وزيرة الهجرة تبحث استعدادات المؤتمرالخامس للمصريين بالخارج    رئيس جامعة المنوفية يعقد لقاءً مفتوحاً مع أعضاء هيئة التدريس    حجز مبدئي لشقق وأراضي «بيت الوطن».. مليون وحدة لمحدودي الدخل و27 ألفا للإسكان المتوسط    أقل سعر صك أضحية.. حياة كريمة تطلق صكوك الأضاحي بالتقسيط على 9 أشهر    شركة انطلاق لدعم ريادة الأعمال تتعاون مع قمة «شركات ناشئة بلا حدود»    كيف ساندت مصر فلسطين خلال 10 سنوات من حكم الرئيس السيسي؟    وزير الاقتصاد الفلسطيني: غزة لم تعد صالحة للحياة وجرائم الاحتلال مازالت مستمرة    تعليق مثير من أرتيتا بعد فوز أرسنال على مانشستر يونايتد بالدوري الإنجليزي    الزمالك يعود ب«هزيمة حذرة» أمام نهضة بركان.. والحسم يتأجل ل«موقعة القاهرة»    انتهاء رفع أنقاض عقار الإسكندرية المنهار.. والحي يكشف عدد الضحايا| صور    تامر عاشور يوجه رسالة شكر ل تامر فوزي.. والأخير يرد | صور    إعادة تطوير مسجد السيدة زينب.. تحفة معمارية تعكس تراث مصر الإسلامي    الدكتور علاء الجرايحي محلب يكتب: ملاحم بطولية    مدحت العدل يرد على مطالبات يحيى الفخراني بالاعتزال    بمكونات بسيطة.. طريقة تحضير كيكة الحليب    رئيس جامعة طنطا يتفقد أعمال الانشاءات بمستشفى 900900 في لمحلة الكبرى    محمود محيي الدين يستعرض استراتيجيات التمويل المستدام في المنتدى السنوي للميثاق العالمي للأمم المتحدة    هل عدم الإخطار بتغيير محل الإقامة يُلغي الرخصة؟    محافظ مطروح: قافلة طبية مجانية إلى مستشفى مدينة الحمام المركزي    هام لمن تلقى لقاح «أسترازينيكا».. إليك هذه النصائح | عاجل    أول تعليق من "شعبة المصورين" على منع تصوير الجنازات في المساجد    7 معلومات عن أول تاكسي ذكي في العاصمة الإدارية الجديدة.. مزود بكاميرات وGPS    بوتين يعين شويجو سكرتيرا لمجلس الأمن الروسي    رئيس «البحوث الفلكية»: مصر بعيدة عن أي ضرر من العاصفة الشمسية    توقعات: الانفصاليون الكتالونيون فى طريقهم للاحتفاظ بالأغلبية    رئيس مدينة دمنهور: حياة كريمة مشروعات تتحقق على أرض الواقع    الصحة: إغلاق عيادة للتجميل مخالفة يعمل بها منتحل صفة طبيب بمدينة نصر    محافظ الأقصر يفتتح محطة رفع صرف صحي القباحي الشرقي    أتلتيكو مدريد يحسم فوزًا ثمينًا على سيلتا فيجو بالدوري الإسباني    بشأن تمكين.. عبدالله رشدي يعلن استعداده لمناظرة إسلام بحيري    الأعلى للصوفية: اهتمام الرئيس بمساجد آل البيت رسالة بأن مصر دولة وسطية    رئيس لجنة الانضباط: "لا صحة لتقديم اللجنة لاستقالتها.. وعقدنا اليوم جلسة في مقر اتحاد الكرة لمناقشة عدد من الملفات والقضايا    جامعة حلوان تعلن استعدادها لامتحانات نهاية العام الدراسي    "إعلام النواب" توافق على موازنة "الوطنية للصحافة"    أمين الفتوى: سيطرة الأم على بنتها يؤثر على الثقة والمحبة بينهما    محافظ أسوان: العامل المصرى يشهد رعاية مباشرة من الرئيس السيسى    موعد عيد الاضحى 2024 وكم يوم إجازة العيد؟    مصرع طالب بالصف الخامس الابتدائي غرقا في مياه ترعة اسنا جنوب الأقصر    المشدد 10 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه لمتهمين بالاتجار في المخدرات بالقليوبية    المشدد 5 سنوات ل 10 متهمين باستعراض القوة بالمعصرة    المفتي يحذر الحجاج: «لا تنشغلوا بالتصوير والبث المباشر»    «سايبين الباب مفتوح».. إحالة جميع العاملين بمركز شباب طوسون بالإسكندرية للتحقيق (صور)    نقيب الأشراف: مساجد آل البيت تشهد طفرة غير مسبوقة    برلماني: قانون تحويل المراكز الشبابية إلى تنمية شبابية يحتاج لإعادة النظر    في العالمي للتمريض، الصحة: زيادة بدل مخاطر المهن الطبية    ضبط دقيق مدعم وكراتين سجائر قبل بيعها بالسوق السوداء في المنيا    موعد مباراة منتخب السويس وكهرباء الإسماعيلية والقناة الناقلة    محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يشهدان تسلم دليل تنفيذ الهوية البصرية للمحافظة    شكري: توافق دولي حول عدم توسيع رقعة الأعمال العسكرية في رفح الفلسطينية    «الشيوخ» يعلن خلو مقعد النائب الراحل عبدالخالق عياد    صفقات الأهلي الجديدة.. حقيقة المفاوضات لضم أحمد حجازي (تفاصيل)    «ضد المشروع».. ليفاندوفسكي يثير أزمة داخل برشلونة    جوتيريش يُعبر عن حزنه إزاء الخسائر فى الأرواح بسبب فيضانات أفغانستان    مؤلفة كتاب "ماذا أقول عن بابا": القصة واقعية وتستهدف الأبناء والآباء    «بشنس يكنس الغيط كنس».. قصة شهر التقلبات الجوية وارتفاع الحرارة في مصر    هل تصطدم بالأزهر والكنيسة؟.. إسلام بحيرى أحد مؤسسي «تكوين» يرد    الرئيس السيسى يوجه بتعويض أصحاب المنازل المحيطة بمساجد آل البيت والصحابة    أطول عطلة رسمية.. عدد أيام إجازة عيد الاضحى 2024 ووقفة عرفات للموظفين في مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحلقة الثامنة .. محمود صلاح يكتب: أسرار محاولة الإخوان اغتيال عبد الناصر!
نشر في الدستور الأصلي يوم 28 - 02 - 2013


