«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



37 عاماً علي زلزال أكتوبر.. الذي حطم الغطرسة الإسرائيلية "6" لواء دكتور طلعت أحمد علي موسي ل "المساء": حرب الاستنزاف..مزيج من الدبلوماسية والأعمال القتالية الهادفة درسنا أخطاء النكسة .. وبدأنا إعداد الدولة للحرب في كافة المجالات علي أسس علمية صحيحة
نشر في المساء يوم 08 - 10 - 2010

37 عاماً مضت علي ذكري أعظم الانتصارات العسكرية في التاريخ العسكري العالمي.. سجله المقاتل المصري بأحرف من نور بروحه ودمائه الذكية التي روت رمال سيناء.. فالمقاتل المصري هو خير اجناد الأرض والفرد المقاتل والجندي البطل كان مفاجأة حرب 1973 هذا البطل شهد له العدو قبل الصديق.. ستظل العسكرية المصرية علي مر العصور نبراساً يحتذي به في كل العصور.. وبطولات الجيش المصري سجلها التاريخ منذ عهد مينا موحد القطرين حتي حرب أكتوبر.. سالت دماؤهم وصعدت أرواحهم في بورسعيد والإسماعيلية والسويس ودمياط والمنصورة والشرقية في قاهرة المعز والصحراء الغربية في الإسكندرية وفي جنوب الوادي قصص وبطولات سجلها التاريخ وشهد بأن المقاتل المصري هو بحق خير أجناد الأرض كما قال رسول الإنسانية صلي الله عليه وسلم.
ولم ينقطع دور فرسان العسكرية المصرية المرابطين خلف اسلحتهم في كل شبر من أرض الوطن عيون ساهرة لحماية سماء ومياه وأرض مصر الكنانة مدافعين عنها ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب أو المساس بأمن مصر الغالي..
37 عاما مضت علي ذكري اعظم الانتصارات العسكرية في التاريخ العالمي.. سجلها المقاتل المصري بأحرف من نور بروحه ودمائه الزكية التي روت رمال سيناء.
"المساء" أجرت حواراً مع احد فرسان العسكرية المصرية الذين شاركوا في معارك أكتوبر المجيدة اللواء ا.ح متقاعد دكتور طلعت أحمد علي موسي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا تخرج عام 64 في الحربية وشارك في حرب 67 والاستنزاف و.73
كان في حرب أكتوبر رئيسا لعمليات واحدي كتائب المشاة الميكانيكي وشارك مع وحدته في قتال قوات اريل شارون لحصارهم وتدميرها في ثغرة الدفلسوار.. شاركت وحدته مع طلائع قواتنا المسلحة التي تسلمت مشارف مدينة السويس من قوات الطوارئ الدولية بعد توقيع اتفاقية فض الاشتباك وفصل القوات بعد حرب اكتوبر .1973
قابل الرئيس الامريكي جيمي كارتر في منزله كممثل ل29 دولة يدرسون بولاية "جورجيا" والقي خطابا اذيع في مختلف وكالات الأنباء في العالم.. كما التقي الرئيس انورالسادات في منزل الرئيس الامريكي جيمي كارتر في مدينة كولمبس بولاية جورجيا في يونيو ..1981 وتدرج في الوظائف القيادية ثم عين مستشارا بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ورئيسا لكرسي الاستراتيجية والامن القومي بكلية الدفاع الوطني منذ عام 2007 وحتي الآن.
* ما هي الاجراءات الرئيسية التي قامت بها الدولة في الأيام الأولي بعد النكسة مباشرة وبعد أن أصبح العدو علي الضفة الشرقية للقناة؟
** لقد كانت نقطة البداية الصحيحة في هذا الوقت هي دراسة الأخطاء التي أدت الي حدوث النكسة في كافة المجالات "ولقد تحدثت عنها في الحلقة السابقة" وأخذ العبرة والدروس المستفادة منها والبدء في عملية الاصلاح والاستعداد لإزالة الآثار المترتبة علي الاحتلال وإرساء قواعد النصر في معركة التحرير القادمة لاستعادة الكرامة.
