عقب إعلان نتيجة انتخابات نقابة المحامين العام الماضي وإعلان نجاح مجموعة من تابعي الحزب الوطني بالتزوير المفضوح كنت متأكدًا وقتها من تدخل أحمد عز - أمين تنظيم الحزب الوطني - في تلك المهزلة ولكنني رجحت وقتها أن مباحث أمن الدولة هي وراء التزوير ولكنني خلال تلك الشهور التي مضت علي عمر هذا المجلس المزور نصفه تأكدت أن السيد أحمد عز أقوي من أمن الدولة وأقوي من كثير من مراكز القوي في مصر. وللأسف الشديد لم ينتبه الكثيرون من المحامين خاصة قائمة الإخوان أو قائمة سامح عاشور إلي حجم تلك المؤامرة التي خطط لها الحزب الوطني بخبث شديد. فقد تمكن الحزب الوطني بقيادة أحمد عز من خداع الجميع في قائمتي الإخوان وعاشور فعمل علي تأجيج الخلاف بينهما بشدة من وراء الستار ليجنح الإخوان بقوة إلي حمدي خليفة ويزيد عاشور من عدائه لقائمة محامي الإخوان طمعاً فيما عند الحكومة. ونجحت المؤامرة الخبيثة فطفي حمدي خليفة علي السطح نقيباً للمحامين دون مؤهلات حقيقية للمنصب، وسقط عاشور الذي رغم اختلافي معه يملك كثيرًا من المؤهلات وخلاف ذلك تم تأميم وتوجيه فكر وعقل وقلب النقيب حمدي خليفة لكل ما يمليه عليه السيد القابع في الفور سيزون مهما كانت التوجهات ضد مصالح المحامين واستقلالية النقابة، وكانت المصيبة الأكبر في التزوير الفاجر في عضوية المجلس والذي قدمت فيه بلاغاً للنائب العام اتهم أعضاء اللجنة المشرفة علي الانتخابات بالتزوير ورغم مرور ما يقرب من عام لم يحقق فيه بل تم ترقيتهم جزاء نجاحهم في المهمة. فقد أعلنت اللجنة فوز من لا يستحق أبدا الفوز وعلي رأسهم عمر هريدي وتابعيه الساقطين بالتلت كما يقال والذي أتحدي أن يفرزوا أصواتهم الحقيقية أمام لجنة مستقلة علي الملأ وأمام شاشات التلفاز ليعلم العالم كله حجم التزوير الفاجر في نقابة المحامين. ومنذ تلك اللحظة المؤسفة في تاريخ نقابة المحامين بدأ عهد جديد للسيطرة علي نقابة المحامين ومنعها من أداء دورها القومي في قضايا الأمة والوطني في مجال حقوق الإنسان والحريات وبدأت المهازل تتوالي فقد أُغلقت قاعة الحريات بالنقابة وتم إغراق النادي النهري بالماء ليمنع المحامون من عقد ندوة لهم وأُطلقت النار من عضو الحزب الوطني في نادي المحامين بالإسكندرية وغير ذلك الكثير. حتي وصلنا إلي المشروع المقدم من عمر هريدي إلي مجلس الشعب لتعديل قانون المحاماة منها إلغاء مرشحي المستوي العام لأنهم الأخطر سياسياً لأنهم مرشحون لهم شعبية عامة من عملهم النقابي والسياسي ولأن هذا الترشيح كانت نتيجته فضيحة علي تابعي الحزب الوطني الذين لم يحصلوا علي ألف صوت وبكتيره خمسة ورغم ذلك تم إعلان نجاحهم بالتزوير وعلي رأسهم عمر هريدي، وأخطر ما في المشروع المقدم تعديل شروط المرشح لمنصب النقيب بتعديلات تم تفصيلها علي مقاس عمر هريدي ليتولي فيما بعد في ظل قانون الطوارئ وإرهاب الحزب الوطني قيادة نقابة المحامين بعد ما أدي حمدي خليفة دوره وكوفئ بعضوية الشوري. الواقع يكشف عن مؤامرة علي استقلال نقابة المحامين قد حذرت من قبل من تحويل نقابة المحامين إلي نقابة النقل البري نعم فقد ملأ الغيظ والحقد قلوب الطواغيت عندما شاهدوا وسمعوا أصواتًا حرة مستقلة في نقابة المحامين فخططوا وتآمروا ليلاً وأجمعوا أمرهم علي قول واحد في الفور سيزون أن أخرجوا كل من ينادي بالحرية والعدل والاستقلال من نقابة المحامين فلا يجوز أبداً في زمن المطبلين والمنافقين أن يكون في نقابة المحامين أحرار فهو لفظ يساوي الإرهاب في قانون عقوبات الحزب الوطني ويجب قتل كل حر في نقابة المحامين بكل الطرق المادية والمعنوية والسياسية فالبلد بلد الحزب الوطني ولا صوت يعلو علي صوت الحزب الوطني. وفي ظل مد العمل بقانون الطوارئ وإرهاب الأحرار وبرلمان قادم تفصيل بالمقاس لتنفيذ كل ما تريده مراكز القوي أعداء الحرية والعدل والخير كانت المؤامرة وعنوانها سد كل منافذ الحرية حتي لا يستنشق هذا الشعب نسيم الحرية فينقلب علي المستبدين وأهم منفذ للحرية ينبغي سده وغلقه هو نقابة المحامين ولكني أقول لهم. مهما فعلتم وتحصنتم بمراكز وسلطة فأنتم في أعين الناس ظالمون طغاة، أما الأحرار فهم بفضل الله مهما أخذتم من دنياهم وضيقتم عليهم وأضعتم من مراكز هي حق لهم فهم في أعين الناس أحرارًا. ويبقي أخيراً قول الحق تبارك وتعالي (وتلك الأيام نداولها بين الناس) وأنا بفضل الله مؤمن به يقيناً وأنها والله لن تدوم لكم أيها الظالمون. وأخيرا أذكر كل ظالم بتلك الأبيات: لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا *** فالظلم ترجع عقباه إلي الندم... تنام عينك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم.