السلام عليكم.. أنا كنت محتاجة رأيكم، أنا عندي 20 سنة، لسه بادرس صيدلة.. أنا مشكلتي إني عاطفية جدا، ومتسرعة.. أنا عايزة أقدر أتحكم في مشاعري، أنا اتعرفت على شباب من النت؛ سواء زمايلي في الكلية أو براها؛ بس محترمين، وكلامنا محترم؛ مش أصحاب وخروجات والكلام ده؛ لأن كل شيء له حدود؛ بس عايزة أعرف بجد امتى أفرّق بين الحب والإعجاب.. تعبت من كتر مشاعري، وكل ما أخلص من مشاعر أو علاقة أدخل في تانية على طول، عايزة أتحكم في مشاعري. أنا قررت أبعد عن ده؛ بس برضه غصب عني بافكّر في حد، وكل ما أقول أقرّب من ربنا بابعد تاني. بجد أنا خايفة من ربنا، وكمان عايزة أشغل نفسي بحاجات أهم زي القراءة وكورسات في لغات، وأطوّر من نفسي؛ بس مع الأسف كل ما أعقد النية ماباكمّلش.. يا ريت تساعدوني بخطوات أطوّر فيها من نفسي واتحكم في مشاعري بجانب دراستي وشكرا ليكم. soso عزيزتي.. السلام عليك ورحمة الله وبركاته.. إن الشعور بالرومانسية المفرطة، وأن تكوني إنسانة عاطفية ليس بالشيء السيئ؛ لكن ينبغي أن توظّفي هذه العاطفية وهذه الرومانسية في مكانها الصحيح، وبطريقة مثالية؛ حتى تكون إيجابية وليست سلبية؛ فعلى سبيل المثال عليك بالإكثار من زيارة دور الأيتام، وإعطائهم شيئا من حنانك ومحبتك، وأيضا زيارة دور المسنين، الذين هم في أمسّ الحاجة لمن يربت على كتفهم، ويمتصّ أحزانهم، ويصبّرهم على آلامهم، وأيضا زيارة المرضى، الذين هم في حاجة ماسّة لمن يخفف عنهم ما يشعرون به من آلام، ويؤازرهم في رحلة علاجهم الطويلة الصعبة؛ فلماذا لا تكونين أنت هذا الشخص الذي يتفاعل مع الآخرين بجدية، ويعطيهم من مشاعره الفياضة؟ كما أنك في كلية تحتاج منك الكثير من الجهد؛ فقد يكون النجاح سهلا أو ممكنا؛ ولكن التميز والتفوق هو الصعب، وهو ما يحتاج منك إلى الكثير من الجهد؛ لهذا احرصي على هذا النجاح والتفوق، وحاولي قدر استطاعتك، أن تشغلي نفسك في الدراسة والاجتهاد لتحقيق شيء مميز عن الآخرين، وهذا في حد ذاته هدف سيُشغل الكثير من وقتك، وتفكيرك. وعليك يا عزيزتي الابتعاد تماما عن الشات، واستخدام النت في الأشياء الإيجابية التي وجد من أجلها، والبعد عن الأشياء التي تُساعد على البعد عن المولى عز وجل، ولا بأس أن تتقربي إلى الله ثم تبتعدي لكي تتقربي من جديد، وليكن إرضاؤه عز وجل هو أهم أهدافك في المستقبل؛ فحاسبي نفسك دوما على كل تصرف قبل أن يحاسبك المولى عز وجل؛ لأنه سبحانه يعطيكِ كل الفرص، وربما يكون ما تمرين به الآن هو دعوة منه سبحانك لكي تلجئي إليه ولكي تعودي إليه من جديد، وعليك أن تنجحي في حربك الشعواء مع الشيطان وإغراءاته. كما أنصحك بالتفكير دائما في احترام مَن أمامك لك قبل التفكير في حبه؛ لأن الحب يأتي ويذهب؛ ولكن الاحترام هو الذي يبقى، ويكفي أن تري احترام الناس لكِ في عيون كل من حولك، وتقديرهم وإعجابهم بك. وفيما يتعلق بالفارق بين الإعجاب والحب؛ فبين الإعجاب والحب شعرة صغيرة جدا، يجب أن تأخذيها في اعتبارك، وتضعيها في حسبانك؛ فالإعجاب هو أن تشعري بالانجذاب ناحية هذا الشخص لتميّزه في شيء ما، أو لوجود شيء مميز به وبشخصيته؛ ولكن هذا لا يعني أن كل شيء يعجبك فيه؛ فقد تكون به عيوب لا تتقبلينها.. أما الحب فهو أن تتقبلي الشخص الذي أمامك بعيوبه قبل مميزاته، وأن تشعري أنك قادرة على التعامل مع هذا الشخص أيا كانت عيوبه، وأن هناك قدرا من التفاهم الكبير بينك وبين هذا الشخص، وأنك كلما ابتعدت عن هذا الشخص يزيد ارتباطك به أكثر وأكثر، وأنك على استعداد للتضحية بكل شيء من أجل هذا الشخص دون تفكير، وأنك تجدين فيه خير شريك لحياتك المستقبلية، وأن لديك الرغبة في مشاركته كل شيء؛ أزماته قبل أفراحه. وعليك أن تبدئي الآن أولا: بالتقرب إلى الله، وثانيا: بالدراسة والتفوق، وثالثا: بتوظيف عواطفك في الاتجاه الصحيح؛ وهو عمل الخير، وهذا عن طريق المؤسسات الخيرية الكثيرة، والمستشفيات. رابعا: أن تبدئي في معرفة ماذا تريدين في الشخص الذي ترتبطين به ليكون زوجا لك في المستقبل إن شاء الله.