نظمت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين يوم الإثنين الماضي حفلا لتكريم الروائي علاء الأسواني لحصوله علي جائزة "الإنجاز" من جامعة إلينوي بالولايات المتحدةالأمريكية وسط حضور عدد من كبار المؤلفين والكتّاب الصحفيين والفنانين من بينهم الشاعر أحمد فؤاد نجم والكاتب الصحفي حمدي قنديل والفنان علي الحجار. بدأ حفل التكريم في السابعة والنصف عقب وصول الأسواني مباشرة بكلمة ألقاها الكاتب محمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات بالنقابة وبدأها بسؤاله لماذا الاحتفال بعلاء الأسواني؟ وأجاب علي نفسه مشيراً إلي أن تكريم الأسواني تم في عدة دول إلا في بلده ولذلك قررت لجنة الحريات تكريمه، وهي اللجنة التي من أهم أهدافها الدفاع عن الصحفيين بصرف النظر عن اتجهاتهم وأوضح أن فكرة تكريم الأسواني وُلدت منذ أسبوعين تقريبا في اجتماع للبحث عن بديل لجريدة الدستور وكان الأسواني من بين المدعوين الأساسيين وخلالها اقترحت د.هند زكي إقامة حفل لتكريم الأسواني في نقابة الصحفيين.. بعدها وجه عبد القدوس عدداً من الأسئلة للأسواني ومنها سؤال عن نشأته ومشواره الأدبي، وبدأ الأسواني حديثه بتوجيه الشكر للنقابة ولعبد القدوس ثم رد علي السؤال قائلا إنني كنت محظوظا لنشأتي في بيت عباس الأسواني الذي كان يتمني الكثير من المؤلفين والكتاب النشأة فيه ووجه شكره لأحمد فؤأد نجم الذي تربي علي شعره حيث كان صديقا مقرّبا لوالده، وقال: أول قصة نشرت لي كانت عندما كنت طالبا في السنة الثانية من كلية طب الأسنان وقد قدمتها لجريدة روز اليوسف وعلي الرغم من سعادتي بها إلا إنني واجهت بعض المشكلات بسببها من أساتذتي الذين كانوا يكتبون أيضا ولكن لم تنشر أعمالهم.. واكمل حديثه مشيراً إلي أنه أيضا واجهته بعض المشكلات في النشر فقد رفضت هيئة الكتاب النشر له ثلاث مرات وأول رفض جاء بعد إنهائه رواية قصيرة استخدم فيها ضمير المتكلم علي لسان شاب مصري يتعرض للقهر ويصبح ناقماً علي كل شيء ببلده لدرجه تجعله يسخر من مقولة الزعيم مصطفي كامل: "لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصرياً".. وقال: مسئولوا النشر لم يعجبهم هذا الكلام و قالوا إن روايتك تهاجم مصر فأجاب "أن البطل هو الذي يهاجم" فطالبه أحدهم أن يوقع أنه لا يوافق علي علي ما جاء علي لسان البطل فكتب الأسواني كلمة سا خرة من هذا الموقف.. يقول: أقرّ بأن بطل الرواية مخطيء وأنني نصحته مرارا ليكف عما يفعله فلم ينتصح حتي لاقي المصير الذي يستحقه! ومرت الرواية علي مسئول آخر فطالبه بأن يحذف فصلا كاملا من الرواية حتي ينشرها، هنا قرر الأسواني أن يقطع صلته تماما بجهات النشر الحكومية في مصر لأن لجان القراءة فيها ليست لها علاقة جادة بالأدب برأيه، كما أنه لاحظ أن الروايات التي يتم نشرها تكون إما لكتاب كبار أو لكتاب لديهم شخصيات مرموقة تتوسط لهم. ويعتبر الأسواني أن "عمارة يعقوبيان" هي الرواية التي التقي بسببها بقرائه للمرة الأولي، وبيع منها الملايين بلغات عدة ونال عنها الجوائز التي دائما يفاجأ بحصوله عليها. واعترض صاحب "شيكاغو" علي فكرة أنه لم يلق تكريما في بلده، قائلا أنه لم يكرم فقط من جهات حكومية بسبب مواقفه المعارضة، ولكنه قابل حفاوة جماهيرية كبيرة بكتاباته وشخصه وهذا هو التكريم الذي ينتظره الأديب الحقيقي وأن الجوائز يأخذها من يستحق ومن لا يستحق لكن التقدير لمن يستحقه فقط، ففي الدول الأجنبية الكاتب لا يتقدم إلي جائزة والجوائز يتقدم إليها المبتدئون فقط، وقال: كل الجوائز الدولية التي حصلت عليها جاءته إما عن طريق البريد الإلكتروني أو التليفون وقال إن حصولي علي جائزة الإنجاز من جامعة إلينوي لم يأت من فراغ فلقد درست بها وحصلت منها علي درجة الماجستير وهذه الجائزة تمنح فقط لمن يقدم إضافة في أي مجال.. وأكمل: هذه الجامعة تتابع طلابها حتي بعد تخرجهم وأنا فخور لأنني أول مصري وعربي يحصل عليها . وعن الأدباء الذين تأثر بهم، قال إنه يضع في المرتبة الأولي الأديب الروسي ديستويفسكي، كما أنه تأثر بنجيب محفوظ الذي يري أنه لولا أنه مصري لكان قد نال جائزة نوبل في الآداب في وقت أسبق كثيرا من تاريخ حصوله عليها، وهو ينصح أيضا بتعلم اللغات ويري أنها الوسيلة الفعالة لفتح نوافذ ثقافية حقيقية وخاصة أمام الكتاب ، مشيرا إلي أنه يحب القراءة بالإنجليزية والفرنسية والعربية. ووجه رئيس لجنة الحريات سؤالاً طريفاً للأسواني، وسأله عن سر تمسكه بمهنة الطب رغم أنه أصبح أديبا معروفا وغير محتاج لعون مادي، فقال الأسواني إنّ مهنة الطب هي التي قربته من الناس وجعلته يفهمهم بشكل أكبر.