ولذلك فقد تم البدء بتعيين قيادات جديدة للقوات المسلحة تتصف بالكفاءة العلمية والقدرة العالية.. وذلك عندما عين الرئيس جمال عبدالناصر الفريق محمد فوزي وزيرا للحربية. والفريق عبدالمنعم رياض رئيسا للأركان يوم 12 يونيو 1967. اضافة الي قيادات الأفرع الرئيسية وهيئات وادارات القوات المسلحة كما تم البدء في اعداد الدولة للحرب في كافة المجالات علي أسس علمية صحيحة. حيث لم يراع هذا الموضوع عند التخطيط والاداء قبل عام 1967 فلقد تم العمل بجدية كاملة.. وبأقصي طاقات ممكنة لكل أجهزة الدولة في المحاور التالية: إعداد القوات المسلحة. إعداد السياسة الخارجية. إعداد الاقتصاد القومي. إعداد أجهزة الدولة للدفاع. إعداد وتجهيز أراضي الدولة كمسرح للعمليات. علاوة علي إعداد الشعب بكل فئاته وطوائفه لخوض معركة استرداد الأرض.
* كيف تنظر الي أعمال القتال التي دارت خلال حرب الاستنزاف وحتي حرب 1973؟
** لقد تملك العدو الغطرسة والغرور بعد احتلاله سيناء في عام 1967 ورفض كل الوسائل والمبادرات للحل السياسي. وقام بأعمال عدائية ضد قواتنا المسلحة في الجبهة وفي العمق وامتدت ليضرب بقنابله المدنيين العزل مثل قصفه لمدرسة الاطفال ببحر البقر. وقصفه لمصنع أبوزعبل. ومحطات الكهرباء بنجع حمادي.. وفي المقابل قامت قواتنا المسلحة باستعادة كفاءتها وتنظيمها ورفع كفاءتها القتالية وتدريبها في زمن قياسي. ووجهت للعدو ضربات نيرانية مفجعة في سيناء وقامت بأعمال بطولية خارقة من إغارات وكمائن علي الضفة الشرقية وفي العمق. كما قامت القوات البحرية بأعمال مجيدة لحماية الشواطئ المصرية.. امتدت الي مهاجمة العدو في عقر داره في ميناء إيلات. وقامت القوات الجوية بإسقاط العديد والعديد من طائراته الفانتوم المتفوقة في التسليح والقدرة علي البقاء في الجو لفترة أطول. والقدرة علي المناورة الأفقية والرأسية. إلي أن تم إسقاط 24 طائرة في شهر واحد. مما اضطره لقبول مبادرة روجرز لايقاف اطلاق النيران.
ولقد كان أحد أهداف حرب الاستنزاف هو إقناع العدو بأنه لإجدوي من احتلاله لأرض سيناء. وأنه لن يحصل علي الأمن الذي ينشده باحتلاله لها.
وعلي ضوء ما سبق من أحداث توالت فإنه يمكن تقسيم تلك الفترة الي أربع مراحل: مرحلة الصمود والتحدي. ومرحلة الدفاع النشط.. ومرحلة الاستنزاف ومرحلة ايقاف إطلاق النيران. ولكل مرحلة منها صفاتها الخاصة طبقا لطبيعة ونوعية الاعمال القتالية التي دارت في كل منها.
. ما هي أهم الاعمال القتالية التي حدثت في المرحلة الأولي وهي مرحلة الصمود والتحدي؟
** لقد بدأت هذه المرحلة من شهر يونيو 1967 واستمرت لمدة 14 شهرا حتي شهر اغسطس 1968. وكان الهدف منها الالتزام بالهدوء لاتاحة الفرصة لاعادة البناء واعداد القوات المسلحة. والخطوط الدفاعية غرب القناة.
