السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا باتمنى منكم إنكم تساعدوني وتقولوا لي أعمل إيه لأني مش عارفة آخد أي قرار لأني جبانة جداً باخاف من أهلي جداً وخاصة بابا. مشكلتي هي إن أنا بحب شخص أصغر مني بسنة ونصف، وهو كمان بيحبني، وهو أقنع أهله بفرق السن وإن ما فيش أي مشاكل؛ بس أنا خايفة إن بابا يرفض الموضوع عشان السن. مع العلم إن ابن خالتي عايز يتقدم لي وهو منفصل عن زوجته وعنده طفل؛ بس أنا ما فيش عندي أي مشاعر ناحيته غير الأخوة بس، وأنا بحب الشخص التاني جداً، بحبه بجد؛ بس أنا عارفة إن أهلي هيوافقوا على ابن خالتي عشان طيب وهم بيحبوه. أنا خايفة مش عايزة أخسر حبي اللي باتمناه من الدنيا، ومش عايزة أجرح أي حد بسببي.. أرجو المساعدة، وأشكركم. hoby
الصديقة العزيزة.. أشكرك على ثقتك بالموقع وأتمنى أن أجد معكِ حلاً إن شاء الله.. في البداية لا أعلم لمن أتحدث بالفعل لأنك لم تذكري عمرك؛ ولكن دعيني أسرد لك بعض التفاصيل التي ذكرتِها وفيما نحن بصدد الذكر سأقوم بتفسيرها لكِ: لقد ذكرتِ أنك شخصية جبانة جداً، وبتخافي من أهلك عزيزتي.. ولا مانع إطلاقاً أن تكوني شخصية مطيعة تحاول أن تُرضي أهلها دون أن تُغضبهم؛ فجزاء ذلك عند الله كبير حتى وإن كان الأهل يتمتّعون بالسيطرة الشديدة على أبنائهم، وليس معنى ذلك أن نقف موقف ضعف؛ بل صدقيني أنك في قمة قوّتك في ذلك الخضوع. فارق السنّ الذي تتحدثين عنه لا يمكن اعتباره فارقاً على الإطلاق؛ فعندما نسمع كلمة فارق؛ فأنا أتوقع أن أسمع خمس أو عشر سنوات فرق في العمر؛ مما يجعلني أجزم أنه مع مرور الوقت ستحدث المشكلات لأن ذلك الفرق على المدى الطويل يُحدث فجوة كبيرة عاطفية وأُسَرية؛ مما يؤدي أحياناً إلى الخلافات الأُسَرية؛ ولكن ما نتحدث عنه هنا هو فارق سنة ونصف، أي لا شيء. حديث ذلك الشاب مع أهله واقتناعه بكِ كفيل لكي تتشجعي وتصاريحي أهلك بوجود ذلك الشاب.. وصدقيني لو أنه لا يعلم مدى تمسّكه بكِ لما اتخذ تلك الخطوة الجادة وصارح أهله بها.. وأعود مرة أخرى لأؤكد لكِ أن فارق السن بينكما لا يُذكر؛ فلا تضعيه عَقَبة أمامك. وجود ابن خالتك ومعرفة أهلك بهم وحبهم له -اسمحي لي- ليس مبرراً؛ فمن الذي سيتزوج أنتِ أو أهلك؟! ليس معنى أنه شخص جيد أن تتزوجيه رغم أنك لا تحبينه أو تُكنّين له أي نوع من المشاعر، كما أنني أعلم جيّداً أن وجود طفل في المنتصف بينك وبين ابن خالتك قد يُعتبر مشكلة؛ ليس لأنه من أخرى؛ ولكن قد تظهر المشكلات فيما بعد حينما يرزقك الله بطفل آخر.. فأنا أخشى على ذلك الطفل أن يشعر بأنه دائماً ينقصه شيء حتى وإن عوضْتِه بكل شيء عن أمه؛ فإنه سيكبر ويعرف بداخله أنك لستِ من أحضرته لهذه الدنيا.. وقد نتّخذها سبباً نحاول أن نقنع به ابن خالتك أن يعيد النظر في علاقته بزوجته السابقة.. وربما إن عرف أيضاً أن هناك شخصاً آخر بحياتك، أعاد تفكيره مرة أخرى وخرج من حياتك بسهولة ودون مشكلات؛ فطالما أنه يُكِنّ مشاعر طيبة لكِ فإنه بالفعل سيتمنى لكِ الخير، وربما وقف معك أيضاً وساعدك، ولا تخافي من أن يجرحه ذلك؛ فأكرم له أن يعرف ذلك الآن قبل أن تكوني معه وتفكرين بآخر. وأخيراً دعيني أهمس لكِ همسة صراحة: لا تضعي نفسك في موقف ضعف وخوف؛ بل أقدمي على موضوعك بذهن صافٍ وخطوات ثابتة، واستخدمي سلاح الله تعالى وهو الدعاء، ولا مانع من أن تستخيري الله؛ عسى أن يُلهمك الصواب واثبتي على موقفك ولا تدعي أحداً يختار لك ويقرر حياتك؛ فقد فات الماضي بأيدي الآخرين، وحان وقت الحاضر لتضعي لمسة المستقبل بنفسك.. وفّقك الله تعالى وتابعينا بأخبارك.