احتفل صحفيو الدستور المعتصمون بنقابة الصحفيين مساء – الثلاثاء- بمرور 50 يوما على بداية إعتصامهم داخل مقر النقابة ، وحضر الإحتفالية عدد من الشخصيات العامة على رأسهم الكاتب الكبير الدكتور علاء الأسواني الذي أشاد بموقف صحفيي الدستور المعتصمين بقوله: أنتم اليوم تقفون هذا الموقف ليس من أجل لقمة العيش وإنما من اجل البلد كلها فأنتم وجريدتكم "الأصلية" الصوت الصحفي الوحيد في مصر الذي لا يعاني إنفصاما بين القول والفعل فبالأمس كنتم تقاتلون بالكلمة واليوم أنتم تقاتلون بالفعل. وأضاف : الذين اشتروا "الدستور" لا يعرفون سوى لغة الأرقام رغم أن أسمى المعاني والقيم الإنسانية لا تقدر بالأرقام، وهذه العملية تدخل ضمن الحملة الشرسة ضد ما لا أسميه "حرية التعبير" لأن تعريف هذا المصطلح أنه وسيلة تعبير ديمقراطية للتغيير ولكن ما كان يمارس هو" حرية الكلام" وليس "حرية التعبير" حيث يتعامل النظام بمنطق "اكتب زي ما أنت عايز وأنا هعمل اللي أنا عايزه" وهو يستفيد في الوقت نفسه من هذا المنطق حيث تبدو الصورة للغرب وكأن مصر بها معارضة حقيقية وأيضا يستخدمها النظام كمتنفس حتى لا يتحول الغضب الشعبي إلى أفعال ، مشيرا إلى أن المصريين يعيشون حالة غيبوبة مقصودة بإلهائهم بمباريات كرة القدم " فنحن الشعب الوحيد الذي يتحدث عن المباراة ومع اللاعبين ويحلل قبل المباراة وبعدها بساعات". وأكد الأسواني أن النظام الذي يمتلك السلطة والعسكر ويقوم بهدم جريدة بهذه الطريقة هو نظام ضعيف خاصة أنه مقدم على انتخابات وصفها بأنها "مسرح ردئ يفتقد إلى عنصري التشويق والإيهام لأن النص والنهاية معروفان". أما المهندس يحيى حسين عبد الهادي فهنأ صحفيي الدستور قائلا: أنتم انتصرتم في معركتكم بغض النظر عما ستصلون إليه من التعويضات وسيذكر التاريخ موقفكم ولن يذكر الطرف الاخر تماما كما ذكر موقف أحمد عرابي ورفاقه في أواخر القرن التاسع عشر وطلاب مصر عام 1972والقضاة عام 2005 وبعد مائة عام عندما يسأل أحد داخل نقابة الصحفيين عن معنى "شرط الضمير" سوف يتم شرحه من خلال ضرب المثل باعتصام صحفيي الدستور فأشكركم لأنكم أضفتم شيئا جديدا عظيما للوجدان المصري. واعتبرت الدكتورة كريمة الحفناوي -القيادية بحركة كفاية- أن أزمة الدستور تمثل سطوة رأس المال عندما يتصور أنه ممكن يشتري كل شئ وأراد معاملة الصحفيين بمنطق "اطعم الفم تستحي العين" مضيفة: ولكنهم تعاملوا معه بالشعار الذي ارتجلته عندما زرتهم أول يوم بمقر الجريدة "قولوا لسلطة رأس المال..الدستور لسه فيها رجال" ولكم يا صحفيي الدستور أقول وأنتم تعملون عبرتم عن الناس بصدق وفي إعتصامكم قدمتم قدوة في الشرف والشجاعة والضمير. ومن جانبه قال الدكتور هشام عيسى الطبيب السابق لعبد الحليم حافظ أن ما حدث للدستور كان متوقعا ولم يفاجئ الكثيرين الذين توقعوا تصفيته بطريقة أو بأخرى وتقديمه كهدية للنظام بمناسبة ما يسمى بالإنتخابات التشريعية لكن المفاجأة الحقيقية هي الموقف المقاوم لصحفيي الدستور أمام هذا الإجراء القمعي الذي ضاربين مثلا عظيما بإعتصامهم لخمسين يوما حتى الان متنيا أن يحظى بمثل شرف موقفهم. وأضاف: عندما ذهبت لبائعي الجرايد سمعتهم يقولون " الله يخرب بيتك يا سيد يا بدوي ويا رضا ادوارد زي ما خربتوا بيتنا". قدمت الاحتفالية برقى واقتدار الكاتبة الصحفية نور الهدى زكي ، وشارك فيه بالحضور وفد من نشطاء العمل السياسي بالمحلة وأعضاء حزب الجبهة بالغربية، وشدت المطربة عزة بلبع بعدد من الأغنيات الوطنية منها " بحبك يا مصر" و"ممنوع من السفر" كما شهدت الإحتفالية إلقاء للشعروتكريم لأصغر عضو بالإعتصام الصحفي بالرياضة محمود عبد الله الذي لم يتعد العشرين من عمره.