السفير «أمين يسري» واحد من الأسماء التي شكلت أهم رموز الحزب الناصري طيلة السنوات الماضية، ويشكل الرجل مع بعض غيره آخر من تبقي في الحزب الناصري من قيادات الجيل الأول في بناء الحركة الناصرية، فاجأ السفير «أمين يسري» الساحة السياسية بخطاب استقالة ساخن ومدوٍّ في صراحته وجهه إلي الحزب الناصري طالباً قبول استقالته من عضوية الحزب.. وهنا ننشر نص خطاب الاستقالة.. السيد نائب رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري أطيب وأجمل تحية مقرونة بالإعزاز والتقدير.. مقدمه السفير «أمين يسري أحمد يسري» عضو الحزب العربي الديمقراطي الناصري الذي بموجبه أتقدم باستقالتي من عضوية الحزب للأسباب التالية: «والتي أرجو قبولها والتفضل بإخطاري بقبول الاستقالة».. أولاً: عندما ترشح الأستاذ «محسن عطية» أمين التنظيم لعضوية مجلس الشوري علي خلاف قرار المكتب السياسي للحزب، فقد تقرر إحالته إلي لجنة القيم التي أدانته وقررت تجميد عضويته بالحزب مع قيام الحزب بإخطار مجلس الشوري بأن الأستاذ «محسن عطية» لا يمثل الحزب في مجلس الشوري. ثانياً: ثم صدر قرار رئيس الجمهورية بتعيين الأستاذ «أحمد حسن أحمد» الأمين العام للحزب عضواً بمجلس الشوري الذي قبل هذا التعيين وحلف اليمين. ثالثاً: التناقض واضح وضوح الشمس بين موقف الحزب من الأستاذ «محسن عطية» وموقفه من قبول الأستاذ «أحمد حسن» الأمين العام للحزب عضواً بمجلس الشوري، فالذي زور الانتخابات في الدائرة التي ترشح فيها الأستاذ «محسن عطية» هو ذاته الذي وقع علي قرار تعيين الأستاذ «أحمد حسن» الأمين العام للحزب عضواً بمجلس الشوري!! ووجودهما عضوين بمجلس الشوري مخالف لقرار الحزب وهو كيل بمكيالين لا يليق بالحزب. رابعاً: الحزب لا يقوم بأي دور سياسي مؤثر وفعال: 1- تغيب رئيس الحزب عن الحزب وعن مجرد الحضور للقاهرة منذ قرابة ثلاث سنوات لأسباب صحية شفاه الله وعافاه وأمده بالصحة. 2- لم يصدر عن الحزب أي بيان عن أمور مهمة جرت علي الساحة السياسية. أ- علي سبيل المثال: إدانة العدوان الإسرائيلي علي السفينة التركية التي حملت نشطاء لرفع الحصار عن قطاع غزة وسكانه. ب- إدانة تصريح الوزير الإسرائيلي «بنيامين بن أليعازر» إلي إذاعة الجيش الإسرائيلي والذي حجبت الصحف المصرية كافة نبأ حضوره إلي شرم الشيخ بصحبة رئيس الوزراء الإسرائيلي وتصريحه وقوله «إن اللقاء مع الرئيس الذي استمر ساعة ونصف الساعة ساده أجواء رائعة للغاية. الأمر الذي يؤكد أن حسني مبارك بمثابة كنز استراتيجي لإسرائيل» (4 مايو 2010) وهذا التصريح فيه إهانة للرئيس ولمصر، وإذا كانت رئاسة الجمهورية المصرية ومعها وزارة الخارجية قد صمتت صمت القبور ولم تعلق علي هذا التصريح الخطير فقد كان من واجب الحزب أن يعلن رأيه بكل صراحة وجرأة. ج- ثم جري تزوير انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري عياناً بياناً دون أن يصدر عن الحزب أي تعليق. د- إنه حتي النشاط «المدرسي» الذي تقوم به أي مدرسة ابتدائية من عقد ندوات أو غيره فقد توقف تماماً منذ عدة أشهر، وكان آخرها الندوة التي عقدت بمناقشة تصريح وحديث الأستاذ «هيكل» لجريدة «المصري اليوم» منذ عدة أشهر، ولا تسعفني الذاكرة لسرد الأحداث السياسية التي تجاهلها الحزب تماماً، ولعل آخرها مصرع الشاب السكندري «خالد سعيد» وإحقاقاً للحق فعدا استقبال الحزب لوفد من جماعة الإخوان المسلمين وأدار الحوار معهم بجدارة تستحق الإشادة الأستاذ «أحمد الجمال» أحد نواب الحزب فإنني لم أجد ما يستحق الإشارة إليه من نشاط الحزب سوي استمرار صحيفة «العربي» في الصدور. أخيراً: إلي أن يتفهم الأستاذ «أحمد حسن» أن موقفي من قبوله التعيين في مجلس الشوري لا يمس من قريب أو بعيد العلاقة الأخوية والإنسانية التي ربطتني به منذ زمن طويل. كما أن استقالتي من عضوية الحزب لن تؤثر أبداً في العلاقة الإنسانية والأخوية التي ربطتي بأعضاء الحزب كافة والذين أكن لهم كل التقدير، ومن بينهم رئيس الحزب والسادة الأفاضل نواب رئيس الحزب وأمينه العام. وبعد: سأبقي ناصرياً ما عشت وسأبقي معارضاً للرئيس «مبارك» ونظامه ما بقيت علي قيد الحياة، ويكفيني شرفاً أنني أول من عارضه وعارض التوريث في مقالات نشرتها لي «العربي» وشهدت بذلك صحيفة عالمية. وأخيراً ومرة أخري أتقدم باستقالتي من عضوية الحزب استقالة لا رجعة فيها أبداً وأسألكم معروفاً قبولها والتكرم بالتنبيه بإخطاري بقبول الاستقالة. وختاماً: انتهزهاً مناسباً لأعرب لسيادتكم ولجميع أعضاء الحزب عن أطيب وأجمل التمنيات لكل منهم بالصحة والسعادة والتوفيق. سفير/ أمين يسري أحمد يسري