سائقو الميكروباص يرفعون الأجرة فى أغلب «المواقف».. والنقابة المستقلة تواجه بالتوعية فى جولة تحقيقية قامت بها «الدستور الأصلي» داخل عدد من مواقف الميكروباص، رصدنا ارتفاعًا مفاجئًا فى تعريفة الأجرة دون إبداء سبب واضح لذلك، ما أثار غضب المواطنين وتسبب فى مئات المشاجرات، وحاولت النقابة المستقلة للسائقين مواجهة الأمر بنشر حملات توعية للمواطنين فى عدد من مواقف القاهرة بدءًا من موقف عبد المنعم رياض.
فى موقف حلوان، الذى يضم السيارات التى تنطلق من حلوان إلى مركز الصف، ارتفعت الأجرة من 2 جنيه إلى 3 جنيهات ونصف، وفى موقف عبد المنعم رياض، الذى تتحرك منه الميكروباصات إلى حلوان، ارتفعت الأجرة من 2 جنيه إلى 5 جنيهات، وفى موقف أرض اللواء ارتفعت الأجرة من 75 قرشًا إلى جنيه، وفى أغلب المواقف الأخرى يتراوح ارتفاع الأجرة من 25 قرشًا إلى 3 جنيهات.
وكيل النقابة المستقلة لسائقى ميكروباص جنوبالقاهرة خالد الجمصى قال إن النقابة قامت بعمل أولى فعالياتها فى حملة «اعرف حقك» بالتعاون مع عدد من الحركات الثورية لتوعية المواطنين والسائقين بعدم الرضوخ للاستغلال الذى يتم من البعض، الذين يقومون برفع تعريفة الركوب إلى ثلاثة وأربعة وخمسة جنيهات، وهى فى الأصل 2 جنيه فقط لا غير، أو تقطيع المسافات، وبدأت الحملة من ميدان عبد المنعم رياض أسفل الكوبرى بموقف حلوان.
الجمصى أضاف أن النقابة رصدت استغلال السائقين للركاب، خصوصًا فى أوقات الذروة، فيستغلون حاجة الركاب للعودة إلى منازلهم لمضاعفة الأجرة أو تقطيع المسافات لجنى أجرة أكبر وإجبار المواطنين على دفع أكثر من أجرة، ما ستتصدى له النقابة خلال الفترة القادمة، مؤكدا أن الحملة ستعمم على جميع المحافظات، وأن هناك سعيا للتنسيق مع الروابط العمالية المختلفة، وفى مقدمتها محافظة الجيزة التى تشهد ارتفاعًا كبيرًا فى تعريفة الأجرة.
عضو رابطة سائقى جنوبالجيزة سالم الجمل قال إن الأزمة مرتبطة بعدد من السائقين يتعمدون استغلال البسطاء، مشيرًا إلى أن الأزمة ليست فى السائق وحده، لكن هناك عدة عوامل تشترك فى رفع الأجرة، وعلى رأسها قبول المواطن برفع الأجرة والسيرفيس الذى يتواطأ مع السائقين ويسمح برفع الأجرة، لأنه يستفيد برشاوى، فضلا عن أزمة السولار، التى كانت العامل الأكبر، التى استغلها السائقون لرفع التعريفة، حتى يستطيعوا شراء السولار من السوق السوداء بالسعر المرتفع الذى يجبرون على دفعه، مؤكدا أن السائق يجد أن تجار السولار فى السوق السوداء يستغلونه فيحلل لنفسه استغلال الركاب لتعويض خسارته فى شراء الوقود.
على رجب، موظف بوزارة المالية التقته «الدستور الأصلي» بموقف عبد المنعم رياض قال إنه يسكن فى حلوان، ويضطر إلى القدوم يوميًّا إلى عمله، والأجرة ترتفع يوميًّا، بل إن السائقين أنفسهم لا يوحدون الأجرة، فعدد منهم رفعها جنيهًا لتصبح 3 جنيهات بدلا من اثنين، وعدد آخر رفعها اثنين، مضيفًا أنه مضطر إلى القبول بالأجرة أيًّا كانت لأنه مرتبط بمواعيد حضور ولا يمكنه التأخير.
سلمى عيد رجب، موظفة، قالت ل«الدستور الأصلي» إنها سمعت أن هناك سائقين سيحضرون إلى موقف عبد المنعم رياض بالفعل للحث على عدم رفع الأجرة، قائلة «اللهم اضرب السائقين بالسائقين وأخرجنا من بينهم سالمين»، مضيفة أن هذه خطوة جيدة قد تقلل من استغلال السائق للراكب، وختمت «أتمنى أن يلتزم السائقون الذين دشنوا الحملة بعدم رفع الأجرة ولا يقولون ما لا يفعلون».