في مؤشر علي ارتداد القوي الناصرية عن حزبها الرئيسي شن ممثلون من جميع الفصائل الناصرية هجوما حادا علي الحزب بعد تراجع دوره السياسي علي الساحة! ودعا الناصريون المشاركون في حفل سحور الاسبوع الماضي بنادي المحامين النهري تحت عنوان "رؤية الناصريين حول التغيير" الي تطهير الحزب من القيادات التي تسيطر عليه لأن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر يتألم في قبره بسبب حال الحزب والناصريين المشتتين معترفين في ذات الوقت بعدم امتلاكهم أجندة محددة في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وانتقد جمعة حسن أحد قيادات الحزب الناصري عدم وجود استراتيجية واضحة للتيارات الناصرية والتي تدور في حلقة مفرغة ولن تقوم لها قائمة إذا ظللنا مفككين ،وهاجم الحزب وقياداته قائلا: لقد استطعنا كناصريين بعد كفاح طويل أن نحصل علي الموافقة بتأسيس الحزب ولكن اعتقد أن مبني الحزب تسكنه حاليا الفئران وعلينا تطهيره مما يعيش فيه وأن نكنس ما بداخله بمكنسة ولا نتركه في يد شخص واحد يتحكم فيه حتي يصبح بيتا لكل الناصريين لأن الحزب تيبست شرايينه. وأضاف: حتي عندما تحاول الأحزاب الناصرية أن تضم عضوية لها لا تأتي بجديد بل تسعي لأن تأخذ من الناصريين الموجودين علي الساحة والموجودين في أحزاب أو تيارات ناصرية. وقال فاروق العشري أحد قيادات جبهة الاصلاح وعضو المكتب السياسي السابق إن المؤسسات الناصرية أصبح لها حساباتها وتحولت إلي دكاكين تكرس للولاء الشخصي ولاتجد عضوية لها بل الادهي من ذلك تم الحكم ببطلان الانتخابات فيها، وشدد علي البحث عن عضوية جديدة وكوادر شبابية. لم تتوقف المسألة عند هذا الحد بل واصل شباب الناصريين وصلات الذم في الحزب الناصري أثناء حديثهم، ولفت محمد حسين عضو الحزب بالفيوم الي أنه لايوجد أي أمل في استعادة الحزب مرة ثانية لأن ذلك أمر متعب جداً والبديل له هو الفصائل الناصرية وجماعات الضغط السياسي. وأوضح عبدالصمد الشرقاوي أحد القيادات الناصرية أن الحزب يعيش في غيبوبة عن العمل السياسي مثل قياداته وتم الحكم ببطلان الانتخابات فيه وعلينا أن نضع أجندة محددة لكل التيارات الناصرية ولابد من قبول الرأي الجماعي وأن يكون لديها استعداد للعمل المشترك بدلا من الامراض الناصرية. وأمام وصلات الذم المستمرة للحزب وجلد الذات تدخل د.أحمد الصاوي القيادي الناصري ومنظم المؤتمر لانقاذ الموقف، مطالبا بعدم إهانة أي شخص أو حزب والحديث في اطار رؤية الناصريين للتغيير وعلينا أن نستعيد كناصريين زمام المبادرة خاصة أن هناك تواجدا للشباب بدأ يظهر في بعض القوي الناصرية. وأشار إلي أهمية اجتماع الناصريين لاتفاق علي أجندة المستقبل وتجاوز الواقع الذي تعيشه حاليا. بينما دعا محمد عز الدين أمين عام حزب الوفاق القومي الي تشكيل حكومة ظل من الناصريين لصياغة برنامج سياسي واضح وعلينا أن نسعي لكي نتوحد بالسلوك وليس بالشعارات.. اعتبر د.صفوت حاتم أن المخرج هو إعادة ما يسمي "اللقاء الفكري الناصري" الذي كان يشارك فيه جميع الناصريين في السنوات السابقة ووجود أحزاب ناصرية تشجع التعددية والمنافسة فيما بينها، وهو ما أثار اعتراضات لدي الحضور مؤكدين أن ذلك رجوع للماضي. وأكدت نشوي الديب أمين الشئون العربية بالحزب الناصري أهمية إعداد كوادر ناصرية تواجه التيارات السلفية التي تصاعد دورها مؤخراً وعلي الناصريين عدم التحرك عشوائيا وخلق أجيال جديدة بعيدا عن الشخصنة. وقال د.صلاح الدسوق الأمين العام للمؤتمر الناصري العام إن النخبة الناصرية معزولة عن القاعدة والخلافات "ودتنا في داهية" والاحزاب الحالية غير مرشحة للتغيير، لافتا الي أن مشكلة الناصريين هي جلد الذات المستمر ويجب تخطي هذه المرحلة. وفي سياق متصل طالب فاروق العشري القيادي بجبهة الاصلاح خلال مشاركته في الافطار الأخير للتيار الذي نظمه المؤتمر الناصري العام قبل 3 أيام بتكوين تكتل ناصري يتبني خطابا سياسيا موحدا يسهم في تحقيق فكرة تكاتف جميع القوي الناصرية من أجل فكرة الاصلاح الداخلي لها. وشدد العشري علي ضرورة أن يتبني الحزب الناصري باعتباره القوي الناصرية الشرعية الكبيرة هذا التكتل لتطبيق ثوابته من جهة واثبات وجوده من جهة أخري، مهاجما وجود عضويات ورقية للحزب الناصري، مطالبا بخلق عضوية حقيقية حتي لايسقط الناصري سياسيا وسط الجماهير. اللافت أنه طالب بتغيير اسم الحزب الناصري ليصبح الاتحاد الاشتراكي العربي، كما هو الحال في سوريا والسودان وموريتانيا، مشددا علي القوي الناصرية جميعها بأن تسعي للم شملها بدلا من حالة التشرذم التي تعاني منها وسط حضور عناصر من الكرامة والوفاق القومي وغيرهما من الاتجاهات الناصرية!