عن حزب الوفد و هرولة نجوم المجتمع لتوقيع استمارات العضوية به قرأت في الفترة السابقة آراء محترمة و رصينة للزملاء محمد علي خير بالدستور و وائل قنديل بالشروق و غيرهما. خلاصة ما قيل أن حزب الوفد قد لمع إعلامياً في الفترة الماضية و أخذ يجتذب كل يوم أعضاءً جدد من النجوم و المشاهير و ذلك دون أن نري للوفد فاعلية في القضايا السياسية المطروحة و دون أن نشعر بوجود ملموس له في حياتنا. أؤيد تماماً هذا الطرح و أزيد عليه بأنني أتفهم حالة التوهج و اللمعان التي عليها وفد اليوم بعد أن أجري أول انتخابات حزبية غير مزورة فاز بها الدكتور السيد البدوي الأمر الذي جعل شاعراً عظيماً هو أحمد فؤاد نجم يسارع بتسجيل العضوية، و هي رسالة تحية من نجم أكثر منها أي شيء آخر!. ثم توالي بعد ذلك انضمام المشاهير الذين ذهبوا للتوقيع و معهم الكاميرات فرأينا رئيس الوفد يتسلم توقيع المذيعة نجوي ابراهيم فلم نفهم هل وقعت للوفد أم لقناة الحياة؟. و بعدها رأينا الدكتورة سعاد صالح توقع استمارة عضوية للوفد بعد أن وقعت من قبل مع قناة الحياة..و في الحقيقة فإن الناس بدأت تتساءل عن عضوية الوفد و ما إذا كانت تمنح وظيفة في القنوات المملوكة للسيد البدوي أم أن إيمان هؤلاء الناس بالوفد راسخ و قديم لكنها المصادفة فقط!. علي أي الأحوال فإن الأداء السياسي لحزب الوفد و رئيسه هو الذي سيثبت للناس الحجم الحقيقي للوفد في المرحلة القادمة، و هذا الأداء و اقتراب الوفد من قضايا الوطن هو الذي سينفي عملياً الشائعات التي تتردد عن نية الحكومة توريث الوفد أغلب المقاعد التي كانت للإخوان في مجلس الشعب القادم!. و المعروف أن الحكومة لا تجد مشكلة في حصول المعارضين علي مقاعد في حدود المائة من مقاعد المجلس و هي النسبة المأمونة التي لا تعوق الحكومة عن تمرير كل ما هو معادي لشعب مصر دون مضايقة. و هذه المقاعد المائة تسيل لعاب الأحزاب المعارضة فيطمع كل منها في الحصول علي نصيب منها. و لما كانت كل الأحزاب المعارضة بما فيها الوفد و الناصري و التجمع لا تستطيع الحصول علي عشرة مقاعد حتي في انتخابات نزيهة خالية من التزوير لأسباب يطول شرحها فإن هذا قد جعل احتياجها إلي التزوير لا يقل عن احتياج الحزب الوطني!. و لما كان الإخوان في الانتخابات السابقة قد انتزعوا عنوة و بفضل الإشراف القضائي ثمانية و ثمانين مقعداً فإن هذا رغم أنه لم يضايق الحكومة تشريعياً إلا أنه حرمها من توزيع المنح و العطايا علي الأنصار من الأحزاب المعارضة!. و ما إصرار الحكومة علي عدم حصول الإخوان علي أي مقعد في الإنتخابات القادمة إلا لهذا السبب و ليس بسبب شراسة الإخوان في المعارضة! ذلك أن الحكومة و مجلسها الذي ينتقل لجدول العمال بعد أي مناقشات لا يهمه أسماء المعارضين و لا انتماءاتهم..كل ما يهمه هو عدد الرؤوس علي الكراسي!. لهذا فإن الناس تردد أنه كسراً للملل فإن الحكومة قد قررت هذه المرة توزيع مقاعد الإخوان علي الأحزاب الطيبة و من بينها حزب الوفد، و يرددون أيضاً أن تصريح الدكتور السيد البدوي بأن الوفد سيحصل علي عشرين مقعداً في الانتخابات القادمة هو دليل علي صحة هذه الشائعات، فكيف علم بعدد مقاعده في انتخابات ستزوّر بالتأكيد؟هل جلس مع المزورين و عرف حدود التزوير و مداه؟ ثم ما قيمة عشرين مقعداً في مجلس تسيطر عليه الحكومة؟. في الحقيقة ليست هناك قيمة فعلية و لا أثراً يعود علي الناس..هي فقط وجاهة سياسية سيحظي بها الوفد و رئيسه. المحك الأساسي الذي سيبين للناس أن الوفد ليس حزباً تليفزيونياً يوقع فيه النجوم استمارات العضوية أمام الكاميرات و أنه حزب الأمة بحق هو اتخاذه الموقف المحترم الوحيد من انتخابات المجلس المزورة القادمة..و هذا الموقف هو المقاطعة. أما القبول بمنحة الحزب الوطني من مقاعد فهو أشبه بقبول صدقة من مجرم.. و هو ما نجّل حزب الوفد العريق و رئيسه المحترم عن قبوله.