مش لاقي بنات.. كل البنات دلوقتي عاملة فيها مسترجلة، نفسي ألاقي بنت بجد محافظة على كامل أنوثتها.. على العكس وكأن البنات بيهربوا من مجرد كونهم بنات. أنا عارف إن كل واحد له نصيب بس نفسي أعرف ليه البنات بيعملوا كده في نفسهم؟ m.fadel
رسالتك مكوّنة من سطرين لكنها محمّلة بالإحباط وممتلئة بالمواجع، وبها من الخوف ما يدعو للشفقة عليك من الرعب كي لا ترتبط ب"راجل" مثلك. ظهرت الكثير من التحليلات لهذه الظاهرة.. ومن أجمل ما قرأت كان كتاب الدكتور نبيل فاروق "المرأة مشكلة صنعها الرجل"، وهو عبارة عن مجموعة مقالات تم نشرها تباعا في سلسة كوكتيل 2000، وتتحدث عن حال المرأة العربية في المجتمع الشرقي وتوجهها للاسترجال، نعم، فأنا أعترف أن استرجال البنات عموما وفي مجتمعنا الشرقي خصوصا أصبح بالفعل ظاهرة. باعترف إن البنات واللي أنا واحدة منهم غلب على طبعنا الاسترجال، وبعضنا كمان اتجه للرجولة شكلا أيضا وليس فقط مضمونا، من خلال البنطلونات الجينز السادة وارتداء قميص رجالي عليها وقص الشعر نهائيا أو ترك بعض الشعيرات في الأمام خزيا للعين، وحتى لو كانت البنت محجبة فهذا الحجاب يكون هو الإشارة الوحيدة على أن هنا أنثى. طبعا مش كل البنات بتوصل بيهم الحالة لدرجة الرجولة الكاملة، لكن فيه بنات كتير بيكون غالب على تفكيرهم إنهم لو اهتموا بنفسهم، واختاروا اللبس البناتي المميز للبنت من جيبات أو فساتين أو ألوان هادية، وكمان كانت رقيقة وهادية وبنوتة فعلا هتكون مطمع، ويا ريت ماتنكرش إن ده حقيقي فعلا وبنشوفه وبنسمع عنه كل يوم، لذلك بتتجه للاسترجال شكلا أو طباعا علشان تحمي نفسها وتاخد وضعها في شغلها، وماحدش يفتكر إنها ضعيفة فتروح في الرِجلين أو ماتاخدش حقوقها، لأنها مش قادرة تطالب بيها أو مكسوفة تقول ده حقي. يعني الموضوع مابقاش مجرد معاكسات في الشارع البنت بتخاف منها، لأ ده كمان في الشغل، والأهم كمان في البيت لإن البنت وجدت اتجاهها للاسترجال خفف من قلق أسرتها عليها، وخلاهم يفتحوا لها الشباك شوية ومابقتش محطوطة تحت الميكروسكوب زي الأول.. فبقى عادي إن البنت تتكلم في التليفون مع زميلها مثلا قدام باباها وده طبعا كان شيء مستحيل قبل كده إنها حتى تتكلم مع واحدة صاحبتها ومدة المكالمة تطول شوية، ساعتها كان بيكون فيه 100 سؤال و1000 استفسار.. لكن استرجالها خلاهم يطمنوا إن بنتهم ب100 راجل، فالقلق تراجع والثقة تزايدت ومساحة الحرية بقت أكبر، مش هانكر إن فيه البعض استغلوا الحرية دي غلط، لكن ده كان رد فعل طبيعي للكبت الزائد والتخوين المستمر دون أن تخطئ في أي شيء. ومش هانسى طبعا أقول لك إن استرجال البنات ده بسبب رغبة قوية في حماية نفسها من زوجها كمان، وإنها تظهر قدامه قوية ولو سابها ولا باعها هتقدر تعيش من غيره عادي، وده طبعا لإن زمان وأيام ما كانت المرأة أنثى والراجل هو اللي بيصرف عليها وحصلت أي حاجة سواء انفصال أو وفاة أو قرار فجائي منه إنه مايصرفش عليها، كان السبيل لوحيد قدامها إما المرمطة في الشوارع والتسول وإما إنها تبيع شرفها، فكانت النتيجة إنها استرجلت علشان برضه تحمي نفسها. وفيه نقطة مهمة برضه جدا وإن كانت هتخليك تزعل مني أكتر، لكن مع الأسف لازم أقولها وهلخّصها في سؤال واحد.. هو فين الراجل اللي يقدر دلوقتي يتحمل مسئولية أنثى من غير مساعدتها في إنها تصرف معاه على البيت وتتحمل مسئوليات كانت زمان من اختصاص الراجل بس، لكن دلوقتي بيغرق فيها في شبر مية لو ماكانتش مراته معاه، زي دراسة الأولاد ومشاوير الدكاترة والاتفاق مع المدرسين وغيرها؟! فين الراجل اللي بيعامل المرأة الأنثى زي ما رسولنا الكريم أمر ووصى بالنساء؟! فين الراجل اللي مش هيعاير مراته باللقمة اللي بتاكلها ويحترم دورها في البيت ومايحسسهاش إن بكونها أنثى أصبحت حملا ثقيلا عليه، وإن طلباتها الخاصة مش من حقها ما دامت مش من فلوسها وإنه لو جاب لها حاجة خاصة بيها يعني مش للبيت كده ده يبقى كرم حاتمي منه؟! فين الراجل اللي المرأة تقدر تعتمد عليه فعلا وتسيب له أمورها، وتهتم بأنوثتها وهي مطّمنة له ولحسن إدارته لشئون حياتها وحياته، فترجع ضعيفة ورقيقة ومستكينة وفي نفس الوقت حاسة بالأمان؟! رأيي إن طول ما الراجل بيفتري بقوته وبسيطرته مش هيلاقي غير المرأة النمر، وطول ما هي شايفة إن الراجل هو اللي ليه كل الحقوق وإنها عليها كل الواجبات عمرها ما هتكون امرأة أنثى، حتى لو الأنوثة وحشتها.