هل عاون نجيب الإخوان فى محاولة الانقلاب على ناصر؟
هنداوى: المنشورات كانت توزَّع علينا بأمر المرشد.. ويذيعها الجهاز السرى
وهنا ينبرى مدعى المحكمة ليتدخل فى المناقشة..

فيسأل هنداوى دوير: لماذا لا يصلح عبد الحكيم عابدين للحكم؟

يرد قائلا: لأسباب شخصية وخلقية أعف عن ذكرها!

يقول جمال سالم من مكانه على المنصة: لا داعى للتعرض للأشخاص.. دى مسائل شخصية!

يقول المدعى لهنداوى: وإيه حكاية وكيل النيابة اللى طلع بتهمة الرشوة؟

يرد هنداوى: ما أعرفش! وما أقدرش أقول اسمه!

المدعى: والمنشورات؟

هنداوى: المنشورات كانت توزع علينا بأمر المرشد. ويذيعها الجهاز السرى وكان فيها تفسيرات للموقف السياسى.

يسأله جمال سالم: ليه مارحتش أنت تقتل الرئيس جمال عبد الناصر. وأنت مقتنع وبتجند الناس وأقدم من محمود عبد اللطيف فى الجهاز السرى.. اشمعنى أرسلته للقتل ولم تذهب أنت؟

يرد هنداوى قائلا: أنا مش مدرب تدريبا كافيا!

جمال سالم: يعنى محمود عبد اللطيف مدرب؟

هنداوى دوير: كان فى فلسطين والقنال!

جمال سالم: يبقى زيك فى التدريب.

هنداوى: أنا فى حياتى أطلقت خمس طلقات، وأنا فى الحرس الوطنى.. بس ماقدرتش أستمر. لأنى لم أستطع التوفيق بين الحرس ومكتب المحاماة!

جمال سالم: واستطعت التوفيق بين الحرس الوطنى والجهاز السرى؟
هنداوى دوير: والله أنا كنت عايز أدخل الحرس الوطنى للفكرة الوطنية. لكن المذكرات تراكمت علىّ فى المكتب!

يلتفت جمال سالم إلى المدعى محمد التابعى..

يقول المدعى لهنداوى دوير: ليه عملتم الجريمة دى قبل تأهيل البلد؟

يرد هنداوى دوير قائلا: يسأل فى هذا الرؤساء!

المدعى: مين اللى كان رايح ييجى يحكم بعد الثورة؟

هنداوى: محمد العشاوى وأفتكر مش بالتأكيد الأستاذ عبد الرحمن عزام اللى كان أمين الجامعة العربية. وكان اسمه يتردد. لكن الأمر صدر بالاغتيال فنفذناه!
جمال سالم: ألم تناقش فيه؟

هنداوى: لا!
المدعى: لماذا اختفى المرشد وأعضاء الجهاز السرى؟

- هنداوى: لما اختفى المرشد أنا سألت إبراهيم الطيب عن السبب. فقال هو المرة الماضية اعتقلوه وفيه الآن فكرة لاغتياله فاختفى. قلت له «ويعنى انت فاكر إنه راح يفلت». مافيش طريقة إلا إذا طلع بره خالص. وقلت له «أنا عايز أعرف حالا وأعمل تحقيق عن سبب اختفاء المرشد. لأن ده تصرف أهوج». فقال لى يوسف طلعت إن المرشد بات بره ليلة. فقام البوليس فتش بيته فى الليلة دى. فرأى أنه لا يعود إلى بيته. قلت له «ألا تعلم أن هذا الاختفاء يثير الفزع فى نفوس الإخوان؟»، فقال لى «دى غلطة وخلاص». قلت له «لازم يظهر». قال «مش دلوقت»!

