وعجز اللسان عن الكلام.. وعجز الكلام عن الوصف.. وعجز الوصف عن الإيضاح.. ولكن فرح القلب وصاح.. وتناثرت في المعمورة الأهازيج والأفراح؛ فالمصري الثائر ارتاح.. وفيضان السعادة اجتاح.. هؤلاء هم الفراعنة هؤلاء هم المصريون هذا هو (منتخب الساجدين). لا شيء يصف فرحتنا.. فنحن من سطرنا بأحرف من نور بطولتنا وشاهد العالم البعيد إنجازاتنا، ووقف الأفارقة إعظاماً وتجليلاً، وزفت إفريقيا البطل في تهليل، وقدّمت له أميرة إفريقيا الغالية في حب وتقبيل. فقد شنّ "الفراعنة" هجوما كاسحا على القارة السمراء على مدار 20 يوما، ونجحت قوات "الكوماندوز" بقيادة الأسد حسن شحاتة "قائد أركان الكرة العصرية" مع المقاتل عميد الكرة المصرية أحمد حسن ومعهم 22 مكافحا مشاغبا مقاتلا وضعتهم الظروف والأيام تحت سكين النقد، ولكن ها هم رجال شحاتة يردون الشرف والعرض. كم عجب العالم من بطولتنا.. كم يأس الجميع من هزيمتنا.. كم احتار كل ناقد في قوتنا.. القتال سمتنا.. والفوز غايتنا.. لا يهم من في الملاعب واجهتنا.. من ينسى أسطورة الإيطالية عندما كسر شحاتة ورجاله مقاليد الأحكام العالمية.. وتمكنوا من الفوز في مباراة خيالية.. ومن ينسى تاريخ المصري العريق. الفراعنة هم من ركبوا الأفيال وقتلوا الأسود.. واصطادوا النسور وذبحوا الثعالب.. وصعدوا فوق النجوم؛ فهم بثقلهم كالأفيال.. وبشراستهم كالأسود.. وبرفعتهم كالنسور.. وببريقهم كالنجوم. حسن شحاتة ورجاله من حفروا بروزا على الجبال، ومن تسبق بأنفاسه التلال.. لا يهمه نقص أوكسجين أو سوء ملاعب أو حالات تحكيم.. فهو من اتجه برجاله إلى المستطيل الهرمي... ووقف على قمة الهرم كأول على القارة السمراء في 3 بطولات متتالية.. وقف أصحاب المراكز الأخرى يجرون أذيال الخيبة.. فشكرا شحاتة وشكرا لرجاله. لم يكن الفوز بالبطولة هو الإنجاز الوحيد.. ولكن تحققت عدة إنجازات أخرى أهمها: -الفوز باللقب للمرة السابعة في تاريخ البطولة والمرة الثالثة على التوالي. -الوصول للمباراة رقم 19 متتالية بدون هزيمة. -تحقيق 9 مباريات فوز متتالٍ في البطولة منذ آخر تعادل أمام زامبيا في كأس الأمم الإفريقية 2008. -دخل حسن شحاتة التاريخ... حيث يعد أول مدرب في التاريخ يفوز في جميع البطولات القارية الذي شارك فيها؛ حيث فاز ببطولة الأمم الإفريقية للشباب 2003 ببوركينا فاسو، و2006 الأمم الإفريقية للكبار في مصر و2008 بغانا و2010 بأنجولا. -تمكن المنتخب المصري من الفوز على 4 منتخبات من المشاركة في كأس العالم (نيجيريا، الكاميرون، الجزائر، غانا). -تمكن أبناء شحاتة من هزيمة المنتخب الجزائري لأول مرة في تاريخ مواجهات الفريقين في البطولات الإفريقية. -حصول الحارس عصام الحضري على أفضل حارس في البطولة 3 مرات متتالية (2006، 2008، 2010). -حصول أحمد حسن على جائزة أفضل لاعب في البطولة للمرة الثانية بعد عام 2006 بمصر. -إنجاز تاريخي حققه الحضري وأحمد حسن بالفوز بالبطولة الإفريقية الرابعة في تاريخيهما بعد 98 و2006 و2008 و2010. -وصول "الصقر المصري" للمباراة الدولية رقم 172 ويصبح بذلك "عميد لاعبي مصر" ويتبقى له 9 مباريات ليصبح عميد لاعبي العالم الذي يتصدرها محمد الدعيع برصيد 181 مباراة. -حصول اللاعب محمد ناجي (جدو) على لقب أفضل بديل في البطولة وهي جائزة جديدة تطبق لأول مرة في البطولة، كما حصل اللاعب نفسه على لقب هداف البطولة على الرغم من انضمامه للمرة الأولى لصفوف المنتخب. -اختيار الحضري وجمعة وفتحي وأحمد حسن وزيدان في منتخب إفريقيا "الأساسي"، كما تم اختيار "جدو" للتشكيلة الاحتياطية.