ولقد شهدت تلك الفترة العديد من البطولات والاعمال القتالية لأبناء القوات المسلحة التي تعبر عن حقيقة ونوعية المقاتل المصري وما يتصف به من شجاعة وإقدام ورفض للهزيمة. نذكر منها:
معركة رأس العش
التي حدثت في الأول من يوليو 1967 وبعد ثلاثة أسابيع فقط من بداية الحرب. حيث تقدمت قوة مدرعة اسرائيلية من اتجاه الجنوب الي اتجاه الشمال لاحتلال بورفؤاد "شرق بورسعيد" وعلي الضفة الشرقية للقناة وذلك لاستكمال احتلال سيناء والضفة الشرقية بالكامل علي قناة السويس ولكنهم فوجئوا بنيران شديدة من مجموعة من افراد الصاعقة تحتل موقع رأس العش لا يتجاوز عددهم ثلاثين فردا. ليتمسكوا بالموقع في اصرار وعناد. مضحين بأرواحهم رافضين الاستسلام.. وقاموا بتدمير عدد كبير من الدبابات المهاجمة للموقع. مما أجبر العدو بسحب دباباته المدمرة والانسحاب في اتجاه الجنوب وعدم تكرار هذه المحاولة مرة أخري ليظل موقع رأس العش.. هو الموقع الوحيد الذي به قوات مصرية شرق القناة حتي بداية حرب .1973
* الضربة الجوية علي العدو في سيناء في 14 يوليو 1967
وبعد أسبوعين من معركة رأس العش. وفي 14 يونيو 1967 قامت مجموعة من الطائرات المصرية بشن عدة هجمات خاطفة ومركزة علي قوات العدو المدرعة والميكانيكية في سيناء فرت علي إثرها القوات الاسرائيلية مذعورة هاربة الي الخلف تاركين اسلحتهم ومعداتهم.. "وذلك بعد خمسة اسابيع فقط من بداية النكسة" وكان ذلك مفاجأة تامة غير متوقعة من جانب العدو الذي تملكه الغرور والصلف واعتقد أننا أصبحنا جثة هامدة. لن تقوم لنا قائمة بعد ما حدث في الخامس من يونيو.
* إغراق المدمرة إيلات في 21 أكتوبر 1967
كان إغراق المدمرة إيلات في 21 أكتوبر 1967 وبعد حوالي ثلاثة أشهر ونصف الشهر من نكسة يونيو 1967 حيث قام احد لنشات الصواريخ المصرية بتدمير المدمرة إيلات التي اجتازت المياه الاقليمية المصرية شمال شرق بورسعيد كما تم إغراق الغواصة الإسرائيلية داكار بواسطة كاسحة الالغام المصرية في 23 يناير 1968. حيث كان العدو يعتقد أن انتهاك المياه الاقليمية أمر سهل وأننا من الضعف بحيث لا نستطيع حماية شواطئنا. أو الرد عليه.. فإذا به يفاجأ بهذه القدرة العالية. والمهارة الفائقة ودقة التصويب التي تميز بها أطقم القطع البحرية المصرية مما تسبب في ارتفاع الخسائر المادية والبشرية بين قواته البحرية.
* وماذا عن مرحلة الدفاع النشط "المرحلة الثانية"؟
** استمرت تلك المرحلة ستة أشهر بدأت من سبتمبر 68 حتي فبراير 1969 حيث استمر العدو في تكثيف اعداده للنقط الحصينة واستكمال خط بارليف وازاحة الساتر الترابي شرق القناة علي حافتها. وإعداد مرابض نيران المدفعية. والاحتياطات ومراكز قياداته. ومرايبض الدفاع الجوي في سيناء. كما قام بقصف مدن القناة الثلاث بالمدفعية. وكانت قواتنا قد استكملت بناء الخطوط الدفاعية ورفع الكفاءة القتالية والروح المعنوية للمقاتلين في الجبهة وكان الهدف من هذه المرحلة. حرمان العدو من العمل بحرية وأمان. أو استكمال التجهيزات الهندسية علي الضفة الشرقية للقناة. وتكبده أكبر خسائر ممكنة في الأسلحة والمعدات وكانت ابرز معالم تلك المرحلة التراشق بنيران المدفعية والهاونات وأسلحة الضرب المباشر بين الطرفين.
