توجد أقدم نسخة من القرآن الكريم بالمشهد الحسيني بالقاهرة، والمسماة بمصحف عثمان، ويقترب عمرها من 1400 عام، وهو أحد المصاحف الستة التي نسخت بأمر عثمان بن عفان رضي الله عنه لحفظ القرآن من الضياع، وهناك قول يرجح أنها النسخة التي قتل عليها عثمان وأريق دمه عليها، وأن آثار الدماء موجودة علي رقاقها حتي الآن. وحفظ هذا المصحف في خزانة كتب المدرسة الفاضلية التي بناها السلطان الفاضل عبد الرحيم العسقلاني في العصر الأيوبي، قبل أن ينقله الملك الأشرف قنصوة الغوري إلي القبة التي أنشأها تجاه مدرسته، وفي عام 1305ه نقل المصحف إلي المشهد الحسيني الموجود به حتي الآن. ومصحف عثمان الموجود بالقاهرة هو النسخة الأقدم للقرآن علي الإطلاق، ولم يتم العثور علي أي نسخة أقدم منها، كما أنه لم يتم التأكد من صحة الرأي القائل بأن نصوص مصحف الجامع الكبير بصنعاء ترجع لعصر أبو بكر. حيث تم العثور سنة 1972 وأثناء أعمال ترميم الجامع الكبير بصنعاء، علي نسخة قديمة من القرآن الكريم بسقف المسجد، والتي سميت بعد ذلك بنصوص الجامع الكبير، وهي في الأصل مجموعة رقاق لعدة مصاحف بها 15 ألف صفحة، وتبين من فحصها أنها ترجع إلي القرنين السابع والثامن الميلاديين مما يجعلهما من أقدم النسخ القرآنية المكتشفة حتي الآن، وكان أحد الباحثين الروس قد أعلن مؤخرا أنه أجري أبحاثا علي مجموعة مخطوطات للقرآن الكريم بروسيا أوصلته إلي أن أقدم نسخة من القرآن هي الموجودة في روسيا باسم (قرآن عثمان) وأنها أول نسخة للقرآن وهي التي قتل وأريق دمه عليها. وأن التحاليل أثبتت أنها تعود للقرنين الثامن والتاسع الميلاديين، إلا أن علماء التاريخ الإسلامي لم يعتمدوا هذا القول، في انتظار دليل أقوي. في حين تتساوي مخطوطة سمرقند مع مصحف عثمان في القدم، حيث إنها أيضا إحدي النسخ الست التي كتبت في عهد عثمان عام 615 ميلادي، وقد انتقلت هذه النسخة من الكوفة إلي سمرقند عقب تدمير تيمورلنك للعراق، وبقيت هناك طوال أربعة قرون حتي عام 1868، وعندما غزا الروس طشقند استولوا علي المخطوطة وجلبوها إلي المكتبة الإمبراطورية في سانت بطرسبرج، وبعد الثورة الشيوعية، أهدي فلاديمير لينين القرآن إلي شعب أوفا في باشكردستان، وبعد التماسات متكررة من شعب جمهورية تركستان السوفيتية الاشتراكية «حينذاك»، أعيد المصحف إلي طشقند بآسيا الوسطي، حيث بقي هنالك إلي اليوم، إلا أنه فقد جزءاً كبيراً من صفحاته ولم يتبق منه إلا الثلث، وتوجد أقدم نسخة للقرآن بالفارسية بمدينة «مشهد» الإيرانية، وترجع للقرن العاشر الميلادي.