السلام عليكم.. أنا متابعاكم باستمرار ويا رب للأمام دايما. أنا فتاة عندي 22 سنة جميلة ومن بيئة وعائلة كويسة، والحمد لله على ما أعطاني أنا ربنا اداني حاجات كتير، وأهلي بيوفروا لي كل حاجة، وبالأخص يعني والدتي اللي بحبها أوي، وأي حاجة مادية متوفرة لي، بس كل مشاكلي تتلخص في قلبي وعقلي سواء في علاقتي بأهلي أو أصحابي أو حتى شريك حياتي اللي مش موجود دلوقتي. أنا حاسة إني مشتتة لدرجة إني دلوقتي مش عارفة أقول لكم إيه، بس جوّ البيت وحش أوي، عمرهم ما وفّروا لي جو مناسب مثلا للمذاكرة دايما فيه خناق بين بابا وماما، وبابا وأنا.. أوقات باحس إني مش بحب والدي، أنا أصغر إخواتي والفرق بيني وبينهم كبير، كلهم اتجوزوا وأنا كنت لسه في أولى ثانوي، حسيت بوحدة شنيعة لحد دلوقتي حاساها.. عمر ما أمي ولا أبي حضنوني.. حتى كنت اتعرضت لمحاولة اغتصاب وربنا نجاني كنت وقتها هاموت ويحضنوني، بابا ساعتها كان شاكك فيّ إني اللي حصل كان بمزاجي، وتعبت بسبب الموضوع ده لدرجة إن كان بيغمى عليّ وهو مفكّر إني حامل، بس أنا أصلا ماحصلش حاجة كانت محاولة وربنا نجاني، ومافيش أي وفاق بيني وبين بابا، ومش بحبه ووالدتي تعبانة وأنا اللي باراعيها وشايلة مسئولية البيت من الألف للياء، وبجد نفسي أحس إني مسئولة من حد.. نفسي ارتاح بجد. كان ليّ صديقة وبعد ما اتجوّزت حصلت خلافات بيننا، وهي سافرت وبعد كده اتصالحنا بس مارجعناش زي الأول، وليّ أصحاب كتير أحيانا بنتكلم على النت ومافيش حب في حياتي، حبيت مرتين لكن كان من طرف واحد، وبحب دلوقتي من طرف واحد برضه، ولما اتحب مش بحب لأنه مش اللي في خيالي. أحيانا باحس إنه مش حب أكتر من إنه بحث عن الحب، باحاول أشغل نفسي مع إخواتي وولادهم وفي البيت، لكن بابا دايما بيعكّر صفو الحياة والمعيشة في البيت، وبيقلب البيت نكد دايما، وليّ أخ وحيد هو الكبير بابا بيموت فيه زي الصعايدة بيحبوا خلفة الولاد، لدرجة إنه مش بيفكّر غير في أخويا ماله وحاله وصحته كلها ليه، ودايما يلعن خلفة البنات دايما لدرجة إني بادعي ربنا خلفتي كلها تكون ولاد عشان ماجيبش بنت للدنيا تتعذب. أنا حاسة إن عندي اكتئاب يمكن أكون مشتتة في كتابتي ده لأن ذهني مشتّت، وفيه مشاكل كتير... نفسي أحب واتحب لكن في نفس الوقت خايفة يكون زي بابا أو حد مش كويس، ومش عايزة أتجوز لأن موضوع محاولة الاغتصاب دي معقدني، ولو اتجوزت مش هاتجوز إلا لما أحب، بس أحب إزاي؟ أنا كمان ماكنتش باصاحب ولاد في الجامعة؛ لأني مش باقتنع بصحوبية الولد والبنت، لكني اتعرفت على واحد من النت وإحنا أصحاب. أوقات كتير لما بافكر دماغي بجد بتوجعني، وباحس إن قلبي موجوع.. بابا من ناحية والوحدة من ناحية، وتعب أمي والصداقة والحب... حاسة إني ست عجوزة وعندي 22 سنة، وماعملتش حاجة في حياتي أنا كنت مرحة جدا دلوقتي بقيت هادية، نفسي أرتاح ومش عارفة إزاي بقالي كتيييييير أوي على الوضع ده أنا ماعشتش سنّ المراهقة، حاسة إني باعيشه دلوقتي، لو فيه حل عندكم يا ريت تساعدوني كنت عايزة أفضفض واتكلمت كتير أوي.