مرحلة الاستنزاف
* قلت لي قبل ذلك إن المرحلة الثالثة هي مرحلة الاستنزاف فما هي أهم الخصائص وأبرز الأعمال القتالية في هذه المرحلة؟
** لقد بدأت مرحلة الاستنزاف من مارس 1969 حتي 8 اغسطس 1970 ولمدة خمسة عشر شهرا حيث توقف القتال نتيجة لقبول مبادرة روجرز التي تشتمل علي وقف اطلاق النار بين الجانبين. ولقد شهدت الكثير من أعمال القتال التي أجبرت اسرائيل علي قبول وقف اطلاق النيران نتيجة للخسائر الشديدة التي أصابتها وقناعتها بأن الكفاءة القتالية للجيش المصري أصبحت علي درجة عالية وأنه رافض للهزيمة أو الاستسلام مهما كلفه ذلك من تضحيات.
ومن أبرز ما جري في هذه الفترة: استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض في 9 مارس 1969. والقيام بأعمال الإغارة والكمائن علي الضفة الشرقية للقناة. وقيام العدو بقصف مدرسة بحر البقر ومصنع أبوزعبل ومحطات الكهرباء بنجع حمادي في العمق المصري. وقيام قوات الضفادع البشرية المصرية بتدمير القطع البحرية المتمركزة في ميناء إيلات.. وإسقاط عدد كبير من طائرات الفانتوم الاسرائيلية بواسطة قواتنا الجوية الباسلة.. خلال الاشتباكات والمعارك الجوية لحماية سمائنا من استطلاع وإغارات طائرات العدو.. والعديد والعديد من الأعمال البطولية الخارقة لقواتنا في تلك المرحلة.
عمليات الإغارة
* بدء عمليات الاغارة شرق القناة
ولاحداث الخسائر المستمرة في افراد ومعدات العدو. ولرفع الروح المعنوية الهجومية بين أفراد قواتنا. وتدريبهم علي الاحتكاك بالعدو واستمرار التأثير عليه. والا تدعه يهدأ وينعم بالاستقرار خلال وجوده علي الضفة الشرقية بالقناة فقد قامت قواتنا بعمل الكمائن علي الطرق والمدقات لحرمانه من حرية الحركة. والقيام بعمليات الاغارة علي نقطة الملاحظة ونقطه الحصينة بدأت بمستوي مجموعة من الأفراد. وتدرجت الي مستوي الفصيلة ثم السرية ثم الكتيبة في وضح النهار واستمرت الأنشطة القتالية في تصاعد ليلا ونهارا. فتزايدت خسائر العدو في الافراد والمعدات. وتميزت تلك الفترة بالاستنزاف المستمر. وارتفعت معنويات المصريين والعرب لنجاح تلك الاعمال البطولية لقواتنا.. ولقد جن جنون العدو من نجاح تلك الاعمال. فقام بمهاجمة قواتنا المنعزلة كالجزيرة الخضراء وخليج السويس. وجزيرة شدوان. فكبدته قواتنا خسائر جسيمة واظهرت بطولات فائقة جعلته لا يحاول تكرار تلك المحاولات مرة ثانية وكان العدو يقوم بتنفيذ تلك الاعمال تحت ستر وغطاء قواته الجوية "الذراع الطولي" من طائرات الفانتوم الفائقة والتي قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإمداده بها بأعداد كبيرة. ولكن في 9 ديسمبر 1969 كانت بداية تحطيم تلك الاسطورة فقد اسقطت طائرات الميج 21 إحدي طائرات الفانتوم في معركة جوية بواسطة أحد طياري مصر الأبطال.. وتوالي سقوطها في المعارك بعد ذلك مؤكدين ارتفاع المستوي العلمي والتكنولوجي والفني والروح المعنوية والاصرار والعزيمة علي القتال لاسترجاع الأرض.
