قال الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، إنه التقى الفريق أول عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة، مشيرًا إلى أن السيسي يعتبر ضابطًا وطنيًا مخلصًا لديه رؤية لدور مصر الإقليمي وبعدها الإفريقي والدولي. وأوضح هيكل، خلال حواره مع قناة "سي بي سي"، أنه استمع للسيسي ولرؤيته وتفاجأ بأن "هذا الشاب" لديه رؤية استراتيجية متكاملة عن الأوضاع بمصر والمنطقة، مشيرا إلى أن أهم الفروق بين الفريق السيسي والمشير محمد حسين طنطاوي أن الأول شاب في ال56 من عمره والثاني في ال80 من عمره.
وأضاف أن الأوضاع مختلفة بين الشخصين، فطنطاوي تولى القيادة العامة للجيش في ظل ظروف رئيس جمهورية مستقر وعندما كلفت القوات المسلحة بإدارة شئون البلاد لم يستوعبوا ما حدث بها، مشيرًا إلى أن الفريق السيسي استوعب كل ذلك وحاول تفادي الوقوع في نفس الأخطاء التي وقع فيها المجلس العسكري عن حسن نية.
ولفت الكاتب الصحفي الكبير إلى أن كلية الحقوق بجامعة نيويورك، قامت بالعديد من الدراسات عن مفهوم الشرعية ومفهوم الدولة بعد الثورات، منوها إلى أن كلية الحقوق بجامعة نيويورك توصلت إلى أن من يحصلون على السلطة بعد الثورات يكونون رافضون لفكرة التعددية وكذلك يسعون للاستحواذ على السلطة.
وأضاف: "كما أن كلية الحقوق توصلت إلى أن البلاد بعد الثورات تكون منهكة بالقوانين وتتحمل قوانين أكثر من قدرتها"، موضحا أن "حزازية" الإدارة الأمريكية من وجود الجيش في السلطة راجعة للأدوار التي لعبها الجيوش في أمريكا الجنوبية وسلسلة الانقلابات التي قامت بها هذه الجيوش.
وأشار هيكل إلى أن عودة الجيش مرتبطة بضرورة تدخله لحماية الأمن القومي المصري سواء بمواجهة عدو خارجي أو بمواجهة انهيار الدولة، منوها إلى أن مصر لم تصل لهذا الحد وهذه الضرورة.
واستبعد هيكل أن يقدم الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، على إقالة الفريق السيسي، مشددًا على أن مرسي مواطن مصري ويدرك أبعاد هذه المؤسسة ودورها في حماية الأمن القومي وكذلك قيمتها وقدرها في نفوس المصريين.
وكشف أن الجيش المصري أسهم بنحو 3 مليار دولار فى دعم الاقتصاد فى فترة ما بعد الثورة، مضيفًا أن مدخرات الجيش المصري تقدر ب7% من حجم الاقتصاد المصري، مشيرًا إلى أن الجيش المصري يستخدمها في تطوير قدراته العسكرية.
وفي حالة عودة الجيش، قال هيكل إنه عليه دعوة المؤتمر للقوى الفاعلة بالمجتمع ويؤسس مجلس رئاسي يتم انتخابه مع الجيش لإدارة أمور البلاد خلال المرحلة الانتقالية.