مصر الهدف الرئيسى الذى يريدون الثأر منه بعد ما فعلته فى «30 يونيو» نحن فى حالة حرب وعلينا جميعا أن نتصرف على هذا الأساس من لا يبصر حجم المخاطر التى تحيط بنا فهو إما أعمى وإما يتعامى! ومن يحاول الهروب من مواجهة الحقيقة التى تقول إننا فى حالة حرب حقيقية، وإننا مستهدفون من قوى الشر والإرهاب فى الداخل والخارج، فهو غير قادر أو راغب فى تحمل المسؤولية! ومن يتصور أنه قادر على النجاة بنفسه بينما الوطن فى خطر، فهو واهم أو غائب عن حقيقة ما يدور فى الواقع! منذ البداية كنا نعرف أننا نخوض حربا شرسة ضد إرهاب منحط ازداد قوة فى ظل العام الأسود من حكم الإخوان، ومع الدعم بالمال والسلاح من القوى التى راهنت على تمكين الفاشية الدينية من حكم مصر. الآن يبدو المشهد أكثر وضوحا، وتبدو المؤامرة أكثر اتساعا، ويصبح الحديث عن أننا فى حالة حرب ليس مجازا، بل هى الحقيقة التى ينبغى أن تستنفر كل قوانا لمواجهة الخطر. المشهد الذى نواجهه الآن يقول إن من هزمناهم فى «30 يونيو» لم ينسوا الهزيمة ولم يتراجعوا عن المؤامرة، نحن لم نُسقط فقط حكما فاشيا أراد إعادة مصر لظلام العصور الوسطى، ولكننا أيضا أفشلنا مخطط ضرب جيش مصر، آخر الجيوش القادرة على صد المؤامرة واستعدنا مصر المستقلة البعيدة عن التبعية، ثم أقمنا جسور التحالف مع الأشقاء فى الخليج «ما عدا الناشز قطر» وبدأنا التنسيق مع قوى عربية كبرى مثل الجزائر والمغرب لإجهاض المؤامرة وضرب الإرهاب وإنقاذ المنطقة العربية مما يدبَّر لها. فى المقابل استنفرت قوى التآمر كل قواها، وبعد سقوط الأقنعة لم يعد هناك أمامها إلا اللعب على المكشوف. وبتنسيق لم يعد خافيا تم إطلاق كل قوى الإرهاب فى المنطقة، من الإخوان إلى «داعش»، ومن «القاعدة» وأخواتها إلى إسرائيل، المخطط الذى أوقفناه فى «30 يونيو» يريدون الآن إعادته وبصورة أعنف ودون مساحيق تُخفى وجه الإرهاب، أو أكاذيب تتحدث عن الديمقراطية وهى تنشر الفوضى والتخلف وتستعد لتقسيم المنطقة العربية على هواها ووفقا لمصالح أعداء العرب والإسلام. مصر ليست بعيدة عما يجرى فى المنطقة، بل هى الهدف الرئيسى الذى يريدون الثأر منه بعد ما فعلته فى «30 يونيو». الأوضاع بالغة الخطورة، سورياوالعراق على حافة الانهيار الكامل. الفوضى تضرب اليمن وليبيا. الخليج العربى مهدد من الإرهاب الذى يضرب فى اليمن جنوبا وفى العراق شمالا، بالإضافة إلى الضغوط والأطماع الإيرانية، علينا أن لا نتجاهل أنه فى الوقت الذى كان فيه الإرهاب يضرب عندنا فى العريش ثم الفرافرة، كانت تونسوالجزائر تتعرضان لهجمات مشابهة، كل ما يجرى يقول إن التنسيق بين قوى الإرهاب موجود، والمخطط واحد. ما نواجهه الآن فى مصر هو الأخطر منذ سنوات طويلة. نحن فى حرب حقيقية، لا نواجه فقط عصابات إرهاب سبق أن سحقناها فى جولات سابقة، بل نواجه حربا شاملة توجِب استكمال بناء الدولة واستعادة الدور ونهضة الوطن. خطورة مذبحة «الفرافرة» أنها تشير إلى مخطط تسكين عصابات الإرهاب هناك وخلق بؤرة إرهابية تمد خطوطها إلى ليبيا والسودان، لتنشط مع البؤرة الأخرى فى سيناء التى تمد خطوطها إلى غزة، ليتم تشتيت جهد جيش مصر على حدود مفتوحة وإرهاب خائن يعمل فى خدمة المتآمرين على مصر والعرب والإسلام. نحن فى حالة حرب، وعلينا جميعا أن نتصرف على هذا الأساس، لم تكن الوحدة الوطنية مطلبا أكثر إلحاحا كما هو الآن. كل التناقضات الصغيرة ينبغى أن تتوارى لتتحد مصر فى وجه الخطر. بعيدا عن أى حسابات انتخابية أو صراعات حزبية ينبغى إعلان الجبهة الوطنية التى تقف وراء جيش مصر حتى نستأصل الإرهاب ونُجهض المؤامرة ونحمى مصر مما يدبَّر لها.