عبدالرزاق: كلام هزلي يدل على جهل الرجل بالدين والمواثيق الدولية بدر: لابد أن يصمت برهامي للأبد فزمن خداع الناس بالدين انتهى
عبلة: نريد من برهامي أن يشير إلى أرقام المواد التي تبيح ما يقوله ولا تراجع عن إعداد دستور مدني ديمقراطي
بنفس النغمة التي كان يرددها غالبية التيار الإسلامي عن ميدان التحرير، وقت الثورة على مبارك، بأن هناك في الميدان تقام حفلات جنس جماعي، وطقوس لعبادة الشياطين، خرج ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، ليقول أن ما تقدمه لجنة الخمسين من تعديلات على دستور 2012 يبيح حفلات الجنس الجماعي وإقامة طقوس لعبدة الشياطين وحملات الأحضان المجانية.
هي نفس النغمة القديمة من شخص يصر أن يأتي من الماضي البغيض لينغص على المصريين لحظة كتابة دستور يعبر بحق عنهم، فالرجل الذي كان مشاركا في كتابة دستور 2012 الذي اسقطه المصريون في 30 يونيو، مدعيا كذبا بأن المصريون لم يطالبوا بإسقاط الدستور عندما خرجوا في 30 يونيو.
برهامي الذي يعد واحدا من كبار الفكر السلفي لا يعي أن مصر تغيرت وأن مثل ما يقوله عن الجنس الجماعي والشذوذ الجنسي وعبادة الشياطين لم تعد تصلح لتلك المرحلة بعدما أكتشف المصريون تلاعبهم بالدين، واستغلالهم لمشاعر الناس وتدينهم الفطري في إثارة مخاوف لا أساس لها من الصحة، فالرجل لم يذكر أي مادة أباح فيها أعضاء لجنة الخمسين الجنس الجماعي ولا المادة التي تعطي الحق لإقامة حفلات الأحضان الجماعي، ولم يضع يده على المواد التي تهدد الهوية المصرية والإسلامية.
الرجل الذي من المفترض أن يصمت إلى الأبد، لا يعرف أن سترت تياره سقطت وظهرت سوءاتهم أمام الناس، ولم يعد أحد يصدق تلك المخاوف الموجودة فقط في عقولهم، وتسيطر عليهم، وكأن إقامة دستور مدني يعطي الحق للمواطن في الإعتقاد كما يشاء، مخالف للشريعة، رغم ما جاء بالقرأن من أيات تعطي الإنسان الحق في الإعتقاد فالقرأن هو من قال "لا إكراه في الدين"، ومن قال "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، و"لكم دينكم ولي دين"، ويجهل برهامي أيضا أن النص على حرية الإعتقاد أمر تجاوزه العالم منذ فترة وأعطت كل دساتير العالم تقريبا الحرية لمواطنيها في اعتقاد ما يريدون.
ويرى حسين عبدالرزاق، عضو لجنة الخمسين أن كلام برهامي "هزل" تدل على جهل الرجل بالدين، الذي جاء يه بنصوص واضحه أن الإنسان يستطيع أن يؤمن أو يكفر كما يشاء ويعطي الحرية في الإعتقاد، ويدل أيضا على جهله بالمواثيق والعهود الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، ويشير إلى أن هذه التصريحات تؤكد على "تعنت" هذا الفصيل وأنهم مصريين على أنن يطبقون ما يريدونه حرفيا حتى وإن كانوا لا يمثلون سوى 2% من المصريين وهذا الأمر لا يمكن أن يجدث أبدا حسب عبدالرازق، لافتا إلى أن تصريحات برهامي جميعها اعتراض على النص الذي يقول أنه من حق غير المسلمين في تطبيق مبادئ شرائعهم فيما يتعلق بالأحوال الشخصية كالزواج والطلاق وغيرها وهذه الأشياء لا علاقة بما يقوله برهامي عن حفلات الجنس الجماعي وعبدة الشياطين وغيرها مما جاء في حديثه، لافتا إلى أن كل الدساتير المصرية تعطي المواطن حق الإعتقاد فكيف يأتي برهامي ويريد أن يمنع ذلك؟
أما محمود بدر، عضو اللجنة، فعلق على تصريحات برهامي بضرورة أن يصمت هذا الرجل للأبد، لأن المرحلة التي كان المصريون ينخدعون فيها بمن يستغلون الدين كستار لأفكارهم انتهت بالفعل ولن ينخدع المصريون بهم مرة أخرى، وأشار بدر إلى أن الدستور الذي تعده لجنة الخمسين الان هو دستور مدني ديمقراطي يعى تماما الفارق بين الدين الفطري الذي تمتع به المصروين وبين تجارة الدين التي يعرفها جيدا حزب النور السلفي ومن قبله الإخوان المسلمين، وأضاف بسخرية أن كلمات من نوعية الجنس الجماعي والشذوذ الجنسي وعبادة الشياطين مكانها برنامج "البرنامج" للساخر باسم يوسف وليس الدستور الجديد.
بدوره طالب محمد عبلة، عضو اللجنة ياسر برهامي بأن يأتي بالنصوص التي تبيح ما يقول أنها بالجنس الجماعي، لافتا إلى أن الدستور الذي يعد حاليا يسعى لإقامة دولة مدنية تعطي الحرية لكل مواطن في الإعتقاد، كما قال القرأن وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن هذه الدولة المدنية تبيح لكل مواطن أن يعبد ما يشاء وهذا موجود في صحيح الدين فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر كما قال القرأن.