في الندوة التي عقدت بمؤسسة الأهرام كشف د. السيد البدوي رئيس حزب الوفد للمرة الأولي عن أسرار زيارة السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبي لدي القاهرة للحزب. وقال البدوي إنه رفض طلب مسئولي المراسم في السفارة استقبالها علي باب الحزب مثلما جرت العادة في السابق مع زيارات سفراء الولاياتالمتحدة للحزب, وأنه أصر علي انتظارها في قاعة الإجتماعات حرصا علي تأكيد الندية, وأضاف أنه أبلغ سكوبي بأن المصريين عرفوا التجربة البرلمانية في عام1886 وليسوا في حاجة لمن يعلمهم الديموقراطية, وأكد البدوي رفض الحزب التنسيق أو التحالف مع جماعة الإخوان المحظورة وأنه قال لمرشد الجماعة أن مقاعد الجماعة ال88 في مجلس الشعب هي بالأساس مقاعد حزب الوفد التي ضاعت منه بسبب التقاعس والصراعات الداخلية, مشددا علي رفضه لأي صفقات مع الحزب الوطني لأنها تمثل انتحارا سياسيا. واتهم أحزاب المعارضة بالاستسلام والجلوس في الغرف المغلقة وتعليق فشلها علي قانوني الطوارئ والأحزاب.. وإلي نص الندوة: ............................................................................................ في البداية وصف الأستاذ أسامة سرايا رئيس تحرير' الأهرام' مبادرة البدوي بزيارة مقر الجريدة بأنها تكسر حاجز الجليد بين الأحزاب والصحافة القومية. وبعد أن قدم الشكر ل' البدوي' علي هذه الزيارة قال سرايا إن كثيرين شككوا في قدرة الأحزاب علي تقديم كوادر وأفكار, لكن الروح الجديدة التي أظهرها حزب الوفد خلال انتخاباته الرئاسية, عكست مناخا إيجابيا, مما حفز الصحافة القومية وخاصة'الأهرام' علي متابعة أنشطة الحزب. وأضاف سرايا أن رئيس حزب الوفد هو نموذج للقيادات الجديدة التي تتجه للتعامل مع الحياة السياسية بانفتاح, لافتا إلي أن أي سياسي يسعي للتأثير عليه أن ينفتح مع كل المجتمعات. وأبدي سرايا تطلعه لحياة سياسية جيدة وإيجابية وليست حياة خربة, قبل أن يعطي الكلمة ل' البدوي' الذي عبر عن سعادته البالغة لوجوده في' الأهرام' التي وصفها بانها قلعة الصحافة المصرية ومنبرها, وأضاف' إن الأهرام ليست جريدة حكومية, بل هي جريدة قومية محترمة جدا وتحظي بمصداقية لدي الرأي العام, والمعارضين قبل المؤيدين', مشيدا بالتغطية' المحترمة والنزيهة' التي قامت بها الجريدة للإنتخابات الأخيرة. الأسباب الحقيقية لزيارة السفيرة الأمريكيةبالقاهرة مارجريت سكوبي لحزب الوفد؟ ماذا دار في اللقاء وهل هناك أسرار لم يعلن عنها؟ الزيارة جاءت بمبادرة من السفارة الأمريكية وتناول اللقاء وعود الرئيس الأمريكي باراك اوباما التي تضمنها خطابه في جامعة القاهرة, وموقف الوفد من انتخابات مجلس الشعب, والوحدة الوطنية. وقد أبلغت سكوبي أن الرئيس أوباما لم ينفذ حتي الآن شيئا من وعوده نحو إقامة دولة فلسطينية, وأن الوفد يرفض موقف واشنطن السلبي من الإعتداء الإسرائيلي علي قافلة الحرية, وأن العالم سيدفع في النهاية ثمن تطرف إسرائيل. وعندما سألتني عن موقف الحزب من انتخابات مجلس الشعب