* قلت لي قبل ذلك أنك كنت في الجبهة في ذلك الوقت .. فما الذي تذكره عن تلك المعارك؟!
** نعم أذكر اشتباك قوات سريتي المشاه مع الطائرة الفانتوم التي قصفت مدرسة بحر البقر بطريقة "السد الناري" وإجبارها علي الفرار. حيث كان موقع السرية علي النطاق الدفاعي الثاني. الذي يبعد حوالي 20 كيلو مترا غرب القناة ويتقاطع مع وادي اسمه "وادي العشرة" ويبدأ هذا الوادي من غرب البحيرات المرة وينتهي عند غرود الخانكة في مدخل القاهرة من الاتجاه الشمالي الشرقي. واستغله الطيار الاسرائيلي في الاقتراب علي ارتفاع منخفض حتي لايظهر علي شاشات الرادار وتكتشفه وسائل وعناصر الانذار. ونتيجة لذلك فقد أمرت جنودي بالانتشار واحتلال الحفر البرميلية لتحقيق الوقاية لتقليل الخسائر. حيث توقعت عودة الطائرة لقصف قواتنا وخاصة موقع كتيبة الصواريخ المضادة للطائرات والذي كان يتم بناؤه وإعداده وعلي مسافة حوالي 500 متر من موقع سريتي. والذي كانت تتوالي عليه الغارات يوميا لتدمير ماكان يتم بناؤه في اليوم السابق. والذي استكمل وتم احتلاله عنوة وتحت تأثير قصفات وقنابل الطائرات الاسرائيلية.
ولقد صح ماتوقعت فبعد حوالي عشر دقائق فوجئنا بعودة نفس الطائرة الفانتوم وعلي نفس الارتفاع حوالي 10 أمتار في طريق عودتها في اتجاه القناة. ونتيجة للتدريب العالي فقد فتح افراد السرية نيران بنادقهم الالية التسليح الشخصي الفردي بأقصي معدل من النيران ليصدر مخروطا من نيران الاسلحة الصغيرة علي الطائرة. مما أجبر الطيار علي الارتفاع وزيادة سرعته والقيام بأعمال المناورة الأفقية والرأسية. ويفر هاربا في اتجاه الشرق. وليظهر علي شاشات الرادار وليتعامل معه نوع آخر من الصواريخ التي يدخل في مداها وهذه احدي طرق التكامل مع الطائرات المغيرة علي ارتفاع منخفض تسمي طريقة "السد الناري" والتي يتم التدريب عليها والتعود علي استخدامها بواسطة قوات المشاه حيث اكتسب الجنود شجاعة مواجهة الطائرة بالبندقية نتيجة الاشتباك اليومي مع طائرات البدو. والخبرات المكتسبة من التعامل منه خلال حرب الاستنزاف.
القوات البحرية والجوية
* وماذا عن أعمال القوات البحرية والقوات الجوية؟
** في هذه المرحلة قامت القوات البحرية بأعمال جديدة أذكر منها: قصف بالوظة ورمانة علي ساحل البحر المتوسط وتحقيق خسائر كبيرة لمواقع العدو بهما كما شنت الضفادع البحرية هجوما علي ميناء إيلات الاسرائيلي في 16 نوفمبر 1969 واغرقت له ثلاث قطع بحرية داخل الميناء. ثم هاجمته مرة أخري في 6 فبراير 1970 وأغرقت له أيضا قطعتين بحريتين مكدستين بالمعدات والذخائر مما ضاعف من حجم الخسائر لدي العدو نتيجة للعملية.