المدعى: ولماذا اختفى أعضاء الجهاز السرى؟

هنداوى: لأنهم معروفون للبوليس!

المدعى: ماكانش فيه حاجة.. الحكومة قالت إنها لن تقبض على المرشد.

هنداوى: خافوا من الاعتقال لأن الحكومة غير راضية عنهم.

ويعود جمال سالم ليسأل هنداوى دوير:

أنا عايز أعرف بالضبط.. إيه اللى قال لك إبراهيم الطيب عن صلته بالرئيس نجيب؟ انت قلت الكلام هنا عرضا وعارف معناه.. عايزك تحدد لى بالضبط ما قاله لك إبراهيم الطيب؟

يقول هنداوى: هو قال لى بعد اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر والقادة. الرئيس نجيب فى هذه الفترة راح يهدئ الموقف. فأنا قلت له «إزاى». قال «فيه اتصال بيننا وبين رئيس الجمهورية». سألته «الاتصال ده كنهه إيه؟»، قال «ماتسألش.. واحنا لا نكشف أوراقنا»، وتأيد ذلك عندى من واقعة سؤال الرئيس نجيب عن المرشد ليلة حضوره من سوريا.

■ ■ ■
يتوقف جمال سالم عند هذه النقطة ويطلب تفاصيل عنها..

ويسأل دوير: ما هذه الواقعة بالتحديد.. اذكرها تانى؟

- يقول هنداوى: الأستاذ المرشد وصل من سوريا الساعة 9 مساءً وقعد مع الإخوان. والساعة 11 راح البيت ورحنا معه. وكنا نسمع إجاباته وهو يقول:
جه الساعة 9..

- مانقدرش نصحيه..

فلما رجع قلنا لنا مين؟

قال: الرئيس نجيب بيسأل عن المرشد. وأنا قلت له نام. فالرئيس نجيب قال إزاى نام مع إنه وصل الساعة 12؟ فقلت له لا ده وصل الساعة 9 وراح المركز العام الساعة 12 وراح البيت ونام.

وقد ذكر لى هذا الأخ أن الرئيس نجيب هو اللى كان بيتكلم. وصوته فيه لكنة معينة وظاهرة.

يسأله جمال سالم: ألا تذكر أحدا ممن كانوا معك فى هذه الليلة؟

يقول هنداوى: بشرف لا أذكر أى واحد.. ولو تذكرت لقلت.

يسأله جمال سالم: وكان إيه تعليقكم على الحكاية دى؟

يقول هنداوى: المسألة دى لم تترك معنى فى ذهننا أكثر من سؤال عن المرشد بمناسبة عودته من السفر. وبعدين أنا ربطت بين الحكاية دى وبين كلام إبراهيم الطيب إنه متصل بنجيب!

جمال سالم: فى أقوالك فى التحقيق قلت إنه كان معروفا إن الإخوان متصلون بنجيب. ولم تذكر الوقائع المحددة التى ذكرتها الآن؟
هنداوى دوير: أيوه.

جمال سالم: ما هدف جماعة الإخوان؟

هنداوى دوير: الحكم بالإسلام.

جمال سالم: وهل وضعتم دستورًا لهذا الحكم؟

هنداوى دوير: أيام الأستاذ البنا طلبت منه أن يكتب فى هذا. فقال « المكتبة الإسلامية مليانة». وأنا مهمتى أعمل رجالة مش كتب. وأربى البلد تربية إسلامية‍!

جمال سالم: وما التربية الإسلامية؟

هنداوى دوير: إعداد المسلم لأداء واجباته. الصلاة والصوم. وإقناع الناس بصلاحية الإسلام. وبعد كده لما نيجى نطبق القرآن الناس تقبله.

جمال سالم: وإزاى كان شكل الدولة الإسلامية فى نظركم؟

هنداوى دوير: جمهورى.. ملكى.. لم نبحث.. كان بحثنا عن الصورة الإسلامية للحكم فقط. يعنى لا يكون شيوعيا ولا ديكتاتوريا.. والأستاذ البنا قال إنه مش عايز يدخل فى تفاصيل. وإن الدعوة مجتمعة على مبادئ أساسية هى حكم الإسلام.

