تعبت من كتر المشكلات اللي أنا فيها، آسفة لو بدأت رسالتي بكلمة "تعبت"؛ بس بجد مش عارفة إيه اللي بيحصل الأيام دي، مشكلتي مش مشكلة عاطفية ولا مشكلة ليّ أنا، أصلا دي مشكلة إنسان عزيز عليّ وأكتر من أخويا وصديقي وأقرب إنسان ليّ في الدنيا دي، المشكلة إن الإنسان ده قدوتي وباحترمه أوي، بس هو مش عايز يتغير، عايز يفضل وحش، وحاولت كتير معاه. هو بيعمل ذنب كبير أوي ومش عايز يرجع عنه، وماحدش يعرفه غيري أنا، وخايفة أقول لحد تاني؛ لأنه موضوع كبير، والمشكلة إنه بيعمل علاقات غير شرعية مع بنات، وحاولت أتكلم معاه كتير وأقول له إنه غلط وحرام، وده ذنب كبير أوي، بس هو بيفضل يزعق لي، ويقول لي: "مالكيش دعوة". في مرة قلت له لو هتعمل كده أنا كمان هاعمل كده، فقال لي: "علشان أموّتك"!! طيب ليه هو بيعمل كده ما دام عارف إنه غلط؟! هو أكبر مني سننا، بس أنا باحاول معاه كتير أوي ومش عارفة، أنا هاموت من الخوف عليه، وخايفة عليه أكبر من عقاب ربنا ليه، هو مش بيفكر في عقاب ربنا ده خالص، وبعيد جدا عن ربنا، وحاولت أقربه، وخليته يصلي قبل كده، بس برضه رجع زي الأول، وأنا دلوقتي متخانقة معاه علشان اللي بيعمله، وهو ولا همه، أنا عارفة إنه هيقعد يومين، وبعد كده يرجع يقول لي: "مش هاعمل كده تاني والكلام ده، بس أنا تعبت معاه، وخايفة أوي عليه، مش عارفة أعمل إيه؟ بافضل أصلي على طول وأدعي له، بس هو ولا همه، هو مش عارف إن اللي بيعملوا ده حاجة كبيرة أوي. Sma. salsa صديقة "بص وطل" العزيزة.. لا أدري أي نوع من الصداقة ممكن أن يربط بين فتاة تعرف الصح من الخطأ وتصلي إلى الله ليجعلها من الصالحات، وبين شاب يقترف الزنا الذي قال عنه تبارك وتعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}. وليس هذا هو العيب الوحيد صديقتي في هذا الشاب؛ بل الأخطر أنه يجاهر بالسوء ويعرف الناس عنه ما ستره الله عليه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي معافى إلا المجاهرون"؛ لأن الج اهرة بما يفعل هذا الشاب معناه ما قلته أنت بالحرف الواحد، وهو أن تقلديه وتفعلي مثله، وبذلك تشيع الفاحشة بين الناس؛ كما جاء في قول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. ولا أدري صديقتي على أي أساس بنيت صداقتك بهذا الشاب الذي لن يسمع نصحك، ولن يستجيب له؛ لأنه لا بد وأن يأتي التغيير من نفسه، وليس بإلحاح منك ولا من غيرك، والله تبارك وتعالى يقول في القرآن: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}؛ يعني يلزم قبل الامتناع الذي تطلبينه أنه يعرف أنه على خطأ، ويندم على الخطأ، ويعِدُ الله ألا يعود لما يفعل، ثم يبدأ في الأعمال الصالحات؛ ليتوب الله عليه عملا بقوله تبارك وتعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا}. وأعود لأسأل هل تتصورين أنه يتوب ويتزوجك مثلا؟! وإذا كان هذا الفرض صحيحا هل تعرفين أنه حرام.. حرام.. حرام أن يتزوج الزاني من المؤمنة التي تصلي؛ بقول الله: {الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِين}. أنت تضيعين وقتك ومجهودك مع من لا يستحق،كما تضعين نفسك في الشبهات بعلاقتك بواحد على علاقة زنا بزانيات مثله، وارتباط الصداقة التي تقولين عنه يضعك معه في نفس الخانة التي لا ترضي الله ولا المجتمع ولا أي أحد، والحديث الشريف يقول: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"؛ يعني أنت وصديقك على دين واحد حلو أو وحش. فابتعدي عن هذه الصداقة قبل أن تلوّث سمعتك، وينفر منك العرسان، والأصدقاء، والناس كلها ظنا منهم أنك مثله، ولا تأمني لتوبة باللسان؛ حيث إن ما يفعل هو طبع اعتاده، ولم يخف على أمه ولا أخته حتى يخاف عليك.