لأول مرة منذ نكسة يونيو، شهدت مصر رتبة المشير، والتي أعادت لنا الشعور بالنصر، حتي إن الروح المعنوية كانت في أوجها، مع مباحثات الكيلو 101 والتي جرت علي أرضنا، عقب وقف إطلاق النار، وشعورنا بالنصر لم يهتز بمقدار أنملة، مع كل المحاولات الإسرائيلية، إضعاف الجبهة الداخلية، وكان هذا درساً ينبغي لنا تعلمه.. عندما يثق الشعب في القيادة، يهون كل شيء مهما بلغت صعوباته. وانتهت الحرب وبدأت مرحلة الحساب.. الإسرائيليون، ولأول مرة في تاريخهم، اعترفوا بالهزيمة، من خلال المحاكمات، التي أجروها لقادتهم، والتي نشرت كلها في كتاب إسرائيلي، حمل اسم «المحدال» أو التقصير بالعبرية، وفي هذا الكتاب، نشروا ما يدعونا للفخر طيلة حياتنا. نشروا كيف أنهم انخدعوا بتصريحات السادات التي تضاربت حول تحديد موعد المعركة، حتي إنهم لم يتصوروا أن يجرؤ علي شنها بالفعل.. نشروا كيف انخدعوا بما نشر عن فضيحة صوامع القمح، وفضيحة تيتانوس المستشفيات، والتي كانت كلها خططاً للحصول علي مخزون من القمح وإخلاء المستشفيات استعداداً لاستقبال الجرحي والمصابين. نشروا كيف أنهم رأوا وسمعوا وقرأوا ورصدوا.. ولكنهم لم يفهموا.. نشروا كيف أنه ولأول مرة في التاريخ تفر الدبابة أمام بسالة المشاة.. نشروا ونشروا ونشروا.. ولم نقرأ نحن.. ثم بعد هذا، كتبوا في كل الموسوعات وكتب التاريخ، أنهم في حرب أكتوبر قد انتصروا استراتيجياً ونحن سكتنا. هم سخروا وجندوا الآلة الإعلامية العالمية العملاقة، ونحن حتي لم نتفق علي إنتاج فيلم عالمي عن نصرنا.. والآن وفي وطننا مصر، نجد من خضع لآلاتهم الإعلامية الجبارة، وراح يشكك في أعظم نصر لمصر، نصر أكتوبر.. الذي هو فعلاً.. مجيد.