شاهد جميع أهداف العالمي (جدو) في أمم إفريقيا "أنجولا 2010" إضغط لمشاهدة الفيديو: الفراعنة قهروا الأسود والنمور وقل ما تشاء
مدرب ولاعبو المنتخب في سطور: حسن شحاتة: "صاحب الفرح" أفضل مدرب إفريقي حيث يثبت دائما "المعلم" أن وجهته هي الصواب فهو من أتى بالمرحوم محمد عبد الوهاب ظهير أيسر النادي الأهلي من دكة الاحتياطي بالأهلي ليلعب أساسيا للمنتخب القومي في مصر 2006، وهو من اكتشف أحمد فتحي ومحمد شوقي وهما بعيدان عن اللعب في 2008، وهو من استبعد النجم أحمد حسام "ميدو" ليأتي بابن "حوش عيسى" ولاعب الاتحاد السكندري محمد ناجي (جدو) والشهير أيضا ب"ميدو" ليصبح بعد ذلك أفضل لاعب بديل في تاريخ كأس الأمم وهدافا للبطولة بخمسة أهداف وغير ذلك الكثير فذلك هو البطل حسن شحاتة. عصام الحضري: أصبح وجود الحضري بمثابة جرعة الاطمئنان والأمان للشعب المصري فهو أسد إفريقيا وحارس عرينها وأفضل حارس على قارتها لثلاث بطولات متتالية 2006 و2008 و2010. هاني سعيد: من جديد يثبت السعيد أنه الأداء المديد والعطاء الشديد في كافة المواعيد على الرغم من عدم وجوده أساسيا في فريقه فإنه كان أحد نجوم المنتخب الوطني. محمود فتح الله: كان هو الآخر أحد نجوم الدفاع وتكفل في المباريات بإيقاف الخطورة على مرمى الفراعنة بكفاءة واقتدار يحسد عليها على الرغم من عودته من إصابة بخلف الكتف. وائل جمعة: إذا نظرت في وجهه تحسه "أسدا" وعندما يلعب تلقاه "شرسا" فهو قاهر الكبار إيتو ودروجبا وتوني وفابيانو وإدريسو وغيرهم الكثير والكثير. أحمد المحمدي: كالطائر في أرض الميدان.. كالمحلّق دفاعا وهجوما.. هو أفضل لاعب في مباراة بنين.. وهو صاحب اللعب النظيف في مباراة الجزائر.. بعد أن أنهك نذير بلحاج، مما دفع الأخير لإيذائه ونال الكارت الأحمر عقابا. سيد معوض: على الرغم من تعدد انطلاقاته في هذه البطولة إلا أنه كان على الموعد.. في الدفاع جاهد كثيرا، وفي الهجوم كانت انطلاقاته مثمرة.. شكرا يا "سي السيد". حسني عبد ربه: على الرغم من أدائه غير المقنع إلى حد كبير في الدور الأول إلا أن أفضل لاعب في بطولة إفريقيا لأمم 2008 قدم مباراة كبيرة أمام الكاميرون وتوهج أمام الجزائر وأبدع أمام غانا. أحمد فتحي: هو اللاعب العصري.. اللاعب المودرن.. اللاعب الذي يتمناه المدربون.. يمدحه المحللون.. يخاف منه المنافسون.. فلو تحدثنا عنه لن تكفي الأوراق والأحبار.. فهو بالفعل الماجيكو احتياطي منتخب إفريقيا 2008 ونجم منتخب إفريقيا 2010. حسام غالي: على الرغم من غيابه عن المنتخب المصري في الفترات السابقة إلا أنه قدم مردودا جيدا في البطولة، ولعب أداء محوريا في وسط الميدان. أحمد حسن: هو بطل في أدائه هو خّير في عطاءاته.. هو مجيد في بطولاته.. هو عبقري في إنجازاته.. إنه عميد الكرة المصرية أحمد حسن كامل.. تراه في أرض الملعب ابن العشرين يجري يحاول يقاتل.. إنه قدوة ومثال.. إنه حماسة وقتال.. إنه أفضل لاعب في بطولة إفريقيا 2006 و2010 ونجم منتخب إفريقيا أيضا وهو "عميد الكرة المصرية الجديد". محمد زيدان: على الرغم من تذبذب مستواه في بداية البطولة ما بين مرتفع للغاية كما الحال في مباراة نيجيريا والجزائر وغانا وأداء إلى حد ما أمام موزمبيق والكاميرون ولكنه أصبح من أفضل 11 لاعبا في القارة إثر اختياره ضمن تشكيلة منتخب إفريقيا. عماد متعب: عماد "مزعج"... عماد "مؤلم" كما وصفه الكابتن أحمد شوبير... قل عليه ما شئت فهو بالفعل يثبت يوما بعد يوم أنه المهاجم الكبير للكرة المصرية في هذا الوقت، فقد استطاع أن يضع على عاتقه مسئولية الهجوم المصري في ظل غياب عمرو زكي و"ميدو"، وأدى ما عليه على الرغم من عودته من الإصابة، وتحامل على نفسه في النهائي أمام غانا. محمد ناجي (جدو): "عايز تهده هات له جدو" عبقري مكافح واثق فاهم.. مهما نقول.. مهما كانت أوراق الصحف.. ومهما تناقلت الوكالات والفضائيات والمواقع اسمه فلن يكفي... لقد حقق "جدو" إنجازا في خمس مباريات ووصولا إلى قلوب وعقول الجماهير لم يصل إليه نصف لاعبي مصر على مدار تاريخها، أن يسجل لاعب في 7 مباريات 6 أهداف، ويصبح أفضل بديل في تاريخ القارة... بالفعل إنه "جدو" زمان ونجم الآن وإبداع أقصى من الإمكان. فيما كان باقي لاعبي مصر الاحتياطيين ملوكا في تحمل المسئولية فلم يتذمر "السقا" الكبير، ولم يمتعض حارس الزمالك عبد الواحد السيد "أسد إفريقيا"، ولم يشكُ شيكابالا... ولم يتضايق أحمد عيد عبد الملك... كل توحدت عقولهم وجودهم وأداؤهم لتحقيق الهدف المراد وهو الفوز بالكان. فشكرا لفراعنة هذا الزمان.. وننتظر المزيد في مونديال 2014 ميعادنا مهما كان.
شاهد رباعية مصرية تاريخية في مرمى "الخضر" إضغط لمشاهدة الفيديو: