أسماء مصطفى الأمثال الشعبية تمثّل جزءا كبيرا من ثقافة وفلسفة أي شعب، خصوصا الشعب المصري، الذي يعدّ من أكثر الشعوب العربية استخداما للأمثال، ولكل مَثَل مناسبة يُقال فيها، فيختصر فلسفة أو حكمة حياتية، بعض الأمثال له أصل، والبعض الآخر استخلص من حديث شريف أو قدسي وتحوّر بمرور الزمن. ولأن كثيرا مِنّا لا يعلم أصل الحكاية؛ فكّرنا في الرجوع بالزمن لنبحث عن أصل الحكاية.
"على قد لحافك مد رجليك" يقولها المصريون لنصح الشخص المبذر كي يقتصد في النفقات حتى لا يتعرض لأزمة مستقبلية؛ بسبب كثرة إنفاقه. المثل يبدو مصريا خالصا، لكن الحقيقة أن أصله عربي، "علي قد لحافك مد رجليك" كانت ختاما لنصائح كثيرة اختصرها رجل حكيم بهذه الجملة البليغة لتصبح إلى عصرنا هذا مثلا يتداوله الناس في حديثهم اليومي.. وإليكم قصة المثل.. ورث شاب ثروة طائلة عن والده وكان وريثه الوحيد، لكن لم يحسن هذا الشاب التصرف في هذه الثروة بل أخذ يبعثرها يمينا ويسارا وينفقها في غير موضعها، وكثرت سهراته مع الأصدقاء، وكثر البذخ والإسراف والتبذير.. وبعد مدة نفدت ثروته بطبيعة الحال، وأصبح لا يملك قوت يومه، عندها تخلى عنه أصدقاؤه وضاقت عليه الأرض، فخرج من بلدته باحثا عن عمل يحصل منه على لقمة العيش، وانتهى به المطاف عند صاحب بستان استأجره.. ولكنه لاحظ أنه عديم الخبرة ولم يسبق له العمل, وأنه ابن ترف لكن ظروفا ما أدّت به إلى ذلك، فسأله صاحب البستان: "ما الذي أجبرك على العمل؟ ومن أنت؟" فأخبره الشاب بكامل قصته.. مما أذهل صاحب البستان لأنه يعرف والد الشاب وأنه صاحب ثروة كبيرة لا يمكن أن تنفد بهذه السرعة، فقال الرجل: "لا أريدك أن تعمل وتُهان وأنت ابن فلان".. وعرض عليه أن يزوجه ابنته، وأسكنهما بيتا صغيرا قريبا منه وأعطى الشاب جملا، وقال له: "يا ولدي احتطب وبِع وكُل من عمل يدك وأنصحك بأن تمد رجلك على قد لحافك".. ومن يومها بدأت الناس تتداول النصيحة كاملة، لكن بمرور الزمن تحورت، وتم اختصارها لتصبح "على قد لحافك مد رجليك".. وبمناسبة شهر رمضان الكريم.. نود أن نتوجه بالنصيحة للجميع بعدم التبذير والإسراف في شراء المنتجات الزائدة عن الحاجة، ونقول: "على قد لحافك مد رجليك".
يمكنك الاطلاع على: على رأي المثل.. "ده إحنا دافنينه سوا"!! على رأي المثل.. "دخول الحمام مش زي خروجه"!! فعلا.. "اللي مايعرفش يقول عدس"!