أنا عندي 21 سنة، ولي أخ أصغر مني عنده 15 سنة، أنا بجد خايفة عليه جدا من أصحابه؛ فبدأت أركز معاه وأشوف بيكلم مين على النت؛ ففوجئت إن فيه واحد جارنا بيكلمه على النت، وبيهزروا مع بعض بشتايم وحشة جدا، وطريقة كلامهم فظيعة، وإنه بيتفرج على حاجات مش حلوة عند صاحبه ده، وتقريبا الموضوع فيه سجاير. أنا بجد مصدومة وماكنتش أتخيل إنه يكون كده، وأنا دلوقتي مش عارفة أتصرف إزاي؟ مش عايزة أقول لماما وبابا أي حاجة، وباحاول أتكلم معاه بهدوء من غير ما أعرّفه إني عرفت أي حاجة، وباعرّفه الصح وبافهّمه الحرام وكل ده، بس رده عليّ: "أنا كل أصحابي كده؛ معنى كده إني مش هاصاحب حد".. مع العلم إنه مش بيتقبل النصيحة خالص، وده مش معايا؛ ده مع أي حد ينصحه زي بابا وماما وخطيبي. أنا عايزة أعرف منكم التصرف الصح إيه. someone صديقتي العزيزة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لا بد أن نفهم أولا طبيعة المراهق في هذه السن؛ فالمراهق في هذه السن يعاني كثيرًا من التغيرات البيولوجية التي تحدث له نتيجة للهرمونات التي تُفرَز في هذا الوقت وتؤثر في المخ والمشاعر والسلوك، وحينما نتحدث عن السلوك نصفه بما يلي: تغير وتأرجح في الحالة المزاجية بين السعادة والحزن، الانطواء والاجتماعية، والتذبذب الديني؛ فقد نُعلّم الطفل الكثير من التعاليم الدينية والخلقية ثم يدخل في مرحلة المراهقة؛ فنجد بعض التراجع، وهذا ما يصدم الأهل أحيانًا؛ لكن ليس ذلك سوى رغبة في التمرد على كل شيء؛ على الأهل والسلطة بما في ذلك السلطة الدينية. وفي هذه المرحلة نجده لا يرضى بأصحابه بديلًا في الرأي والمشورة، ويستمتع معهم لأنهم يساعدونه على الخروج عن المألوف وتكسير قيود السلطة؛ فهو معهم يقول "كلام وحش" غير ما تعلم طوال سنوات الطفولة التي كبت فيها الغيظ والحنق على سلطة الوالدين التي فرضت عليه هذه القيود في الكلام والتصرفات.. فما الحل؟ 1- أولًا لا بد أن نقتنع أن هذه مرحلة تطور ونمو نفسي طبيعية، وفي الغالب تزول من تلقاء نفسها ولا تتطور للأسوأ ما دام هناك الدعم الأسري الكافي، الذي يتمثل في صداقة المراهق واحتوائه. 2- لا بد أن تخبري والدك بما تعلمين؛ لكن لا تخبريه بصيغة المندهشة والمصدومة؛ حتى لا تنقلي له مشاعرك وتفرضيها -دون قصد منك- عليه فيشحذ همته لعقاب الولد فيعطي الأمر نتائج عكسية؛ لكن أخبريه في لحظة هدوء وصفاء أن شقيقك كبُر وأصبح بحاجة ماسة لأن يصاحبه والدك ويتقرب منه في علاقة صداقة تتميز بالندّية؛ فيصطحبه معه في زيارة أصدقائه مثلًا، أو الزيارات العائلية الرسمية لمباركة زواج أو عيادة مريض، والصلاة في المسجد؛ على أن يصطحبه مثلًا بعد الصلاة في نزهة لتناول الغذاء أو العشاء، والتحدث معه في أمر يخص والدك ولا يخص أخاك (المراهق)؛ وكأنه يريد رأيه ومشورته.. هكذا نساعده على النضج النفسي والنمو والشعور بالمسئولية؛ ولكن بشكل غير مباشر. 3- تجنبي الحديث المباشر مع شقيقك في أي أمر؛ لأن ذلك يُشعره بالمراقبة والتسلط، ويزيد من رغبته في المقاومة وفعل أشياء تخالف المبادئ من أجل التحدي. 4- اعلمي أن التدخين للمراهق يعكس رغبته الطفولية في إثبات أنه كبر وأصبح رجلًا.. وهنا لا بد من الحوار الديني الهادئ المتعقل في هذا الأمر، وكيف أن التدخين يؤثر على الصحة التي هي ليست ملكًا لنا، مع التعليق بعبارة مثل: "أعرف أن لك إرادة وتستطيع التخلص منها"، مع مراعاة أن القدوة أهم ما في الأمر؛ بمعنى لو أن الوالد مدخن؛ فقد يكون العلاج صعبًا. 5- التعرف على أصدقائه، وفهم طبيعة الأُسَر التي نشأ فيها أصدقاء شقيقك، ويمكن فعل ذلك عن طريق تعرف الوالدة على والدة صديق شقيقك؛ وليكن بالتهنئة في رمضان أو العيد أو أية مناسبة، وإذا كان له شقيقة فيمكنك أن تفعلي أنت ذلك لتقتربي أكثر من الأسرة؛ وهو أمر يجعلكم أكثر قربًا منه. 6- إذا استطعت أن تجعلي خطيبك يصادقه؛ فهذا أمر أفضل كثيرًا من توجيه النصائح المباشرة له، والتي تستفز المراهق وتجعله يُصرّ على العناد وعدم التنفيذ. 7- تحدثي إليه في أمورك؛ وكأنك تطلبين رأيه وتريدين الاستماع لوجهة نظره. 8- تحدثي أنت ووالداك أيضًا عن مزايا الولد ومحاسنه أمام الجميع؛ حتى يكون لديه ما يرغب في الحفاظ عليه من تقدير وقيمة في الأسرة، أما الذمّ والنقد فإنه يجعله يحدّث نفسه: "كده كده أنا وحش مش هتفرق"؛ فيتمادى في السلوكيات المتحدية والمرفوضة. الأمر ليس صعبًا بإذن الله؛ لكنه يحتاج للصبر، ومهارة التغاضي عن بعض الأمور، والاحتواء، وتعلم الإصلاح بشكل غير مباشر من خلال مساعدة المراهق على النضج، وأن نُشعره أنه فرد له دوره ونحتاج لمشورته في الأسرة، ولا تنسيْ الدعاء له بالهداية. وفقك الله..