جمال سالم: إيه اللى إنت كنت ترجو الحكومة الجديدة به. يعنى كنتم رايحين تغتالوا القيادة. وبعدين محمد نجيب يهدئ الخواطر. ويكلف الناس بعمل حكومة. تحت وصاية الإخوان طبعا؟

هنداوى دوير: مفروض هذا!

جمال سالم: يعنى زى ما الإخوان يقولوا.. الحكومة دى تعمل؟

هنداوى: أيوه!

■ ■ ■
يواصل جمال سالم أسئلته..
فيقول لهنداوى دوير: إيه اللى كنت تنتظر أن الحكومة الجديدة تعمله؟
يقول هنداوى: كنت أنتظر أن الدستور يستقى مبادئه من مبادئ الإسلام على أساس أنها صالحة لحكم البلاد.
يقول له جمال سالم: اضرب لنا مثلا.. ده كلام عام.. شوف أى واحد من اللى قاعدين فى الجلسة يفهم من كلامك ده إيه؟
هنداوى: يا أفندم.. من حيث.
جمال سالم: أنا باسألك عن الجماعة.. لأن أنت مثلا كان جايز لما تيجى الحكومة الجديدة ماتعجبكش تعمل لها جهاز سرى هكذا.. أنا عايز أعرف رأى الجماعة؟
هنداوى دوير: استقاء مبادئ التشريع المدنى من مبادئ أبو حنيفة!
جمال سالم: فيه عندكم أسس موضوعة لذلك؟
هنداوى دوير: لا.. مافيش!
جمال سالم: يعنى حتى ماكانش عندكم خطة للحكومة الجديدة؟
هنداوى دوير: إيه.. عشان كده كانوا يؤخرون أنفسهم!
جمال سالم: إيه الفرق بين الحكومة اللى عايزينها وبين الحكومة الحالية؟
هنداوى دوير: كانوا عايزين يوصلوا للحكم عن طريق الحكومة الجديدة.
جمال سالم: يعنى حكومة أراجوز.. ده مبدأ الإخوان؟
هنداوى دوير: تمام كده!

■ ■ ■

«دور محمد نجيب فى انقلاب الإخوان»!

«شهود آخرون يؤيدون اشتراك محمد نجيب فى خطة انقلاب الإخوان».
«أحد زعماء الجهاز السرى يقول فى محكمة الشعب: كان نجيب سيعلن تأييده لثورة الإخوان. بعد اغتيال جمال عبد الناصر»!
كانت هذه هى العناوين الرئيسية لجريدة «الأخبار» صباح يوم 14 نوفمبر 1954. وأضافت «الأخبار» تقول:

اعترف رؤساء الجهاز السرى فى محكمة الشعب أن محمد نجيب كان سيلقى بيانا. يؤيد فيه ثورة الإخوان. بعد اغتيال جمال عبد الناصر. ذكروا أن الخطة هى عمل انقلاب دموى بعد قتل جمال عبد الناصر. والتخلص من أعضاء مجلس قيادة الثورة بالقتل أو الاعتقال. وأن محمد نجيب سيصدر بيانًا يؤيد فيه ثورة الإخوان. وقد يتولى هو رياسة حكومة ثورة الإخوان الجديدة.


سألهم جمال سالم رئيس المحكمة من الذى وضع خطة هذه الثورة. فقالوا إنها من وضع المسؤولين بالإخوان. وأن الهضيبى وافق على الخطة بصفته المرشد العام. اعترف محمود الحواتكى أحد زعماء الجهاز السرى بأن الخطة هى إحداث اغتيالات ثم القيام بثورة. ثم الاستفادة من محمد نجيب للثورة الجديدة!

واعترف رئيس الجهاز السرى فى الجيزة إسماعيل محمود المدرس فى مدرسة عباس الثانوية بأن الخطة السرية بعد اغتيال جمال عبد الناصر هى القيام بحركة شعبية مسلحة. تهتف باسم شخصية معينة عظيمة!

وسأل جمال سالم الشاهد: من هى الشخصية التى كانوا سيهتفون باسمها؟
فقال إن الإخوان استنتجوا أن الشخصية العظيمة هى اللواء محمد نجيب!
■ ■ ■

وفى جلسة محكمة الشعب بنفس اليوم كتب المتهم الأول محمود عبد اللطيف خطابا بخط يده وقدمه إلى جمال سالم رئيس المحكمة.

وقال محمود عبد اللطيف فى الخطاب الذى يعد وثيقة تاريخية: سيدى رئيس محكمة الشعب. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد فإن الله حق يحب الحق. أنا محمود عبد اللطيف انضممت إلى الإخوان المسلمين فى سنة 1942. كان اعتقادى فى هذه المرة أن هذه الجماعة تعمل لله. وأن قادة الإخوان لا يأمرون إلا بما فيه خير الإسلام والمسلمين. فكنت أسمع كل أمر فى طاعة. دون تردد أو مناقشة. لأن هذا صادر عن أناس مسلمين. يعملون للإسلام ويقدرون مسؤولية الله فى أى عمل يعملونه. فكنت معهم على هذا الأساس. وكنت أعيب على بعض الطلبة حين يناقشون فى أى أمر. وأقول فى نفسى إن الطلبة عندهم حب الجدال فى أى شىء!

ومضى محمود عبد اللطيف يقول فى رسالته: وكان كل أمر يأتينى من الإخوان أرى أن فى طاعة هذا الأمر طاعة لله خالصة. حتى ضمونى إلى النظام السرى. الذى يتكون منى أنا وسعد حجاج. وكان علينا مراقبة منزل أنور السادات وجريدة «الجمهورية» مقر عمله. ومراقبة الحراس عليه وطريقة مهاجمته لاغتياله. بعد دراسة وافية استقر الأمر على مهاجمته على باب دار الجريدة. وفى هذا الحين قرأت الاستخارة لأتبين أحقية هذا فى الاستخارة. وقد علمنا إياها الإمام الشهيد حسن البنا فى رسالة المأثورات وهى الأدعية والأوردة الثابتة عن النبى صلى الله عليه وسلم. وهى فائدتها أن الأمر إن كان خالصا لوجه الله ييسره الله وإن كان غير ذلك يوقفه الله.

«بعد قراءتى لهذه الاستخارة أتانى الأخ توفيق المكلف بهذه المهمة. وقال انتظروا حتى يأتى أمر التنفيذ. وبعد ذلك انقطع عنى مدة. حتى علمت بعد ذلك أنه قبض عليه خارج القاهرة. تسلم مكان توفيق هنداوى دوير».

وقال: أنا أعطيكم الأوامر!
فقلت: خير إن شاء الله.
وقبل الحادث بأسبوع أخبرونى أن سعد حجاج يأمر الإخوان باغتيال الرئيس جمال عبد الناصر.
وقال لنا: أى واحد منا نحن الثلاثة تتاح له الفرصة ينفذ الأمر.
وفى هذا الحين قرأت أيضا الاستخارة.
وبعدها بيوم قال لى هنداوى: وقف الأمر..
ولم يكن قد أعطانى سلاحا بعد‍!
بعدها بيومين أحضر لى السلاح..
قال لى: سر على بركة الله!
قبل الحادث بيوم قابلته أخبرته بأن الرئيس جمال عبد الناصر مسافر إلى الإسكندرية لإقامة احتفالات شعبية. إنى معتزم السفر. فتردد قليلا..

ثم قال: سافر على بركة الله!
فسافرت وارتكبت الحادث. ومن نعمة الله علىّ أنى لم أذهب بدماء الرئيس جمال عبد الناصر. وأقف بين يدى الله بها.

علمت من التحقيق فى الجلسة الثانية أن هنداوى دوير قال إن هذا الاغتيال السياسى لم يكن من الإسلام فى شىء. إنما هو ميراث ورثناه من قبل. فى رأيى أن هذه العبارة هى من قول الكافرين. (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ)، ولو كنت أعلم هذا من قبل لناقشت كل أمر كان يأتينى من الإخوان. كنت أنا أول ضحية فى هذا الشأن. لأنى كنت آخذ كلامهم عن ثقة ويقين بأنه للإسلام.

أحب أن أنبه جميع المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها إلى هذا. بأن لا يأخذوا من أى واحد يثقون به من المسلمين أمرا. حتى يتبينوا حقيقته. أهو لله والإسلام.. أم لغير ذلك.

إنى أقول هذا الكلام لا طمعا فى تخفيف العقوبة. ولكنه إحقاقا للحق. «والأمر بين يدى عدالة المحكمة»..

فهى صاحبة الشأن والله يقول الحق. وهو يهدى السبيل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

توقيع.. محمود عبد اللطيف محمد.


اعترافات الاخوان في محكمة الشعب اطاحت باللواء نجيب!
ورغم أن هذه الاعترافات كانت بمثابة صدمة عامة للمصريين. الذين كان كثير منهم يعجبون بمحمد نجيب. فهو رئيس الجمهورية. وهو الرجل الأكبر سنا والأكثر حكمة بين الضباط الأحرار الذين صنعوا الثورة.
رغم كل ذلك.. فقد وضعت هذه الاعترافات فصل النهاية لوجود محمد نجيب على رأس الثوار. وعلى رأس الحكومة المصرية.
وصدرت الجرائد فى صباح يوم 15 نوفمبر 1954 تحمل الأخبار الأكثر إثارة:

«إعفاء نجيب»!

«مجلس الثورة يقرر بقاء منصب رئيس الجمهورية خاليا»!