المقبلة, أجبتها بأن الشعب المصري بدأ التجربة الديموقراطية منذ عام1886 قبل أن تعرف الدولة المركزية التركية البرلمان, وأن مصر لديها دستور منذ عام1882, وأحزاب منذ عام1907, وأن المصريين لا يحتاجون من يعلمهم الديموقراطية. وعندما تطرق اللقاء إلي الوحدة الوطنية قلت لسكوبي إنه إذا كانت الأهرامات شاهدة علي حضارة الشعب المصري فإن الوحدة الوطنية هي دليل أصالة هذا الشعب, وأشرت إلي أنه في عام1922 أصدرت محكمة إنجليزية عسكرية حكما بالإعدام علي7 مصريين كان بينهم أربعة أقباط, وإلي مقولة القمص مرقص سرجيوس التاريخية' لو أن الإنجليز سيظلوا في مصر لحماية الأقباط, فليمت الأقباط ويحيا المصريون'. زيارة مرشد الجماعة المحظورة لحزب الوفد, ولقاؤك بشباب6 أبريل, فسرهما البعض علي أنهما محاولة من السيد البدوي للإستحواذ علي الشارع السياسي, ما ردك؟ نعم نحن نسعي للسيطرة علي القوي السياسية, ولكن القوي غير المتصارعة, وفي هذا السياق التقيت مرتين بوفد من شباب6 أبريل ودعوتهم للتدريب في معهد الدراسات السياسية بالحزب, ورحبت بانضمامهم للوفد, وأدعم الإتجاه نحو استثمار حماس الشباب واستقطابه من الشارع إلي العمل السياسي المحترف, لقطع الطريق علي محاولات أطراف غير وطنية لاستخدامهم كأدوات. أما عن زيارة مرشد الإخوان للحزب فجاءت في إطار تهنئتي برئاسة الحزب, واللقاء كان علنيا وغير سري, فالحوار بين حزب الوفد والجماعة مفتوح, لكن التنسيق أو التحالف في الإنتخابات مرفوض, وقد أبلغت المرشد خلال اللقاء أن الإسلام لا يعرف فكرة الدولة الدينية أو الحزب الديني, وأن السلطة في الإسلام نصا وعقلا هي مدنية. هل ستخوض انتخابات رئاسة الجمهورية, وما صحة ما تردد عن اتجاه الحزب لترشيح قبطي؟ رأيي أن الوفد لابد أن يخوض انتخابات الرئاسة, فالأحزاب ولدت لتخوض الإنتخابات, أما بخصوص ترشيح الحزب لقبطي لخوضها فهو أمر وارد طبعا, لأن الوحدة الوطنية هي أحد الثوابت الرئيسية للحزب, وسوف نفتح بعد انتخابات مجلس الشعب, باب الترشيح لانتخابات الرئاسة, وسنعطي كل مرشح مهلة شهر ليجوب المحافظات للترويج لبرنامجه ثم تجتمع الهيئة العليا للحزب لاختيار المرشح الأفضل, وبالنسبة لترشحي لهذه الإنتخابات فهو أمر لم أحسمه بعد بنسبة50%. كيف تقيم التجربة الحزبية في مصر, وإلي أي مدي تتحمل الأحزاب المسئولية عن فشل هذه التجربة, وما موقفك من دعم الدولة للأحزاب؟ الحقيقة لو أن هناك إرادة لدي الأحزاب لانطلقت بالفعل, لكنها تقصر عملها علي الغرف المغلقة, ثم تعلق فشلها علي شماعة قوانين الطوارئ والأحزاب ومباشرة الحقوق السياسية, فعليها أن تفرض نفسها أولا علي الساحة وتعرف كيف تتواصل مع الناس, ثم تعلن بعد ذلك علي الرأي العام أنه تم تعويقها, صحيح أن الدولة حاصرت الأحزاب وقاومتها في البداية وهي تدفع الثمن الآن, لكنها لم يعد في استطاعتها عمل ذلك. واشير في هذا الصدد إلي أن الحصار السياسي والإداري والقانوني في بداية انطلاق حزب الوفد علي يد فؤاد سراج الدين, كان أكثر شدة من