حدث أنه تم إضعاف مصر - بسبب الكمبيالات التي وقعناها - ونحن لا نملك رفاهية الضعف لأنه يعني انتهاءنا كأمة مرة وإلي الأبد. ألم يقرأ هؤلاء جغرافيا سياسية؟ بلاش.. لا تقرأ، استمع لنصيحة نجيب سرور و«شوف الخريطة». مصر وضعها استراتيجي، ومزنق في ذات الوقت. نتكلم عن عدم شرعية الكيان الصهيوني، وعن تخلفه - نعم متخلف بصرف النظر عن تقدمه العلمي المعتمد علي المعونات الخرافية التي يتلقاها - ومفهوم التقدم والتخلف يحتاج حقا إلي مراجعة علمية. (راجع كتاب: «عصر التشهير بالعرب والمسلمين» للدكتور جلال أمين). من الطبيعي أن اللا شرعي يهدد الشرعي، وسيكون تهديده أكثر قسوة إذا كان، إضافة إلي لا شرعيته، متخلفا. متخلف إزاي؟ إسرائيل كيان قائم علي خيالات وأوهام ليس لها أي سند تاريخي علمي، وهذيان يربط أناسا ولدوا اليوم بأشخاص ماتوا منذ آلاف السنين، والمعلوم من علم الاجتماع بالضرورة، أن الأجيال ترتبط حتي أربعة أجيال بحد أقصي، وادعاء الارتباط بأشخاص يعود بهم الزمن إلي ثلاثة آلاف سنة هو خرف حمي، وليس عليه دليل علمي. أناس مجانين، مصممون علي الانتماء لأشخاص لا يربطهم بهم زمن ولا تاريخ ولا جغرافيا فقط لأنهم ينتمون لنفس الدين. خلاص. أناس مخاليل، يعتمدون علي حرق الأطفال لأنهم «مضطرون لكسر إرادة من يقاومون إسرائيل» كما قال موشي شاريت منذ أكثر من خمسين عاما. ماشي. أناس مهابيش، يلوحون بالتوراة ويصيحون: هذا هو عقد ملكيتنا لهذه الأرض. طيب. أناس معاتيه، يصرخون في وجه أي مصري: «أنتم استعبدتمونا منذ ثلاثة آلاف سنة»! زي بعضه. أناس مهاويس، يجرون اختبار الحامض النووي لكل من يهاجر إليهم. شغاااال. ماذا عنا نحن؟ نحن المصريين. مصر أولا يا سيدي، ولا نهتم لكل هؤلاء الأطفال الذين حرقوا أمام أعيننا ونحن نتفرج عليهم وهم في النزع الأخير، رضع انخلع قلب الخواجات عليهم، وأضربت عجوز ناجية من الهولوكوست عن الطعام احتجاجا علي ما حدث لهم. وماذا عنا؟ حلاليف ليس لدينا مشاعر ولا إحساس؟ هكذا تريدوننا؟ ماشي.. نحن حلاليف. لكن حتي الحلاليف تحافظ علي بقائها. نعم خائفون، نحن دولة مسالمة - بدرجة سيريالية - بجوارنا كيان يمتلك قوة نووية. نحن شعب مسالم - بدرجة هطلية - بجوارنا أناس ليس فيهم مدني واحد يا نااااس. كل مواطن إسرائيلي - ذكرا كان أم أنثي - يجند في الجيش بداية من سن 18، تريدون التطبيع مع أطفال إسرائيل إذن؟ لا بأس، ونتبناهم ونربيهم، فأن يكبروا غلابة مثلنا أفضل من تربيتهم كوحوش بشرية. جيشنا طيب، عقيدته «حماية الوطن»، وجيشهم عقيدته «الانتقام من أعداء إسرائيل»، وأعداء إسرائيل هؤلاء يبدأون من رمسيس الثاني وحتي رضع العرب. نعمل إيه احنا بقي دلوقت؟ التطبيعيون يتحدثون وكأننا نحن الذين اغتصبنا أراضي إسرائيل وحرقنا رضعها وهي سامحتنا بينما قلوبنا سوداء. وكأننا نحن الذين ندخل عليهم المخدرات والجواسيس والمواد المسرطنة وهي يا ضنايا كاتمة في قلبها وساكتة. نحن لا نملك شيئا البتة، وقعنا علي اتفاقية جردتنا من ملابسنا، ولم يبق إلا ورقة التوت المسماة بالمقاطعة الشعبية نستر بها عورتنا. بعد الفاصل... أصلي مبقوقة.