وقالت «الأخبار»: أعفى اللواء محمد نجيب من رياسة الجمهورية ومن عضوية مجلس قيادة الثورة. وتقرر أن يبقى منصب رئيس الجمهورية خاليا. اجتمع مجلس قيادة الثورة صباح أمس وأصدر هذا القرار.

«تولى اللواء عبد الحكيم عامر القائد العام ووزير الحربية وقائد الجناح حسن إبراهيم وزير القصر إبلاغ هذا القرار لمحمد نجيب. فى الساعة الحادية عشرة فى قصر عابدين. غادر محمد نجيب القصر بعد إبلاغه القرار».

«واجتمع مجلس الوزراء بعد ظهر أمس وأحيط بقرار مجلس قيادة الثورة. ويقيم اللواء محمد نجيب الآن مع أسرته فى قصر المرج. وهو القصر الذى كانت تملكه السيدة زينب الوكيل».

■ ■ ■

ومضت جريدة «الأخبار» تروى تفاصيل إعفاء محمد نجيب من رياسة الجمهورية فقالت:

«كان ذلك عقب اجتماع مجلس قيادة الثورة فى الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح أمس برياسة جمال عبد الناصر فى مبنى مجلس الوزراء. توجه البكباشى زكريا محيى الدين وزير الداخلية صباح أمس إلى منزل الرئيس جمال عبد الناصر. واستمر هناك حوالى الساعة، ثم غادرا المنزل فى الساعة العاشرة والثلث. وتوجها إلى القيادة العامة بكوبرى القبة. حيث انضم إليهما اللواء عبد الحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية. وتوجهوا جميعا إلى مبنى رياسة الوزراء».

وكان فى انتظارهم بمبنى رياسة الوزراء أعضاء مجلس قيادة الثورة. وبمجرد وصولهم اجتمع المجلس فى الساعة الحادية عشرة إلا الربع برياسة الرئيس جمال عبد الناصر. واستمر الاجتماع حتى الساعة الحادية عشرة والنصف. حيث أعلنت قرارات المجلس وهى إعفاء اللواء محمد نجيب. من جميع المهام التى كان قد كلفه بها مجلس الثورة. وبقاء منصب رئيس الجمهورية شاغرا.

على أثر ذلك خرج اللواء عبد الحكيم عامر وقائد الأسراب حسن إبراهيم. وتوجها إلى القصر الجمهورى لإبلاغ اللواء محمد نجيب بقرارات مجلس قيادة الثورة. فى القصر الجمهورى تم إبلاغ اللواء محمد نجيب بقرارات المجلس..


وركب اللواء محمد نجيب سيارته وبجواره قائد الأسراب حسن إبراهيم وغادرا القصر!

وعاد اللواء عبد الحكيم عامر إلى مبنى مجلس الوزراء. حيث انضم إلى أعضاء مجلس الثورة. وأبلغهم بإتمام إبلاغ محمد نجيب بقرارات مجلس الثورة.

وفى هذه الأثناء كانت قد صدرت الأوامر باستدعاء مجلس الوزراء للاجتماع فى جلسة غير عادية فى الساعة الواحدة بعد ظهر أمس. وبدأ أعضاء مجلس الوزراء يتوافدون على مبنى الرياسة. من الساعة الواحدة إلا الربع.

وفى الساعة الواحدة..

انتقل مجلس الثورة إلى قاعة اجتماع مجلس الوزراء. وبدأ الاجتماع برياسة الرئيس جمال عبد الناصر. استمر مجتمعا حتى الساعة الثانية إلا الربع. وأحيط فيها علما بقرارات مجلس قيادة الثورة.

وصرح الدكتور محمود فوزى وزير الخارجية عقب الاجتماع. بأن الرئيس جمال عبد الناصر رئيس مجلس الوزراء. كلفه بإبلاغ قرارات مجلس قيادة الثورة إلى جميع السفارات والمفوضيات المصرية فى الخارج.

وقال الدكتور محمود فوزى إنه سيجتمع فى وزارة الخارجية باللواء على نجيب سفير مصر فى سوريا لإطلاعه على تفاصيل الموقف فى سوريا.
واللواء محمد نجيب يقيم الآن فى قصر السيدة زينب الوكيل فى المرج!

■ ■ ■
وكان البوليس فى فجر اليوم السابق قد ألقى القبض على إبراهيم الطيب رئيس الجهاز السرى للإخوان.

وبمجرد القبض عليه سالت اعترافاته الخطيرة. وكانت أكثرها خطورة هو اعترافاته على اللواء محمد نجيب!

فقد اعترف إبراهيم الطيب بأن محمد نجيب كان على صلة سرية بالإخوان من شهر أبريل بنفس العام. وأنه قبل أن يلعب دورا مهما فى انقلاب الإخوان الدموى. إن محمد نجيب أفهم الإخوان أنه يستطيع أن يسيطر على الموقف بعد اغتيال جمال عبد الناصر.