أما عن القوات الجوية فكانت تفاجئ العدو بين الحين والاخر بضربات موجعة وتتصدي لطائراته الجديدة من طراز فانتوم وتم اسقاط 24 طائرة في شهر يوليو 1970 مما كان له أكبر الاثر في قبوله لمبادرة روجرز بايقاف اطلاق النيران يوم 8 اغسطس 1970. حيث بدأ التخطيط والتجهيز والاعداد لمعركة العزة والكرامة في أكتوبر المجيد.
أجهزة الدولة
* كيف تم إعداد باقي أجهزة الدولة للحرب؟
** بعد حدوث النكسة مباشرة. ارتفع شعار لاصوت يعلو فوق صوت المعركة. واتجهت جهود جميع الوزارات ومؤسسات الدولة لتحقيق هذا الشعار وظهر التعاون والتنسيق بين كل تلك الجهات في أسمي صورة ومعانيه. وظهر التفاف الشعب بكل طوائفه والوانه حول قيادته السياسية وقواته المسلحة. وقامت كل بالاعداد للمعركة القادمة.
فض إعداد الاقتصاد القومي .. فقد تم تحويل النظام الاقتصادي من اقتصاد السلم الي اقتصاد الحرب. وتحويل جزء من الصناعات المدنية الي الصناعات الحربية. فيما أطلق عليه بالتعبئة الصناعية.
كما تم اعداد وسائل النقل البرية والبحرية والجوية والنهرية. واعداد الطرق لخدمة العمليات عند بدئها. ودراسة الخطط البديلة لاستمرار توفر البترول أثناء العمليات. وتم توفير احتياجات الشعب والقوات المسلحة من الانتاج الزراعي. اضافة الي تنسيق الجهود مع الدول العربية لتحقيق التكامل الاقتصادي الزراعي للوفاء بمطالب الشعب والقوات المسلحة.
وعن إعداد أجهزة الدولة للدفاع فقد تم تحديد الواجبات والمسئوليات لجميع الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية في القطاعين العام والخاص. وإعداد الخطط اللازمة لمواجهة كافة الاحتمالات أثناء الحرب. والتنسيق مع الجهات الأخري. وإجراء التجارب العملية عليها مرات عديدة حتي لاتفاجأ بموقف لم يتم الاعداد له من قبل.. والقيادية والهيكلية وأراضي الهبوط للطائرات في مناطق مختلفة في جميع أنحاء الدولة. كما تم رفع كفاءة المواني الرئيسية وانشاء مواني ومراس جديدة للسفن علي شاطئ البحرين المتوسط والأحمر وأنشأت شبكة من الطرق والمدقات الطولية والعرضية بلغت 2000 كم في جبهة القناة وحدها ولتسهيل عملية الفتح التعبدي والاستراتيجي للهجوم وإضافة الي تجهيز وإعداد المناطق الابتدائية للهجوم
* كيف تم الاعداد السياسي لحرب أكتوبر علي ضوء التعنت الاسرائيلي وعدم قبول تنفيذ القرار 242 الذي يقضي بانسحابها من كافة الأراضي المحتلة؟
** أود أن أوضح في البداية. أن استخدام القوات المسلحة هو أحد أدوات السياسة التي يمكن استخدامها لتحقيق الأهداف القومية للدولة حين تفشل كافة الوسائل الأخري في تحقيقها.. وهذا ما انطبق علي هذه الحالة.. فلقد امتنعت اسرائيل عن تنفيذ القرار 242 الصادر في 22 نوفمبر 1967 والذي ينص علي انسحاب اسرائيل من الاراضي العربية المحتلة وبذلت جهودا سياسية مضنية سواء من جانب مصر او الدول والمنظمات العالمية لاقناع اسرائيل بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة والعودة الي خطوط ماقبل 5 يونيو 1967 وباءت كلها بالفشل.. حيث تم تعيين السفير جوتاريانج كممثل للسكرتير العام للأمم المتحدة لتنفيذ القرار .. وباءت بالفشل.. وتمت إجراء مباحثات بين الدول الأربع الكبري الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفيتي .. أطلق عليها "المباحثات الرباعية" وذلك في 3 ابريل 1969 لاقناع اسرائيل بالانسحاب وباءت بالفشل وفي نفس الشهر قامت مباحثات ثنائية بين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي لنفس الغرض.. وباءت بالفشل.. وفي اجتماع للقمة بين الرئيس الامريكي نيكسون والرئيس السوفيتي في موسكو عام 1970 من اجل تحسين العلاقات بينهما أعلنوا في القرار الختامي فرض حالة الاسترخاء العسكري في منطقة الشرق الاوسط. وبدء سياسة الوفاق بينهما ومعني ذلك انتقال قضية احتلال اسرائيل للاراضي العربية الي اسبقيات متأخرة في أجندة العمل الدولي للقوي العظمي في المنطقة وتقدم السادات في 5 فبراير 1971 بتقديم مبادرة تقضي بانسحاب جزئي للقوات المسلحة من الاراضي المحتلة وفتح قناة السويس للملاحة. ثم استكمال المفاوضات لتحرير الأرض.. وفشلت. وتقدمت مصر بطلب لعقد دورة طارئة لمجلس الامن في يونيو 1973 لاستصدار قرار يدعو اسرائيل للانسحاب .. وتحطم علي صخرة الفيتو الامريكي.. ولقد قال كيسنجر للرئيس أنورالسادات! سيادة الرئيس .. لقد تم كل مايمكن عمله علي طريق السلام.. ولم يعد هناك ما يمكن طلبه منكم من اجل السلام.
وهنا تأكد السادات ان كل الجهود السلمية والوسائل الدبلوماسية.. قد باءت بالفشل. وانه لابديل عن تحرير الأرض بالقوة المسلحة.
مبادرة روجرز 8 أغسطس 1970
* لقد كانت مبادرة روجرز سببا في توقف اعمال القتال بين الجانبين المصري والاسرائيلي. ولقد قبلها كل من الطرفين فما هي الاسباب الداعية لذلك وماذا كان تأثير ذلك علي الشارع العربي والمصري؟
** نتيجة لحرب الاستنزاف وتصاعد اعمال القتال واشتعاله علي الضفة الشرقية للقناة من اعمال اعادة وكمائن ليلا ونهارا وقصف نيران المدفعية والطيران علي طول الجبهة مع العدو اضافة الي تنامي وتزايد سقوط اعداد الطائرات الفانتوم الاسرائيلية في الاشتباكات الجوية مع طائراتنا او بوسائل الدفاع الجوي المصرية الي الحد الذي أسقط له 24 طائرة في شهر يوليو 1970 مما جعل جولدامائير تصرح: "أن خسائر إسرائيل قد زادت بشكل ملحوظ. وأن كتائب الصواريخ المصرية كعش الغراب كلما دمرنا احداها نبتت اخري بدلا منها" وقال أبا إيبان وزير خارجية اسرائيل لقد بدأ الطيران الإسرائيلي يتآكل. وانخفضت الروح المعنوية للاسرائيليين نتيجة لهذه الخسائر المتتالية المتزايدة والتي لاتنقطع.. فكان قبولهم لمبادرة روجرز فخرجوا في مظاهرات في الشوارع يبتهجون ويرقصون فقد انتهت حرب الاستنزاف التي ارهقتهم ماديا وكبدتهم خسائر كثيرة في الأرواح.
