لم يفاجئني الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في حواره مع الأستاذ مكرم محمد أحمد في أهرام السبت..فقد كنا بحاجة للإنصات إلي رأي مستنير يخرج علي لسان من كان في قامة الإمام الأكبر..كثيرة هي العبارات المستنيرة والدالة التي وردت في إجابات الشيخ الجليل..تستحق التوقف أمامها ومنها: - المسلم إما أن يكون وسطيا أو لا يكون مسلما فالإسلام لا يستطيع أن يتزحزح عن الوسطية لا إلي اليمين ولا إلي اليسار. لايصلح السيف رمزا للإسلام، لأنه رحمة وعدل، والمسلم لا يحمل سيفه عدوانا علي الآخرين وإنما للدفاع عن الأرض..ولو أنك استعرضت آيات القرآن فلن تجد ذكرا للسيف علي الإطلاق..وآية السيف نزلت في أمر الخارجين علي الدين الذين قاتلوا المسلمين وأخرجوهم من ديارهم.. بينما ذكر سفر يوشع في التوراة السيف 31 مرة ورغم ذلك يتحدثون عن الإسلام باعتباره دين عنف! - علينا أن نتلمس الأسباب الصحيحة التي أدت قبل 50 عاما إلي أن ينزوي الأزهر في ركن معزول علي حين سيطرت علي الساحة المذاهب والتيارات المتشددة، ولدي اقتناع كامل تسانده الوثائق بأن النظام الحاكم في مصر أراد في هذه الفترة إضعاف دور الأزهر بعد أن اختار الاشتراكية مذهبا للحكم ليظل الأزهر مجرد مسجد ينحصر دوره في دروس الدين وساد فقه البادية وسعت الوهابية إلي أن تملأ جزءا من هذا الفراغ، لأن للمعسكر الاشتراكي موقفه الواضح المعادي للدين بدعوي أنه أفيون الشعوب ومن الضروري العمل علي تقليل دوره. - ما من مؤسسة دينية في العالم يمكن أن تكون خارج إطار دولتها أو يطلب منها العمل ضد نظام الدولة بما في ذلك الفاتيكان. - قناة أزهري تستخدم اسم الأزهر في غفلة منه وقد اعترضنا علي ذلك لكن الإمام الراحل د. سيد طنطاوي قال: دعوها تحمل هذا الاسم لكنها لا تمثل الأزهر والمسئول عنها ليس عالما أزهريا..والقناة قائمة بأموال غير مصرية وهناك شكوي حول مصالح خارجية لا تدعو إلي الاطمئنان..ومن هنا رفض مجمع البحوث الإسلامية أن تمثل هذه القناة الأزهر.. والمسألة ليست علما أو دينا وليست لوجه الله وإنما هي تجارة في تجارة. - لا أستطيع أن أستقبل الحاخامات ولا أستطيع مصافحة بيريز ليس لأنه يهودي لكن لأنه أحد الذين خططوا لعدوان إسرائيل علي الفلسطينيين والاستيلاء علي القدس، ولو أنني صافحت بيريز فسوف أحقق له مكسبا لأن المعني أن الأزهر صافح إسرائيل وسوف يكون ذلك خصما من رصيدي ورصيد الأزهر. - بين المسيحية والإسلام منذ الأزل..مد وجذر..وفي القرآن أن النصاري أقرب إلي المسلمين لأن بينهم قسيسين ورهبانا ومريم هي أفضل نساء العالمين. وأوافق البابا شنودة علي أن شريعة الإسلام تركت للأقباط أن ينظموا أمور زواجهم طبقا لعقائدهم وعاداتهم. - عندما يحافظ المسلم علي علاقات طيبة مع جاره القبطي فهو يؤدي تكليفا سوف يثاب عليه يوم القيامة.. ودور الأزهر أن يستخرج من كتب التراث والتاريخ الإسلامي وأحكام الدين مايحض علي علاقات طيبة مع الأقباط وهذا ما ينبغي أن تفعله الكنيسة القبطية بالنسبة لتراثها الثقافي مع الإسلام. - الحرب بين السنة والشيعة فتنة كبري وحرام حرام.