اعترف إبراهيم الطيب أن حسن الهضيبى المرشد العام للإخوان. وفى بعض الأحوال عبد القادر عودة أو صلاح شادى. كانوا وصلة الاتصال السرى بين الإخوان واللواء محمد نجيب. وأحيانا يكون الصلة أشخاص آخرين من المتصلين بالهضيبى.

وتوالت اعترافات إبراهيم الطيب..

فقد اعترف أن المجلس العالى للجهاز السرى هو الذى وضع خطة الاغتيالات والانقلاب. وأن هذه الخطة لا علاقة لها باتفاقية الجلاء. إنما وضعت للتخلص من النظام الحاكم. وأن المرشد العام حسن الهضيبى أخذ هذه الخطة وصدق عليها‍!

وقال إبراهيم الطيب: لقد كنت مستمرا فى تنظيم باقى الإخوان الذين لم يعتقلوا وكنت أبذل محاولة نهائية لتنفيذ خطة الانقلاب!

ومضى إبراهيم الطيب يقول عن خطة الإخوان: كانت الخطة تتلخص فى إعداد الإخوان وتعبئتهم وتدريبهم. والقيام بحوادث اغتيالات للجهاز الحكومى كله. من رئيس الوزراء جمال عبد الناصر. إلى كل معاونيه وعدد من ضباط الجيش. وقد تقرر فى الخطة أن نغتال جمال عبد الناصر بأى شكل. فى منزله أو فى مكتبه أو فى الشارع. لأننا كنا نعتبره المسؤول عن الجهاز الحكومى.

«بعد اغتيال جمال عبد الناصر نقوم بحركة شعبية مسلحة. وأن يتم تأمين الجيش بواسطة محمد نجيب. وفى الوقت نفسه يقوم الإخوان بمظاهرات شعبية مسلحة. من أجل هذا جمعنا السلاح لاستعماله فى هذه المظاهرات».

وقد أبلغت يوسف طلعت هذه الخطة. وأبلغنى أن المجلس العالى هو الذى وضعها. وأنه عرضها على المرشد العام الأستاذ الهضيبى فصدق عليها.

«وكان المتفق عليه بعد الاغتيالات وقيام المظاهرات المسلحة. أن يتولى محمد نجيب تأمين الثورة الجديدة. وإلقاء بيان للتهدئة. فإذا حصلت مقاومة بعد ذلك. تحدث اغتيالات جديدة».

«وعندما تلقيت هذه التعليمات من يوسف طلعت أبلغتها إلى جميع قادة الفصائل لتنفيذها وقد قصدنا من اغتيال جمال عبد الناصر أن لا يقع صدام بين الشعب وبعضه. وقد أفهمنا محمد نجيب أنه يستطيع أن يسيطر على الموقف».

«وقد بدأ الاتفاق بين محمد نجيب والإخوان فى شهر أبريل. وكان الذى يتولى الاتصال السرى مع نجيب الأستاذ الهضيبى أو عبد القادر عودة أو صلاح شادى. أو أشخاص آخرون من المتصلين بالهضيبى».

«وكنا نظن أن الذين سينجون من الاغتيالات سوف يسلمون حقنا للدماء. خصوصا عندما يرون أن رئيس الجمهورية محمد نجيب. هو القائم على رأس الوضع الجديد. الخطة ليس لها أى علاقة باتفاقية الجلاء. لكن السبب فى وضعها هو التخلص من الوضع الحالى».

«عندما فشل حادث اغتيال جمال عبد الناصر لم أيأس»!

وكنت أحاول من مخبئى إعادة تنظيم الفصائل التى بقيت بعد الاعتقالات. لنحاول أن نقوم بالخطة التى وضعها المجلس العالى. وكنت أستعين ببعض الأخوات من المسلمات. فى نقل التعليمات إلى أعضاء الفصائل!
وكان محمد نجيب قد وعدنا فى شهر أبريل أن الجيش معه. فلما تبينا أن هذا غير صحيح. رؤى أن نستعيض عن الجيش بالمظاهرات الشعبية المسلحة!
■ ■ ■
لم يكن هذا فقط هو كل ما اعترف به إبراهيم الطيب!
فقد قال فى ما بعد أمام محكمة الشعب إن اللواء محمد نجيب كان يكتب المنشورات. ويكلف الإخوان بطبعها وتوزيعها!

