أنا بنوتة عندي 18 سنة.. بعت لكم كتير أوي في مشاكل كتير، والحمد لله كنتم بتردوا عليّ وباقتنع تماماً بكلامكم وباعمل بيه، وده اللي شجّعني عشان أبعت لكم على مشكلتي دي. أنا محبوبة من ناس كتير، وأتصف بصفات تجعلني محبوبة؛ وخاصة من الولاد، طبعاً زي أي بنت في سني تحب تبقى محبوبة وتحس بأنها كبرت وكل الناس عينها عليها. أنا بقى مشكلتي غربية جداً إني أعرف ولاد كتير جداً وفيه منهم كتير معجب بيّ وأنا بقى مش باقدر أكسف حد، ومش باقدر أقول لحد معجب بيّ لا.. مش باعرف أردّه وبافضل ساكتة وساعات فيه ولاد منهم بيجبروني إني أرتبط بيهم رغم إني مش باكون عايزه ده. بس أنا بحب واحد؛ وهو مش بيحبني أو بيحبني بس مش هينفع نكون لبعض لأن فيه اختلافات بيننا كتير، وفيه واحد كان بيحبني وأنا مش بحبه، اتقدم لي وأهلي طبعاً موافقين لأنه شخص كويس جداً ومحترم غير ولاد الأيام دي؛ بس أنا مش بحبه ومش حاسة بيه؛ لكني مش عارفة أقول له لا، ومش عارفة: أرفض ولا أوافق ولا أعمل إيه؟ أنا مش عايزة حد غير حبيبي اللي بحبه ده، وأنا مستيناه يتغير شوية عشان الموضوع يمشي شوية، ولما سألت أصحابي قالوا لي سيبك منه واتخطبي، وهو لما يحس إنك ابتديتِ تروحي منه بجد هيتغير وهيرجع لك، وساعتها سيبي خطيبك وارجعي له.. وأنا اقتنعت بكلامهم الحقيقة؛ بس أنا برضه لسه مش عارفة أعمل إيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟ s أولاً: نشكرك عزيزتي على ثقتك الغالية بنا.. ثانياً: شيء جميل ورائع أن تكوني محبوبة من أشخاص كثيرين، وهذا شيء تحتاجه المرأة بشدة؛ خاصة عندما تكون فتاة عندها 18 سنة؛ فهذا السن تريد فيها أن تشعر بجمالها وإعجاب من حولها بها وتعزيز ثقتها بنفسها؛ لكن الخطورة تكمن في ارتكازها على حب من حولها كشيء أساسي لهذه الثقة؛ فلا تستطيع الاستغناء عن هذا الشعور وعن الأشخاص الذين يصنعون لها هذا الإحساس. وأنا أقدّر شعورك بأنك لا ترغبين في جرح إحساس الشباب الذين يحبّونك، وهو أمر صعب عليك أن تواجهي الشاب بحقيقة شعورك؛ ولكن الأصعب أن تخنقي نفسك داخل شرنقة الإحراج تلك، وتجدي نفسك قد وُضعت في مواقف سخيفة ويجبرك غيرك على ما لا ترغبين فيه. والشباب يا عزيزتي يفهمون ويقرءون صفحة وجوه الفتيات وتعبيراتهم ونظراتهم وابتساماتهم وغيرها؛ ما يشجعهم على تجاوز الحدود معها واعتبارها بطلة لقصة حب قد لا تكتمل عند بعض الشباب العابث، والذي قد يكتفي بكلام الحب دون أن تكون له نيّة صادقة في توثيق هذا الحب ووضعه في مكانه الصحيح ومنزلته الغالية. وبعضهم يعلم جيداً أنها تسعد بكلام الحب وتحبّ سماعه؛ فيتفننون في عزف سمفونيته حتى يُفرغوا تلك الشحنة العاطفية لهم في هذه السن والتي لا تكلّفهم شيئاً، ولا يضطرون لدفع ثمنها في مقابل الاستمتاع بها؛ لأنهم يرغبون في التعايش فيها كالأفلام. أما عندما يعلمون جيداً شخصية الفتاة التي أمامهم وأنها قوية في ذاتها، لها جوانب مختلفة أخرى تعزز ثقتها بنفسها وتجعلها ليست في حاجة لسماع كلام حبهم، والذي في أغلب الأحوال يكون ضعيفاً غير عميق وربما يتوهمونه هم أيضاً، ويجدون أنها وضعت أمامهم حدوداً قوية بأنها قلعة حصينة لا تسمح بفتح أبوابها سوى لفارسها الشجاع الذي يدخل بيتها بشجاعة وبشرف دون التسلل من الأبواب الخلفية؛ وقتها تعلو في نظرهم ويحترمونها، وسيخجلون من عرض أسطوانات الحب على مسامعها، أو يتركونها ليبحثوا عن أخريات يفرغون فيهن شحنتهم العاطفية. أما عن الشخص الذي تقدّم لك؛ فأنا أحترم له هذه الخطوة التي تمّت وسط نور العائلة، وبالتالي فهو لا يستحق أبداً العبث به وبعواطفه، واتخاذه سُلّماً للصعود لغيره.. ضعي نفسك مكان هذا الشخص الذي جاء لك وسط أهلك وقام بهذه الخطوة الصحيحة ليقدّم لك اسمه وشرفه وحبه بين يديك.. هل يستحق منك أن تجرحي مشاعره وتظلميه؟ وليس هذا فقط؛ بل وتأسري نفسك داخل خطوبة لا تريدينها لأنك تنتظرين آخر؟ هل تخيّلت موقفك عند موافقتك على العريس وحبيبُك لم يتحرك له ساكن ولم يأتِ إليك.. ماذا ستفعلين وقتها؟ وهل تتوقعين أن الشخص الذي يحب فتاة ينتظر إلى أن تتم خطبتها لآخر حتى ينزعها منه؟ وإذا حدث، هل تأمنين على حياتك مع حبيبك وقد تعدّى على حق خطيبك وأخذ خطيبته منه بعد أن تركها قبل ذلك؟! عزيزتي.. حياتك ومشاعرك أغلى من هذا العبث، أنت محتاجة أن تأخذي فترة نقاهة لقلبك وعقلك وتفكيرك؛ لأن أكثر شخص سيتعب هو أنت؛ لأن الفتاة مشاعرها مرهفة وسهلة الكسر، وإذا كُسرت من الصعوبة إصلاحها وإرجاع بريقها. لا تنتظري حتى تجدي قلبك قد خرج مهترئاً وممزقاً من كل يد عبثت به.. وفترة النقاهة هذه ستوضّح لك بالتفكير المنطقي أن العريس الذي جاء من الباب واحترم أهلك واحترمك يمكنك أن تدرسيه بشكل نقي واضح بعيداً عن التفكير في شخص آخر لم يُقدّم لك شيئاً، وهناك اختلافات بينكما أنت نفسك قلت بأنها لن تقرّب بينكما، ولم تثقي بعد في مشاعره. فإذا فكرتِ في هذا العريس بشكل نقي، ووجدت أنك قد تلمّست فيه صفات جيدة؛ خاصة وأن أهلك موافقون عليه وتخلّصتِ من كل الشوائب التي في قلبك حتى لا تؤثّر على قرارك؛ فافتحي قلبك وادرسي صفاته وأعطي لنفسك فرصة معه. أما إذا لم تقتنعي به، أو وجدت نفسك ما زلت متأثرة بحبيبك؛ فلا داعي لظلم الآخر الذي ليس له أي ذنب في كل هذا؛ حتى لا تدور عجلة الزمن عليكِ -ولو بعد حين- وتتعبي كما أتعبت غيرك، والجزاء من جنس العمل؛ فالله لا يضيع مثقال ذرة. وحاولي يا عزيزتي أن تتقربي من صديقاتك البنات وأخواتك ووالدتك وعائلتك حتى تملئي الفراغ العاطفي الذي يميل باتجاه الشباب ويُتعبك بعد ذلك. ومارسي هوايات تريحك وتحبينها لتملأ حياتك وتصقل شخصيتك حتى تترفع إلى مكانة لا ينالها سوى من يستحقها. أتمنى لك السعادة والتوفيق.