long.way
صديقتي أحيانا نظن أنه ضعف أن نترك الأمور تمر ولا نلتفت لها، ولكن صدقيني في أوقات أخرى تعتبر هذه هي القوة بعينها، في البداية أريدك أن تتركي ذكرى حادث الاغتصاب الذي تعرضتِ له تمرّ، قد لا تستطيعين أن تتفاديه اليوم ربما لفداحته وعظمة أثره، ولكن الزمن كفيل بمداواة كل شيء، ولكن الأهم أن تتركي هذا الأمر يمر ولا تحاولي التحدث عنه أو حتى تذكّره؛ لأنه في الغالب ما يسبب لك ذلك الإحساس بالصداع والوجع والحزن، وبأنك عجوز رغم أن عمرك لم يتعدّ 22 سنة. مشكلتك مع والدك والتي -مع الأسف- تطوّرت لدرجة بحثك عن بديل له في علاقات على الإنترنت، يجب أن تتخطيها أيضاً، فالمشاكل نوعان: مشاكل قابلة للحل، يعني مثلا جواز فاشل ممكن يكون الحل له الطلاق، أو كالفشل في الجامعة حله هو الدروس الخصوصية، زي الصناديق المقفولة اللي بندوّر على طريقة ونفتحها، وفي مشاكل مالهاش حل غير إننا نتخطاها ونسيبها تمرّ أو نمرّ من فوقيها، زي إن يكون لك أب قاسي أو أخ مدمن، المشاكل دي بتكون زي صخرة في الطريق لو حاولت تفتحيها هتفضلي تخبطي رأسك فيها، ورأسك هتتجرح ومش هتوصلي لأي حاجة، الحل الوحيد إنك تلفّي من حواليها، أو تطلعي من فوقيها، تتخطيها. إنت النهارده عمرك 22 سنة يعني إنسانة ناضجة وواعية، الحل الوحيد لعلاقتك السيئة بأبوكي هي إنك تبدئي في صناعة حياة جديدة خاصة بيكي، فيها حنان وتفكير إيجابي؛ لأن من الصعب تغيير أبوكي أو أمك، لكن ممكن تغيري نفسك وأوضاعك للأفضل. صديقتي.. لازم تشغلي نفسك بحاجات جديدة، كوّني صداقات، وروحي أي جمعية خيرية أو ملجأ أيتام قريب من بيتك "جمعية رسالة" على سبيل المثال في الفرع اللي جنب بيتك، إنت ربنا أنعم عليكي بإنك تكوني ميسورة الحال، هاتي شنطة وامليها لعب وبسكويت وروحي اقعدي مع الأيتام ساعة كل أسبوع، ساعة واحدة شوفي فيها أطفال بدون أب أصلا، لا أب قاسي ولا حنين، لا طيب ولا شرير، دول أطفال مالهمش حد أصلا، ورغم كده بعد شوية هياخدوا عليكي، هييجوا يتشعلقوا في رقبتك ويرموا نفسهم في حضنك، حضنهم أحلى من أي حضن ممكن تتخيليه. روحي لهم ساعة هتلاقي عندهم حنان الدنيا، وهيساعدوكي أكتر بكتير من فضفضة "بص وطل"، وهيبسطوكي أكتر وهتحسي وسطهم إنك رجعتي طفلة تاني. وصدقيني عمرك ما هتندمي على زيارتهم... إنتي فعلا محتاجة تتعلمي منهم حاجات كتير ومحتاجة حضنهم.