تحرص إدارات الأندية علي نشر خبر انضمام اللاعبين الجدد إليها مصحوبة بصورة كبيرة لهم أثناء توقيع عقودهم الجديدة..كان ظني أن تلك الظاهرة خاصة بنجوم كرة القدم فقط بسبب رغبة الجميع في الشهرة، اللاعب ورئيس النادي والحضور، لكن تطور الحال وانتقلت الظاهرة إلي الفضائيات التي باتت تحرص علي تصوير احتفالية توقيع النجوم لعقودهم لبطولة مسلسل جديد..لم نندهش في الحالتين السابقتين، فإذا لم تذهب الشهرة والنجومية لأهل الفن والرياضة فإلي من تذهب؟. المدهش -بالنسبة لي علي الأقل- كان في انتقال حفلات التوقيع من الفن والرياضة إلي الأحزاب..عندما دخل حزب الوفد في عهد رئيسه الجديد الدكتور سيد البدوي اللعبة وأصبح من المعتاد أن تقرأ يوميا في صحيفة الحزب خبرا شبه ثابت عن انضمام نجوم الرياضة والفن والإعلام والسياسة للحزب مع نشر صورة أثناء توقيع عقود (استمارات) عضويتهم الجديدة لوفد سيد البدوي، ثم تقرأ تصريحا للعضو الجديد يتغزل فيه بديمقراطية الوفد وليبراليته. سبحان الله..وماذا تغير بقوة في الوفد الآن مقارنة بما مضي؟! إنه فقط شخص رئيس الحزب، وتقديري أن دكتور سيد البدوي لم يفعل جديدا حتي الآن، مجرد استقبالات هنا وزيارات هناك ثم حفلات التوقيع اليومية..لا جديد تغير في شارع بولس حنا بالدقي حتي يجعل عشرات النجوم يهرولون لتوقيع استمارة العضوية كأنهم اكتشفوا حزبا جديدا. عندي انطباع وصورة عن الوفد في عهد رئيسه الجديد-أرجو أن يتفهمه د.سيد البدوي-أنه تحول إلي فضائية تليفزيونية تستقطب النجوم وتتعاقد معهم حتي تسيطر علي السوق.. وسؤالي لرئيس الحزب:لماذا تعاملت مع الحزب العريق مثلما تتعامل مع تليفزيون وقنوات الحياة الفضائية التي تملكها؟.. سياسة أشبه بالعرض الحصري للأعمال الفنية التي تعرضها فضائية الحياة. الملاحظة الثابتة أن غالبية المنضمين للحزب لم نسمع عن اهتمام سابق لهم بالشأن العام، فلم يشاركوا في حدث عام أو حتي اقتراف ممارسة السياسة قولا، فما الجديد الذي وجدوه في الوفد الحالي ولم يكن في السابق؟!. لست ضد حالة الحراك التي ينشرها البدوي داخل الوفد لكن نتحفظ علي الطابع الاستعراضي والشكلي أكثر من الجوهر في الأداء العام للحزب صاحب الرئاسة الجديدة للوفد..لماذا لم نقرأ عن انضمام قامات سياسية عتيدة أو شخصيات ذات جماهيرية للوفد؟.. الوفد لم يكن في انتظار زيد أو عبيد، بل مشاركة أكثر فعالية في العمل السياسي الجماهيري. أين الحزب من قضية تعديل الدستور، خاصة مادتي 76و77؟.. ثم أين هو من قضية التعذيب التي جرت بالإسكندرية..وأين الحزب من مشاركة الجماهير في اعتصاماتها وتظاهراتها..وأين حكومة الظل التي أعلن البدوي عن تشكيلها..وأين أسماء تلك الحكومة..وما رؤية الوفد في انتخابات مجلس الشعب القادمة..من هم مرشحوه وكم عدد الدوائر التي سيخوض فيها الانتخابات..ثم أين الحزب من الانتخابات الرئاسية القادمة..باختصار..أين الوفد من حياتنا السياسية؟ نرجو أن يتوقف الوفد عن نشر صور حفلات التوقيع الاستعراضية حتي لا نشعر بأننا في تليفزيون الحياة وليس في حزب عريق مثل الوفد..ليس بانضمام الدعاة ولاعبي الكرة سينصلح حال الوفد بل بتوضيح موقف الحزب من القضايا التي تشغل الجماهير..قد يكون التسويق والدعاية فنا تليفزيونيا مبهرا لكن في العمل الحزبي هناك أشياء أهم. أين الوفد يا دكتور سيد مما يجري في مصر؟!.. في انتظارك وانتظاره.