الوقت الحالي, لكن مع ذلك كانت إرادة الوفديين أقوي واستطعنا أن نفرض أنفسنا وتحركنا في الشارع وعقدنا مؤتمرات, غير أننا مع الوقت استسلمنا, أنا شخصيا كنت أبرر هذا الإستسلام بأننا جزء من مناخ سياسي راكد. غير أن الأحزاب وحدها لم تكن مسئولة عن هذا الفشل, فقانون الأحزاب يعمل علي تعميق الصراع داخل الأحزاب, لأنه لا يتيح حرية إنشائها, الأمر الذي لا يسمح لأي مجموعة مختلفة داخل الحزب بالخروج وإنشاء حزب آخر يعبر عن مصالحها, مما يحول الخلافات إلي صراعات تؤدي إلي تدمير الحزب, لذلك أطالب بأن يتم تعديل قانون الأحزاب لينص علي أنه من حق الأشخاص إنشاء أحزاب علي أساس غير ديني أو طائفي أو جغرافي أوعرقي, علي أن يقوم بمجرد الإخطار, إضافة إلي أن القانون الحالي أعطي لجنة الأحزاب صلاحيات التجميد والحل. أما عن مسألة دعم الدولة للأحزاب, فأري أن أي دعم تقدمه الدولة لحزب ما سوف يسئ إليه, فليس من المفروض أن تدعم الدولة أحزاب المعارضة. هل الوفد يسعي لأن يكون حزب رجال الأعمال أو الصفوة, وما حقيقة محاولات ضم نجيب ساويرس؟ أولا: أنا أرحب بانضمام كل رجال الأعمال للوفد, لماذا لأن ودائع الحزب والتي بلغت الآن90 مليون جنيه باتت مقدسة ولا يمكن الاقتراب منها, لذلك فالحزب في حاجة إلي تبرعات للإنفاق علي نشاطاته, كما إن انضمام رجل أعمال لحزب معارض ليس تهمة بل فيه مخاطرة بمصالحه. ثانيا: لم ينضم من رجال الأعمال للوفد خلال الفترة التي أعقبت انتخابات الرئاسة, غير رامي لكح, فيما تحدثت مع نجيب ساويرس- الذي اعتبره شخصية وطنية اعتز بها- وأبلغني بأن لديه تحفظات علي الوفد لذلك فهو يراقب وينتظر. ثالثا: إن الوفد لم يكن ولن يكون حزب الصفوة بل هو في الأساس حزب أصحاب الجلاليب الزرقاء من عمال السكة الحديد الذين حركوا ثورة1919, والحزب الآن غني بالطبقة العريضة من المواطنين العاديين الذين يقبلون بشدة في الوقت الحالي علي عضوية الحزب بالمحافظات, لكن هذا لا يمنع أن نسعي لاستقطاب عناصر من الطبقة العليا التي يكتفي95 في المئة منها بالفرجة, ولا يدركون حقيقة ما يجري في مصر, أما عن انضمام بعض رموز فئات الشعب مثل الفنانين ولاعبي الكرة ونجوم المجتمع فهو أمر أرحب به لأن النجم' بيجذب', ومع ذلك لم ينضم للوفد مؤخرا من النجوم غير لاعب كرة واحد هو عبد الواحد السيد, والإعلامية نجوي إبراهيم, والشاعر أحمد فؤاد نجم الذي أثار انضمامه استغراب البعض لخلفيته الإيديولوجية, واستغل هذه المناسبة لأوضح أن الوفد علي مدي تاريخه لم يكن غير عباءة, ولم يكن علميا حزب لديه إيديولوجية محددة, لكن كان لدينا ثوابت أهمها الوحدة الوطنية والحرية السياسية, الوفد علي مدي هذا التاريخ يؤمن بالحرية الإقتصادية لكنه يربطها دائما بالعدالة الإجتماعية, لذلك يمكن أن نعتبر الوفد حزب الوسط, وأن يضم يمين الوسط ويسار الوسط. وما ردك علي ما تردد حول وجود شبهات في بعض من انضموا للحزب مؤخرا؟ عضوية أي حزب بما فيه الحزب الوطني لا يسبقها أي بحث عن التاريخ الشخصي لطالب العضوية, لكن تصعيد العضو إلي موقع أكبر هو الذي يجب أن يسبقه هذا البحث, وإذا كان السؤال يرمي إلي رامي لكح, فأوضح أنني كنت في البداية متحفظا جدا علي انضمامه وأثير الموضوع في الهيئة العليا التي وافقت علي قبول عضويته بعدما سألنا أكثر من جهة عن حقيقة موقفه المالي فأكدت لنا أنه سدد كل ديونه وتصالح, فهو مجرد رجل أعمال كان متعثرا لا أكثر ولا أقل, أما بخصوص توليه مسئولية لجنة الإنتخابات فهي في الحقيقة مهمة فنية لا علاقة لها باختيار المرشحين, بالنظر إلي أن رامي عايش تجربة انتخابات في إنجلترا وسيفيد الحزب في الدعم الفني فقط, وأشير في هذا الصدد إلي أن الحزب لن يدفع برامي في انتخابات الشعب بدائرة شبرا. تعهدت في حوارك الأخير مع' الأهرام' بأنك ستقدم استقالتك في حال إخفاقك في إعادة حزب الوفد إلي صدارة المشهد السياسي خلال18 شهرا, هل ما زلت متمسكا بهذا القول بعد مرور شهر علي توليك المسئولية؟ في ضوء ما تحقق خلال الشهر الأول من ولايتي أري أن هذا التعهد غير مستحيل, بل أذهب إلي حد القول بأن المدة التي حددتها لتحقيقه ليست كافية فقط لبناء حزب سياسي بل لبناء أمة, وبالعودة إلي الفترة المحدودة الماضية نجد أن الوفد نجح في تحقيق إنجازات مهمة علي ثلاثة مستويات: الأول: أن التأثير الإيجابي للانتخابات عبر حدود الحزب إلي الرأي العام, مما انعكس في الإقبال الشديد علي الإنضمام للحزب من أطياف كثيرة, وظهر في ارتفاع عدد أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب إلي14 نائبا بينهم مستقلون وووفديون سابقون, فيما يتجه3 نواب آخرون للتوقيع علي استمارات العضوية, وأتوقع أن يصل عدد أعضاء الهيئة إلي20 نائبا قبل الإنتخابات البرلمانية المقبلة, ومن بين النواب المنضمين مؤخرا عدد ممن لديهم قاعدة شعبية حقيقية تمكنهم من المنافسة الجادة في انتخابات مجلس الشعب المقبلة. ثانيا: الحزب قطع خطوات مهمة علي طريق التحول إلي حزب مؤسسي, أولها أنه أعاد الحياة إلي حكومة الظل التي يعود وجودها إلي عام1984, بعد أربع سنوات من تجميدها, وبالفعل شكلنا8 لجان نوعية تمثل العقل المفكر للحزب وتضم شخصيات تصلح لتولي حقائب وزارية ورئاسة الحكومة,وتعد هذه اللجان بمثابة حكومة موازية تقدم برامج ومشروعات سياسية ومشروعات قوانين, وتعد الإستجوابات لهيئة الحزب البرلمانية, وتتعرض لكل المشاكل اليومية للمواطنين, أما الخطوة الثانية فهي إنشاء المجلس التنفيذي ويجتمع مرة كل شهر للإضطلاع بمهام الإدارة التنفيذية للحزب علي مستوي الجمهورية ويضم في عضويته رؤساء اللجان بالمحافظات, بعد أن كانت هذه اللجان بعيدة عن القرارات التنفيذية التي كان ينفرد بها رئيس الحزب, دون الهيئة العليا التي تنحصر مهمتها في مناقشة القرارات السياسية, وفي هذا الإطار أنشأنا عدة لجان في المحافظات من بينها لجنة للمرأة وأخري للشباب, وثالث هذه الخطوات هي تحويل رئاسة الحزب إلي مؤسسة تضم نوابا ومساعدين لرئيس الحزب من ذوي الوزن السياسي, الأمر الذي نقل رئاسة الحزب من شخص الرئيس