واعترف إبراهيم الطيب بأن عبد القادر عودة سلمه منشورا مكتوبا بالقلم الرصاص ليس بخطه وبتوقيع محمد نجيب ويهاجم فيه اتفاقية الجلاء. وأن الجهاز السرى أعد خطة الاغتيالات بعد أن تم التفاهم مع محمد نجيب. وأنهم قرروا اغتيال كل من يقف ضد ثورتهم المسلحة!
وقال إبراهيم الطيب أيضا أن حزام الديناميت كان معدا لتفجيره فى الرئيس جمال عبد الناصر وزكريا محيى الدين وزير الداخلية!
ومن أغرب ما قاله أنه قرر قتل جمال عبد الناصر رغم أنه لم يقرأ اتفاقية الجلاء. واكتفى بما قاله له عبد القادر عودة بأنها تنص على عودة الإنجليز إلى القنال فى حالة خطر الحرب. وهذا معناه أن الإنجليز لن يخرجوا من مصر لأن خطر الحرب قائم!
وفى محكمة الشعب..

كشف جمال سالم رئيس المحكمة عن أسرار خطيرة..

فقال إن الإخوان طلبوا من مجلس قيادة الثورة خلال شهر يوليو أغسطس سنة 1952 -أى فور قيام الثورة- إقامة حكم عسكرى مطلق. ودون دستور أو برلمان لمدة عشر سنوات. ليكون الحكم تحت وصاية الإخوان!

وقال جمال سالم: إن مجلس قيادة الثورة رفض هذا العرض. وطلب من الأحزاب تطهير نفسها. تمهيدا لإعادة الحياة النيابية.. لكنها لم تفعل!
ومضى جمال سالم يكشف المزيد من الأسرار..

فقال: إن الثورة تأخرت فى عزل الملك فاروق من 23 يوليو إلى 26 يوليو سنة 1952. حتى تحشد كل القوات. لمواجهة أى تدخل من الإنجليز عند عزل فاروق!
■ ■ ■

ولم تكن الاعترافات فقط هى التى قدمها إبراهيم الطيب!
لكنه أيضا فور القبض عليه أرشد عن مخبأ يوسف طلعت رئيس الجهاز السرى الهارب!
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت عن مكافأة قدرها ألفا جنيه لمن يرشد عن يوسف طلعت.
وكان رجال البوليس يعملون ليل نهار فى البحث عنه..
لكن إبراهيم طلعت بعد القبض عليه وفى الساعات الأولى أرشد عن الأماكن التى يتردد عليها يوسف طلعت.
ومن هذه الأماكن.. شقة فى مصر الجديدة!
وأسرع رجال البوليس إلى هذه الشقة. وحطما بابها ودخلوا. ليجدوا يوسف طلعت جالسا بالبيجامة. حليق الذقن. يقرأ فى جريدة «أخبار اليوم»!
وكان بجوار يوسف طلعت مدفع معد للاستخدام فى أية لحظة..
لكنه بمجرد أن وجد رجال البوليس فى الشقة يحيطون به. حتى استسلم ورفع يديه إلى أعلى!
عثر رجال البوليس فى الشقة التى كانت تقع بالطابق الرابع فى العمارة رقم 9 بشارع الوالى. على مدفع تومى جن ومدفعين برن.. وخمسة مدافع استن.. وتسع بندقيات لى أنفيلد. وماسورة مدفع عيار 11. ومدفع فيكرز و23 قايش بندقية مشحونة بالرصاص. و19 خزانة مدفع. وصندوق كبير ملىء بالمتفجرات والمواد الناسفة والقنابل. وماكينة طبع رونيو لطبع المنشورات!
ولم يكتف رجال البوليس بالصيد الثمين وهو القبض على يوسف طلعت!
فقد حملوه بعيدا وأصلحوا باب الشقة. وظلوا داخلها. وانتظروا وصول زواره من رجال الإخوان.
ثم قبضوا عليهم جميعا!
■ ■ ■
وبدأت بقية رموز الإخوان الكبيرة تتساقط..
وكان من بين الذين تم القبض عليهم سيد قطب. ونشرت «أخبار اليوم» بعضا من اعترافاته فقالت:

«اعترف الأستاذ سيد قطب أحد زعماء الإخوان اعترافات خطيرة. اعترف بأنه زار المرشد العام حسن الهضيبى عقب عودته من سوريا. وأبلغه الأستاذ الهضيبى بأنه سيحدث انقلاب فى الحكم قريبا. وأن هذا الانقلاب سيتم مع بقاء محمد نجيب رئيسا للجمهورية!

وقال سيد قطب إنه قال للهضيبى: خلى بالكم شوية. واعملوا احتياطات من الناحية الدولية. لأن منطقة الشرق الأوسط منطقة حساسة. وقد تتدخل بعض الدول؟
فقال له المرشد العام حسن الهضيبى: لقد اتخذت احتياطات دولية.. والإخوان قاموا باتصالات فى هذا الشأن. حتى تعترف الدول بانقلاب الإخوان!
واعترف سيد قطب بأنه كان يصدر نشرة سرية للإخوان بعنوان (هذه المعاهدة لن تمر). ونشرة أخرى بعنوان (لماذا أكافح)؟!».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.