أما علي الجانب الاخر فلقد شارقت القوات المسلحة علي اكتمال بناء شبكة لصواريخ الدفاع الجوي علي جبهة القناة والتي تم استكمالها بدماء الشهداء الابرار من المهندسين العسكريين وابطال الدفاع المدني والعاملين من الشركات المدنية ولذلك فقد كانت القوات المسلحة تحتاج الي فترة لالتقاط الانفاس والانتهاء من بناء مواقع الصواريخ ودفعها الي الجبهة لتكون حائطا أطلق عليه بعد ذلك حائط الصواريخ وكانت قناعة الرئيس جمال عبدالناصر أيضا في قبول المبادرة بأن يحرج اسرائيل امام الرأي العام العالمي وأمام أمريكا ايضا صاحبة المبادرة. وذكر أيضا أنه لايعتقد ان المبادرة لن يكون نصيبها من النجاح لاكثر من نصف في المائة.
عمل ماهر
* قامت المخابرات العامة والحربية بأعمال "مجيدة" خلال حرب الاستنزاف كان من ابرزها تدمير الحفار الاسرائيلي خارج المياه الاقليمية للبلدين فهل يمكن القاء الضوء علي تلك العملية؟!
** نعم .. فبعد احتلال إسرائيل لسيناء 1967 بدأت في نهب ثرواتها الطبيعية وأهمها البترول. ومن أجل ذلك قامت بشراء حفار بحري من كندا لاستخدامه في البحث والتنقيب عن البترول في مياه خليج السويس. لاظهار مصر امام العالم بمظهر العاجز عن حماية أرضه وموارده الطبيعية. ووصلت المعلومات الي المخابرات الحربية بأن الحفار اسمه "كيتنج 1" وأنه يعبر المحيط الاطلنطي في طريقه الي الساحل الغربي لافريقيا ليتوقف في أحد موانيها للتزود بالوقود. ثم اتخاذ طريقه الي الجنوب ليدور حول القارة الافريقية ثم الي البحر الاحمر الي خليج السويس. واتخذ الرئيس جمال عبدالناصر قرارا بتدمير الحفار قبل وصوله الي خليج السويس فنشطت الأجهزة المختصة في أروع وأعظم العمليات التي تمت من خلال سيمفونية رائعة وتنسيق كامل بين كل من المخابرات العامة والمخابرات الحربية والقوات البحرية ووزارة الخارجية. في عملية متكاملة أدي كل شخص دوره علي أكمل وجه.
فلقد تجمعت المعلومات علي ان الحفار وصل فعلا الي ميناء داكار بالسنغال وانه سيمكث حوالي ثلاثة اسابيع لاجراء بعض الاصلاحات. وتجمع الافراد في داكار لتنفيذ المهمة وحددوا اليوم الذي سيتم فيه تدمير الحفار ولكنهم فوجئوا بخروج الحفار من ميناء داكار مقطورا بواسطة قاطرة هولندية الي جهة غير معلومة في الليلة السابقة لتنفيذ العملية وتقرر عودة الأفراد الي القاهرة.. وبعد عشرة أيام أفادت المعلومات بأن الحفار لجأ الي ميناء أبيدجان في ساحل العاج.. وفي اليوم التالي كان الافراد بمعداتهم والغامهم في أبيدجان ونفذوا العملية بتدمير الحفار في مساء 7 مارس 1970 ضاربين أروع الامثلة للتضحية والفداء والمجد.
ولقد كان من المتوقع ان تثير هذه العمليات أزمات سياسية مع عديد من الدول فالحفار قامت ببنائه شركة انجليزية. وتملكه شركة أمريكية. وتستأجره إسرائيل. وتقوم بسحبه قاطرة هولندية. وسيتم تدميره في دولة أفريقية.
لقد كانت حرب الاستنزاف التي استمرت 14 شهرا عملا ماهرا مزج بين الدبلوماسية والاعمال القتالية الهادفة مع مراعاة العوامل الاجتماعية لمختلف طوائف الشعب المصري. حيث تم مواجهة التصعيد الاسرائيلي علي الصعيدين السياسي والعسكري واستطاعت مصر استغلال أحداث حرب الاستنزاف ونتائجها إقليميا ودوليا لتأييد مطالبها في تحرير الأرض المحتلة. ومشروعية استعادتها حتي بالحرب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.