أنا عندي20 سنة وبحب واحدة بقالي 7 سنين وهي بالنسبة لي كل حاجة في حياتي والله وبحبها حب غريب فعلا ما ينفعش أوصفه ودايما بتحصل مشاكل عندها في البيت بسبب الموضوع ده وبنبعد ونرجع نحب بعض أكتر من الأول.. وقررت أتقدم لها دلوقتي وأنا لسه بادرس عشان أنا باراعي فيها ربنا وما أقبلش إني أكلمها من ورا أهلها وإحنا مش مع بعض في كلية واحدة أساسا حتى. ومن كتر ما باحافظ عليها مش عاوز أشوفها غير لما تكون بتاعتي لدرجة إن بقالي أكتر من 3 سنين ما شفتهاش. المهم اتقدمت لها وحصل كمية سوء تفاهم غريب لدرجة إن حتى ما خدتش معاد أروح لها البيت فيه وجيت على نفسي وكرامتي وكرامة أهلي عشان أكمل الموضوع بس أهلها كانوا بيتلككوا مع إنهم ناس محترمين صراحة.. وعملت كل اللي أقدر أعمله ومافيش فايدة.. المشكلة إن الموضوع قفل عندي في البيت بطريقة مش كويسة لأن أهلي كرامتهم اتجرحت برضه.. لأن حصل سوء تفاهم وحاولت أصلحه بكل الطرق مانفعش ودايما كانوا بيفهموا الأمور غلط وبسوء نية.. وكمان فيه معرفة بسيطة بين والدي ووالدها ولما جه يتكلم مع والدها قفل الموضوع بطريقة نهائية (قالوا الموضوع مرفوض) وشّ كده.. اللي هو حتى ما قدّرش تليفونه.. وفي كذا طريقة للرفض عن كده. وأخد الموضوع على كرامته وكده.. يعني الموضوع اترفض حتى قبل ما أتقدم وأعرف سبب يريحني مع إنهم كان في نيتهم الأول إنهم يقابلوني بس زي ما تقولوا كده بيتلككوا على أي حاجة عشان مش شايفين حاجة فيّ غلط.. وأنا قلت لهم ودافعت عن حبي وقلت لهم إن أنا ما يهمنيش حد غيرها وأنا عارف إنها عاوزاني وعمري ما هانسى الموضوع.. بس مش عارف ليه أهلها بيعملوا فيّ كده.. وسبب إن والدها يرفض إننا عارفين بعض بقالنا أكتر من 7 سنين وهو زي ما قلت ما كانش موافق على الموضوع وكل شوية نبعد عن بعض بالسبب ده.. ومافيش بنى آدم خالي من العيوب بس أنا سمعتي كويسة وأهلي ناس محترمة وبادرس في كلية عسكرية محترمة. الموضوع ده بوّظ حياتي وكسر نفسي على كل حاجة ومش عارف أعمل إيه دلوقتي والفترة الجاية دي.. شكرا aa.
عزيزي.. هل تدرك ما الذي تفعله بنفسك وبأهلك؟ إنك تمارس نوعًا قاسيًا من الإذلال على نفسك وتطلب من أهلك التغاضي عن إهانة كرامتهم.
ربما تقول لي: الحب لا مكان فيه للكرامة. ولكني دعني أقول لك إن الكرامة جزء من المكونات الطبيعية للإنسان، ليست صفة مكتسبة ذات طبيعة مرنة، بل هي جزء أساسي من الشخصية ولو تخليت عنها فإنك تتخلى عن جزء من شخصيتك و-عفوًا- رجولتك.
أنت لم تشرح كل تفاصيل سوء التفاهم بينك وبين أهلها، ولكن سواء كانت توجد مبررات لجفاف معاملة أسرة فتاتك، أم لا، ففي كل الأحوال كان يمكن أن يرفضوا طلبك بشكل به بعض الذوق ومراعاة المشاعر، كما قلت أنت، ولكنهم استخدموا طريقة جافة جارحة، ولم يراعوا والدك ولا راعوك، وبعد ذلك تريد أن تحاول معهم مجددًا؟ وطبعًا لن يقبلوا تقدمك "بطولك" لابد أن يكون معك والدك، فهل ستطلب منه التخلي عن غضبه لكرامته من طريقة والد الفتاة في الحديث إليه، ليذهب معك للتقدم لها؟
بالمناسبة كون سمعتك جيدة وأسرتك محترمة لا يكفي لقبولك خطيبًا لتلك الفتاة، فكل أسرة لديها مواصفات معينة تطلبها في المتقدم لابنتها، وربما لم ترَ أسرة فتاتك فيك تلك المواصفات. بمعنى أدق: ليس كل من يُرفَض معيبًا، فكثيرًا ما يُرفَض شباب محترمون متقدمون؛ فقط لأنهم مختلفون عن تخيّل الأسرة لزوج ابنتهم.
عودة لنقطة الكرامة -التي أراها أهم نقطة في مشكلتك- أنت قلت إنك الآن تدرس فلا تستطيع التقدم لفتاتك، وأنا أتفق معك في هذا، عليك بالفعل أن تركّز في دراستك وحياتك، حتى تتخرج وتتسلم عملك بإذن الله، ثم بعد ذلك تفكر في الارتباط. عندئذ لو كنت ما زلت متمسكًا بنفس الفتاة، تحدّث معها بشكل صريح وحازم وأخبرها أن تلك هي المرة الأخيرة التي تتحدث فيها في الموضوع، وأخبرها أنك ترغب في الحديث لوالدها كنوع من "جس النبض" لمعرفة مدى قابليته للتفاهم. فلو وافق على مقابلتك أو الحديث إليك فانظر ماذا يفعل، إن تعامل معك بذوق وأدب -أيًا كان موقفه من طلبك- فعندئذ تستطيع أن تجعل والدك يتصل به لتحديد موعد للمقابلة، وإن بقي على طريقته فلتكن أنت من يرفض إتمام هذا الارتباط، لا هو! وقبل كل شيء عليك أن تتأكد من أن والدك مستعد للجلوس مع والد فتاتك ومحادثته في أمركما؛ لأنه لو رفض فلا يمكن أن تبادر بالذهاب أنت وحدك، هكذا تقتضي الأصول.
فإن وافق والد الفتاة على الأمر، فبها ونعمت، وإن رفض فنصيحة: لا تحاول مجددًا ويكفيك ما نال كرامتك وكرامة أسرتك.
عزيزي.. أعلم أنك لا تتخيل حياتك بدون فتاتك ولكن لا يوجد حب -بل لا يوجد شيء- في العالم يستحق أن يتنازل المرء لأجله عن كرامته! وبصراحة أنت لو أهنت نفسك أكثر مما كان فربما تخسر احترام فتاتك لك، واسمح لي، بعدك عنها وهي لا تزال تحترمك خير من قربك منها وأنت أمامها مهزوز الكرامة وعزة النفس. فكّر في كلامي هذا واعرضه على والدك، وجرّب أن تنفّذ نصيحتي لك. وفّقك الله يا عزيزي تحياتي