إلي هذه المجموعة التي تجتمع للتشاور حول ما يطرأ من أمور. ثالثا: بدأ الحزب في تنفيذ مشروع ضخم لتطوير الإعلام يشمل إطلاق صحف ومواقع إلكترونية في كل محافظة, إضافة إلي تحديث صحيفة الوفد التي ستخرج في شكلها الجديد بعد شهر رمضان. ولكن الإصلاح المؤسسي وتطوير الإعلام, برغم أهميتهما غير كافيين لإعادة الوفد إلي صدارة المشهد السياسي, ماذا عن خطة التحرك الميداني لتفعيل الاتصال الجماهيري وتوسيع قواعد الحزب؟ بدأنا في تشكيل لجان ثابتة في المحافظات أطلقنا عليها' وفد الخير' وهو نفس النهج الذي تتبعه جماعة الإخوان( المحظورة) في نشاطها الإجتماعي, وستقوم كل لجنة بالتواصل المباشر مع المواطنين وحصر الأسر الفقيرة وتقديم الدعم المادي الثابت الذي سيوفره الحزب من زكاة أموال وعشور الأعضاء, إضافة إلي أن الحزب سيعيد بقوة إطلاق القوافل الطبية التي ابتكرها الوفد عام1984 وتوقفت بعد وفاة فؤاد سراج الدين أول رئيس للحزب بسبب الصراعات الداخلية, وسوف يتم دعم هذه القوافل بالأدوية وأساتذة الجامعات, كل ذلك بهدف إطلاق رسالة جديدة للمواطنين مفادها' أن الوفد عايش معاكم'. أما علي المستوي السياسي المباشر فلدينا رؤية إصلاح سياسي نعكف علي إعدادها وسنطرحها خلال أسابيع قليلة, بالتزامن مع بدء التحرك في المحافظات بعقد مؤتمرات جماهيرية مفتوحة بعيدا عن الغرف المغلقة, لطرح رؤيتنا وأفكارنا علي المواطنين. وماذا عن انتخابات مجلس الشعب, وهل سيعقد الوفد صفقات مع الحزب الوطني؟ لدينا مجموعات جاهزة, وسندفع نحو200 إلي220 مرشحا, من بينهم شباب شاركوا في انتخابات2005 وباتوا علي درجة من النضج السياسي تمكنهم من المنافسة, ونطمح في استعادة الفراغ الذي تركه الوفد ونجحت جماعة الإخوان في الاستحواذ عليه في الإنتخابات الأخيرة, وقد قلت لمرشد الإخوان' إن88 مقعدا التي حصل عليها الإخوان هي حصة الوفد التي ضاعت نتيجة التقاعس والصراعات الداخلية'. أما عن الصفقات الإنتخابية, فأقول إن أي صفقات مع الحزب الوطني هي انتحار سياسي, لأن الناخب وعيه تغير خلال العشرين سنة الماضية وأصبح لديه القدرة علي الفهم ومعرفة الحقيقة. كيف سيتعامل الحزب مع المنشقين, وما هو موقفك من فصل محمد عبد العليم داوود؟ المجموعات التي لم تفصل بقرارات من الهيئة العليا باب الحزب مفتوح لها, كما أن الباب مفتوح أمام المنشقين أيضا وتوجد بالفعل عناصر بدأت في التوافد علي مقار الحزب في المحافظات, أما المجموعة المرتبطة بالدكتور نعمان جمعة الرئيس الأسبق للحزب وعددهم7 أو8' فأنا ما أقدرش أعملهم حاجة', وأؤكد أنني ضد الفصل بشكل عام, ولم أكن من المؤيدين لفصل داوود, بل كنت مع الاكتفاء بعقوبة مثل الإنذار, وسننتظر قليلا, ووارد عندما تهدأ الأمور أن تبحث الهيئة العليا أمر إعادته للحزب. علاقتك برئيس حزب الوفد السابق محمود أباظة, وكيف يمارس حياته السياسية الآن؟ علاقتي بأباظة تمتد إلي22 سنة ومازالت مستمرة, وهو بعد الإنتخابات أصبح عضو الهيئة العليا وفقا للائحة, وخلال وجوده بالقاهرة قبل سفره إلي لندن لزيارة ابنته, كان يحضر إلي الحزب بشكل شبه يومي, وشارك في لقاء السفيرة الأمريكية, وأؤكد أن أباظة مستمر في الحياة السياسية, وسعيد بتجربة انتخابات الوفد ومتقبل النتيجة بشكل جيد, باستثناء مجموعة صغيرة ملتفة حوله, وأنا قلت له عقب الإنتخابات' أنت حصلت علي مجد أكثر, ومكسب شعبي وتاريخي لم تكن ستحققه لو فزت مرة أخري برئاسة الوفد'. كيف ستدير علاقة الوفد بقناة الحياة المملوكة لشركة' سيجما ميديا' التي ترأس مجلس إدارتها, وخاصة خلال فترة الدعاية الإنتخابية للشعب أو الرئاسة؟ منذ اليوم الأول لبث قناة الحياة وأنا حريص علي عدم ذكر اسمي أو ظهور صوتي أو صورتي علي شاشة القناة, ولم أجر مداخلة, حتي أنني أصررت علي عدم إعلان نتيجة انتخابات رئاسة الوفد في القناة علي الرغم من أن المسئول عن القناة اعتبر ذلك خطأ مهنيا, فأنا حريص علي أن تظل القناة ملكا للمشاهد, وليست ملكا للمساهمين في الشركة المالكة لها, و يجب ألا ينعكس فكر المساهمين علي القناة أو يخاطبوا المشاهدين من خلالها, فلم يحدث علي الإطلاق أن تدخلت في عمل القناة أو تدخلت فيه الدولة. وأتعهد بأن انتخابات الشعب سيتم تغطيتها بحسابات مهنية دقيقة لتحقيق النزاهة, وفي حال دخولي طرفا في انتخابات الرئاسة فسوف تقاطع القناة تغطية الإنتخابات, وسوف يدفع حزب الوفد قيمة أي إعلان في القناة في ضوء حملته للدعايا الإنتخابية للشعب, ولن تستخدم القناة لصالح الحزب. ما هي مصادر ثروتك, وما ردك عما تردد من شائعات أرجعت هذه المصادر إلي عمليات غسيل أموال؟ أنا عصامي تماما, بدأت حياتي العملية بشراء صيدلية بأدويتها في باكوس بالإسكندرية علي أقساط, حيث لم يكن في جيبي وقتها غير10 جنيهات فقط, ووافق صاحب الصيدلية علي عرضي نظرا لإضطراره للسفر إلي أفريقيا, ثم بعد شرائها بأيام ارتفع سعر الدواء30 في المئة فحققت أرباحا غطت ثمن الصيدلية, ثم بعد سنوات قمت ببيعها حيث توجهت للإستقرار في طنطا وساعدني والدي في إنشاء صيدليتين, واستمر الأمر علي هذه الحال حتي بدأت في مشروع إنشاء مصنع' سيجما' للأدوية عام1996 برأس مال مصدر قدره10 ملايين ونصف المليون وبلغ عدد المساهمين168 شخصا, وعندما بدأنا الإنتاج عام2000 كان رأس المال وصل إلي21 مليونا أمتلك منها30% وبعد قصة نجاح كبيرة للمصنع عرضت شركة' إيست جيت' في عام2007 زيادة رأس المال بنسبة20 في المئة, واستعانت بشركات عالمية لتقييم المصنع الذي قدرت قيمته ب2 مليار و250 مليون جنيه, لكن نظرا لظروف انهيار البورصة لم تستطع ايست جيت المساهمة بأكثر من10 في المئة بقيمة40 مليون دولار, ثم توالي النجاح بإنشاء سيجما تك وسيجما ميديا المالكة لقناة الحياة التي نجحت هذا العام في جلب إعلانات بقيمة400 مليون جنيه بما يمثل35 في المئة من سوق الإعلانات. شارك في الندوة: أحمد موسي عبد المحسن سلامة نهال شكري فتحي محمود محمد حسن أشرف أبو الهول عبد الرؤوف خليفة أيمن فاروق أحمد فرغلي محمد دنيا محمد أبو العينين هاني عزت. وأعدها للنشر: سمير السيد