسوانى حصد جوائز كثيرة من الدولة منذ زمن، وكانت كرمته جامعة القاهرة التى تخرج منها أو على الأقل لكانت رحبت به وأعطته مساحة ليلقى محاضرة في كلياتها، وأن لو كانت لنا صحافة حُرة حقاً لكانت تسابقت لتنشر مقالاته وتابع خطواته بطول الدنيا وعرضها، وقال أن تكريم هذا الجمع والحضور لهو أشرف وأجمل تكريم. وتحدث المستشار محمود الخضيري والذي تحدث عن حركة "كفاية" واصفاً إياها بأنها أجرأ حركة خرجت للوجود في مصر، وأنه لم يكن متخيل أنهم يقولون للرئيس كفاية، وقال مُعلقاً "أنا لو قالولي في بلدي كفايه هسيبها، وأطلب من الرئيس أن يرحم نفسه ويرحمنا". ثم تحدثت المُستشارة نهى الزينى التي قالت أنها تشعر بالزهو والفخر كأن الجائزة شخصية لها، واضافت أن مصر توقفت عن تكريم الشرفاء، وأن علاء الأسوانى منهم وأنه صاحب موقف ولذلك وجب عليهم تدفيعه الثمن، وقدمت له لوحة له كانت من المُفترض أن تُعرض بمعرض تحت عنونا "شرفاء مصر" ولكن الأمن رفض إقامة المعرض. وتحدث الكاتب والصحفى جمال فهمي قائلاً أن الأسوانى يدافع عن شرف الإنسان ةأن أي مبدع يجب عليه ذلك، وأن الأسوانى قد أعاد القراءة لمصر التي كانت شبه إنتهت للشباب وإن كان ذلك هو كل إنجاز فهو يكفيه شرفاً، وأضاف أن الأسوانى يعرض لحملة صهيونية الآن نظراً لموقفه الأخير. وتحدث محمد أبو الغار مؤسس حركة 9 مارس بالجامعات عن سعادته بحضور هذا التكريم والحفل، وأنه يتشرف بوجوده على تلك المنصة التى تدافع عن الحرية، حيث أن لجنة الحريات هى من الأماكن القليلة البسيطة المتبقية والتى مازالت تدافع عن الحُرية. وقال أن علاء الأسوانى وحركة 9 مارس ينادون بالحُرية الأكاديمية في الجامعات، فالحركة تنادي بالجزء والأسوانى ينادي بالحرية للمجتمع ككل، وأنهم يحاربون ليحصل الطلبة علي حيز صغير من الحُرية، وأضاف أن تلك الجائزة من الشعب، وأن الجوائز التى تُحصد من نظام دولة فاشل لا تساوي شيئاً. وتحدث السفير إبراهيم يُسرى قائلا أن التكريم لمصر وبحضور جمهورها وليس فقط للأسوانى، وأن مصر ستظل عزيزة كريمة وسيرحل الأوغاد، وأنه يؤكد على شعار الأسوانى "الديموقراطية هي الحل"، وأضاف أن إحترام السيد القانون شئ مُقدس، وذلك حاليا ليس موجود فلنُقيم جنازة للقانون، حيث يتسيد الحاكم على المحكوم وليست السيادة الشعبية. وقال الشاعر عبد الرحمن يوسف أنه لم يكتُب الشعر في الأحياء إلا نادرا ويتمنى أن يجود عليه الشعر بما يكتبه فى الأسوانى، واضاف أن الأسوانى هو أديب وروائي مصر الأول حتى وإن لم يكتب في "الأهرام". وقال الأسوانى في نهاية الحفل رداً على سؤال أحد الحضور ألديه أمل في التغيير، فقال أنه يثق تماما في تغيير قادم وأن مصر ستنال ما تستحقه، والدليل ماحدث الليلة وأن ذلك أكبر تكريم ممكن يُحصله، فهم يصورون مصر التى أريدها والتى ستأتي فجميعنا ندافع عن مصر في مجالاتنا المُختلفة. وحضر الندوة عددا كبيرا من الفنانين والأدباء والصحفيين والنشطاء السياسين، ومنهم جورج إسحاق والشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم والفنان على الحجار، والكاتب د.أحمد خالد توفيق. واختتمت الحفل الفنانة عزة بلبع والتي غنت أغنية "الحلم" تحية للأديب علاء الأسوانى.