الأمر هنا لا علاقة له بتشابه في الملامح كالتي جعلت البعض يقارن بين هند رستم ومارلين مونرو، لكنه أقرب إلي الظاهرة المكتملة التي منحت للطفلة المعجزة فيروز لقب «شيرلي تيمبل الشرق»، فالنجمة الأمريكية السمراء اللامعة أوبرا وينفري تمثل ظاهرة في مجتمعها، كما يفعل الإعلامي المتميز محمود سعد في مجتمعه.. أما عن أوجه التشابه، فهي كثيرة، وإن ظل لكل منهما ملامحه الخاصة التي تميزه. كلاهما صادق وتلقائي لا يعرف الكذب ولا يخجل من البوح بتفاصيل حياته.. أوبرا لم تخجل من إعلان واقعة اغتصابها وهي صغيرة، ولا من طفولتها الفقيرة، وسعد لم يخجل هو الآخر من إعلان مساعدة والدته له في دخول المجال الإعلامي. كلاهما يعي قدراته جيدا، ويعرف كيف يشق طريقه.. أوبرا صعدت السلم خطوة خطوة لتصل إلي القمة، وسعد بدأ في صباح الخير ثم الكواكب وبعدها مجلة «لها» قبل أن يبدأ مشواره التليفزيوني المعروف، وصولا إلي البيت بيتك أو مصر النهاردة. كلاهما له موقف سياسي واضح بلا نفاق.. أوبرا لم تخف تأييدها لأوباما ولا انتقادها لبوش أثناء فترة رئاسته، وسعد يعلن بوضوح حبه لجمال عبد الناصر ومعارضته للسياسات الحكومية والتخاذل العربي، حتي إن هذا الأمر سبب له الكثير من المشاكل أبرزها قراءته علي الهواء مباشرة لبيان وزارة الداخلية بخصوص أحداث 6 أبريل. كلاهما لا يخشي الاعتزال، ويعمل بروح الموهبة.. أوبرا أعلنت اعتزالها البرنامج، حين أدركت أنه لن يضيف جديدا، وسعد أعلن أنه سيترك البيت بيتك حين شعر بأنه لن يقدم أكثر مما قدم. كلاهما له انفراداته التي لا يستطيع أن يفعلها غيره.. أوبرا قدمت حلقات متباينة من لقاء في منزل توم كروز إلي لقاء مع أوباما في البيت الأبيض، وسعد قدم حلقات متنوعة بدءاً من السجون وصولا إلي انفراده باستضافته الفنانة الكبيرة هند رستم في منزلها. كلاهما تلقائي وقريب من الناس، ورغم هذا يظل محمود سعد مختلفاً عن أوبرا في أنه رغم وصوله لقمة النجومية، لكنه يتعامل بروح ابن البلد الذي ولد في باب الخلق وظل يعيش بين البسطاء.. يري أن المصريين حلوين قوي، لكن ساعات بيبقوا ساكتين قوي، وشعاره يقتبسه من كلمات صلاح جاهين: «يا عندليب ما تخافش من غنوتك، قول شكوتك واحكي علي بلوتك.. الغنوة مش هتموتك إنما.. كتم الغنا هو إللي هيموتك».. يعني إللي بيتوجع لازم يقول: آه.